مسؤولون في الجيش الأمريكي: "الأسد المتأهب" للفت انتباه سوريا و ايران
ترجمة أيوب نمور - لم يكن من الممكن ان تأتي في توقيت أكثر حساسية في الشرق الأوسط, و لم يكن احد ليقولها علانية, الا أن تدريبات "الأسد المتأهب 2012" في اجتماع متعدد الجنسيات لـ 12 ألف جندي في الأردن ترسل رسالة صارخة للآخرين في المنطقة: أنهم جاهزون لأي شيء قادم.
حتى نهاية أيار الجاري ستستمر في الأردن احدى أضخم التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات التي شهدتها المنطقة, بمشاركة أكثر من 19 دولة من ضمنها الولايات المتحدة و بعض الدول العربية و الاوروبية يجتمعون من أجل صقل مهاراتهم القتالية, للحيطة فقط.
العديد من المسؤولين في الجيش الأمريكي افادوا بأنه على الرغم من أنه ليس الهدف الأساسي, الا أن هذا التدريب قصد به لفت انتباه سوريا و ايران بشكل خاص, و الرسالة المقصودة هنا أنه و على الرغم من خروج الولايات المتحدة من العراق و اختتام حربها في افغانستان, الا ان هناك تواجد هائل للامريكان في المنطقة, و أن هناك بلدان أخرى قادرة على سد الفجوات.
السلاح البحري الأمريكي يحتفظ بحاملتين للطائرات في مياه الخليج الفارسي و التي ليست ببعيدة عن الأردن, و لا يزال يعمل على تكثيف وجود كاسحات الألغام في المياه المحيطة. كما و قد أرسلت القوات الجوية(6 مقاتلات F-22) الى الامارات العربية المتحدة. و قيادة العمليات المشتركة الخاصة قد شنت عدة هجمات عنيفة بطائرات يتم التحكم بها عن بعد ضد القاعدة في اليمن.
الا أن "الأسد المتأهب" تخطو بالقضية خطوة أبعد من سابقاتها, فقوات المارينز سوف يتدربون في الجنوب الأردني على الهبوط البرمائي و المهارات الحربية.
لكن سيكون هناك أيضا عدد كبير من القوات الخاصة الأمريكية الأعلى كفاءة من نخب الجيش الأمريكي يتدربون مع القوات الخاصة الأردنية على مكافحة الارهاب و عمليات انقضاضية أخرى.
يعد هذا التدريب جزءا من الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة لدعم الأردن الذي تزداد مخاوفه يوما بعد يوم من الاضطرابات التي تحدث على حدوده الشمالية مع سوريا. و قد أبدى المسؤولون الأردنيون تخوفا كبيرا من أن تجبر سوريا عشرات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين فيها على الرحيل الى الأردن بالاضافة الى اللاجئين السوريين.
كما و أن هنالك تخوفا من السيناريو الأسوأ اذا فقد النظام السوري السيطرة على بعض أسلحته الكيماوية و البيولوجية و التي من الممكن أن تدخل بشكل غير مشروع الى الأردن.
لذلك فان جزءا كبيرا من التدريب سيتم تخصيصه من أجل اكساب المهارات للجيشين فيما يتعلق بادراة تدفق اللاجئين و كيفية التعامل مع الأزمات الكيماوية و البيولوجية.
المسؤولون الأمريكيون يقرون بصمت بأن التدريب العسكري للقوات الأمريكية في المنطقة سيكون مفيدا في حال قيامهم بهجمة عسكرية ضد ايران. الا أن المسؤولين يقولون بقوة أن المقصد من "الأسد المتأهب" ليس استهداف اي من سوريا او ايران, انما الهدف هو "التهديدات الحقيقية" في المنطقة (كما وصفها مسؤول في البنتاغون على شاشة سي ان ان).
يقول الجنرال كين توفو (قائد قوات العمليات الخاصة الامريكية): "ان التدريبات العسكرية المشابهة "للأسد المتأهب" تزود قواتنا بالفرصة الملائمة لممارسة مهاراتهم اللغوية و غمسهم في الثقافة و تعلم تكتيكات و تقنيات عسكرية جديدة" .
و يتوقع أن تأخذ قوات العمليات الخاصة دورا متزايد الأهمية في الشرق الأوسط, حيث أنه سيتم تكثيف مهارات اطلاق الطائرات التي يتم التحكم بها عن بعد كما في اليمن و تعزيز تدريبات الجيش الأمريكي مع حلفائه في البلدان الأخرى في المنطقة كي يكونوا قادرين على اتخاذ الاجراءات العسكرية بأنفسهم عندما يلزم الأمر. (نقلا عن cnn)