مستوطنون ينظمون "مسيرة الأعلام" في القدس.. والاحتلال يقمع مسيرات فلسطينية في الضفة
جو 24 :
نظم مستوطنون مساء الثلاثاء ما يسمى بمسيرة الأعلام في مدينة القدس المحتلة، وذلك على وقع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس ومختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد استبقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة بتشديد الإجراءات الأمنية واعتقال عدد من الشبان الفلسطينيين والاعتداء على بعضهم بالضرب.
من جهته قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 27 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس.
واعتدت قوات الاحتلال على عدد من الشاب بالضرب، كما نصبت شرطة الاحتلال الحواجز الحديدية لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى المنطقة والخروج منها.
وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 6 شبان فلسطينيين في القدس المحتلة بتهمة الإخلال بالنظام، وأشار شهود عيان إلى أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت أيضا باب الساهرة القريب.
وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، في شوارع السلطان سليمان ونابلس والمصرارة، المؤدية إلى باب العامود.
ووضعت الشرطة الإسرائيلية حواجز حديدية في الطرق المؤدية إلى باب العامود لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة.
وكان المستوطنون قد وصلوا إلى ساحة باب العامود وأدوا رقصاتهم، ثم توجهوا إلى حائط البراق، وسط توتر شاب المسيرة واعتداء شرطة الاحتلال على من تبقى من الفلسطينيين الذين تمكنوا من البقاء قرب الساحة حيث أجلت جميع من كانوا فيها قبيل وصلو مسيرة المستوطنين.
على صعيد متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سيزيد من نشر بطاريات القبة الحديدية، خشية تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، على خلفية المسيرة.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتغيير مسار إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون تزامنا مع مسيرة الأعلام في القدس.
وصدّق وزير الأمن الداخلي في الحكومة الجديدة على تنظيم المسيرة، التي توجهت إلى منطقة باب العامود، بعد إغلاقها أمام الفلسطينيين.
واقتحم 20 مستوطنا -بينهم اليميني المتطرف يهودا غليك- اقتحموا صباح الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك.
مواجهات الضفة
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق بالضفة الغربية المحتلة، وأفاد مراسل الأناضول بأن الشبان رشقوا الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما رد الجيش بإطلاق قنابل الغاز المدمع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وجنوبي الضفة، قمع الجيش الإسرائيلي مسيرة في مدينة بيت لحم، خرجت من منطقة باب الزقاق، ومرورا بشارع القدس الخليل، وصولا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم عند محيط مسجد بلال بن رباح، وذلك تنديدا بمسيرة المستوطنين.
وأصيب العشرات من المشاركين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
كما شهدت مدينة الخليل، اندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب (شمالي المدينة)، أصيب خلالها العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز.
ووسط الضفة، اندلعت مواجهات في رام الله، عند حاجز بيت أيل (المدخل الشمالي للمدينة)، أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق.
وفي غزة، انطلقت تظاهرات غاضبة بمشاركة المئات من الفلسطينيين، رفضا "لمسيرة الأعلام"، وأفاد مراسل الأناضول بقطاع غزة، بأن المشاركين في المسيرة رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منها "القدس لنا" و"على القدس رايحين شباب بالملايين".
وأطلق شبان فلسطينيون اليوم بالونات حارقة من الشريط الحدودي (شرقي قطاع غزة) باتجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية.
وفي وقت سابق، أصيب شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب السياج الأمني الفاصل (جنوبي القطاع).
قوات الاحتلال تكثف وجودها في البلدة القديمة من القدس المحتلة قبيل انطلاق ما يسمى "مسيرة الأعلام" (الفرنسية)
تحذير الفصائل
من جهتها، دعت فصائل فلسطينية إلى المرابطة في ساحات المسجد الأقصى والنفير العام في المناطق الفلسطينية كافة وداخل الخط الأخضر.
ودعت الفصائل الفلسطينية -التي وصفت المسيرة بأنها استفزاز- إلى "يوم غضب" في غزة والضفة الغربية. وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تجدد الأعمال العدائية إذا مضت المسيرة قدما.
ووجّه نشطاء فلسطينيون دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.
تداعيات خطيرة
كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، على تويتر "نحذر من التداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن نية قوة الاحتلال السماح للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، بالمضي قدما في مسيرة الأعلام في القدس المحتلة".
وكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينزلاند، على تويتر "التوتر يتصاعد مجددا في القدس في ظرف أمني وسياسي هش وحساس للغاية، في وقت تشارك فيه الأمم المتحدة ومصر في تعزيز وقف إطلاق النار".
وأضاف "أحث جميع الأطراف المعنية على التصرف بمسؤولية وتجنب أي استفزاز من شأنه أن يقود إلى جولة أخرى من المواجهات".
على صعيد متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي سيزيد من نشر بطاريات القبة الحديدية، خشية تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على خلفية المسيرة.
ورفضت الشرطة الإسرائيلية -في وقت سابق من هذا الشهر- طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيم المسيرة الخميس الماضي؛ لكن تحت ضغط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو تمت الموافقة على تنظيمها الثلاثاء.
وكان من المقرر أن تنظم المسيرة الشهر الماضي بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري؛ لكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
(الجزيرة + وكالات)