زهير النوباني وامل الدباس يكشفان معاناة الفنانين الاردنيين: التهميش عنوان المرحلة
جو 24 :
خاص - مؤسف أن يصل المثقفون والفنانون إلى مرحلة اليأس، فهذه الطبقة عادة ما تكون الأداة لزرع الأمل وبثّ الطاقة الايجابية في المجتمع.
اليوم، استيقظ الأردنيون على منشور للفنان الكبير زهير النوباني، كشف فيه عن نيته الهجرة خارج البلاد، قبل أن تفاجئ الفنانة العريقة أمل الدباس المتابعين أيضا باعلانها أنها سبقت النوباني في هذا التفكير، الأمر الذي تفاعل معه الجمهور واعتبروه مؤشرا خطيرا يستوجب الالتفات له والعمل على معالجة الأسباب التي ولّدت هذه الرغبة لدى الفنانين المخضرمين.
التهميش والاقصاء هما عنوان المرحلة، هكذا اختصر النوباني والدباس معاناتهم التي دفعتهم للتفكير بالهجرة خارج الوطن الذي طالما كافحا من أجله ومن أجل شعبه وتعزيز القيم الحميدة فيه.
وكشف النوباني والدباس في حديثهما لـ الاردن24 عن معاناة الفنانين الأردنيين خلال السنوات الأخيرة، إذ بات كبار الفنانين عاجزين عن دفع أجور منازلهم، حتى أن أحدهم عرض آلته الموسيقية التي رافقته طيلة حياته للبيع من أجل دفع فاتورة الكهرباء.
وأشاروا إلى أن الحلول سهلة ومتاحة، فالأمر لا يحتاج إلا قرارا بدعم الفنانين الأردنيين من خلال احياء دوائر الانتاج في التلفزيون الأردني، وإعادة الملف الثقافي الفني التربوي إلى الواجهة بعد أن تم تهميشه لسنوات.
وقال النوباني إن هناك تراجعا كبيرا في الفنّ الأردني، حتى أصبح الوضع لا يُطاق، فيما تضع الجهات الرسمية في أذن طين والأخرى عجين حتى لا تسمع الحلول والمقترحات السهلة، مشيرا إلى أن الفنان الأردني أصبح يعاني التهميش والتجاهل من قبل كافة المسؤولين.
وأضاف النوباني لـ الاردن24 إن التراجع في الملف الثقافي والتربوي قتل الابداع لدى الفنانين وأصحاب الموهبة وخلق حالة من التراجع للفن والفنانين، وهذا ما قال إنه يتقاطع أيضا مع الملفات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الفنان يحتاج إلى فتح الأبواب أمامه ليعبر عن ابداعه وموهبته.
ولفت إلى سوء إدارة الملف الثقافي والفني منذ سنوات، في الوقت الذي يفتقد الفنان إلى الوسائل التي يمكن من خلالها أن يشرح معاناته وما يختلج صدره من ألم، خاصة في ظلّ تراجع دور نقابة الفنانين التي أصبحت تستجدي من أجل دعم صناديق التقاعد والتأمين الصحي، مجددا التأكيد أن "الحلّ سهل جدا، وهو وجود قرار رسمي بدعم الفنان الأردني".
وأشار النوباني إلى أن الفنان الأردني أصبح يتعرض للاستغلال من قبل المنتجين للخروج بأدوار دون المستوى المطلوب ولا تناسبه، لافتا إلى أن بعض الفنانين لا يجدون أجرة منازلهم، وآخر فنان موسيقي من المبدعين يعرض آلته الموسيقية لتسديد فاتورة الكهرباء، الأمر الذي قال إن نتيجته ستكون اختفاء الفنانين المبدعين يوما بعد يوم.
واتفقت المخضرمة الدباس مع زميلها النوباني بأن عنوان المرحلة هو التهميش والاقصاء، فيما قالت إن بعض المسؤولين تجد هوايتهم "قتل الفنّ والابداع"، ويتصرف هؤلاء على قاعدة "لكلّ زمان دولة ورجال"، مشددة على أن "هذه القاعدة لا يمكن أن تبني جيلا جديدا منتميا وواعيا".
وقالت الدباس لـ الاردن24: "عادة، إذا أرادت الحكومات ايصال معلومة أو رسالة للشعب بشكل سهل وسلس، فإن ذلك يكون من خلال الفن، لكن يبدو أن بعض المسؤولين فقدوا أي احساس بأهمية الفنّ، وصاروا يتعمدون تهميش الفنانين"، مؤكدة أن رسالة الفنان أهم وأسمى من المسؤول، فالمسؤول يذهب وتبقى الرسالة خالدة.
وتابعت: "درجة رقي الشعوب تقاس بمدى اهتمامها بالفنّ، والفنانون لا يجب أن يكون في نهاية السلّم، بل إنهم الأبقى، فالمسؤول يذهب بعد شهر أو سنة أو اثنتين، أما الفنان فيبقى يؤدي رسالته الوطنية"، مضيفة في ذات السياق: "أنا مثلا، تم اختياري لالقاء كلمة سفير النوايا الحسنة في روما من بين كل العرب، وقدمت الأردن في أبهى صورة، ولم يتم بث خبر حول ذلك".
وأشارت: "من صور تهميش دور الفنان، أن وزارة الثقافة قامت بتصوير مقاطع فيديو للتوعية من خطر فيروس كورونا، وقمت بإرسال المقاطع إلى التلفزيون الأردني، واتصلت بالمدير طالبة بثّها، وزوّدته بنسخة عالية الجودة، لكن لم يجرِ بثّها رغم أنها مجانيّة".
ودعت إلى الاهتمام بدائرة الانتاج بالتلفزيون الأردني التي تعتبر الرسالة الحقيقية لمدى اهتمام الحكومة بالانتاج والفن وبثّ صورة مشرقة عن الأردن واعادة الألق إليها وعدم وضع مسؤول تمت احالته للتقاعد مسؤولا عنها.