تحديد مركّب مضاد للفيروسات قد يحمي من "كوفيد-19" والإنفلونزا وعدوى فيروسية أخرى
اكتشف فريق من العلماء، بالتعاون مع شركة الأدوية البريطانية GlaxoSmithKline، جزيئا جديدا قادرا على تحفيز الجهاز المناعي الفطري ضد فيروس SARS-CoV-2.
وأثبت المركب، المسمى دياميدوبنزيميدازول (diABZI-4)، فعاليته في كل من النماذج الحيوانية (مثل الفئران) وفي الخلايا البشرية "في المختبر"، وأظهرت النتائج أن لديه القدرة على أن يكون وقائيا فعالا مضادا للفيروسات ضد "كوفيد-19".
ويحفز diABZI-4 البروتين المسمى STING (محفز جينات الإنترفيرون)، والذي يحفز بدوره إنتاج النوع الأول من الإنترفيرون في الخلايا المصابة بمسببات الأمراض داخل الخلايا مثل الفيروسات والبكتيريا المتفطرة والطفيليات داخل الخلايا.
و"يلتصق" الإنترفيرون بالخلية التي تفرزه وبالخلايا المجاورة، ما يحميها من العدوى ويمنعها من الانتشار.
وأوضح الدكتور فياكرا همفريز من مدرسة الطب بجامعة ماساتشوستس، أن الجهاز المناعي الفطري يحدد أي مُمْرِض قد يواجهه، سواء كان بكتيريا أو فيروسيا أو فطريا. وتتمثل إحدى وظائفه الرئيسية في إنتاج السيتوكينات التي تعمل كخط دفاع أول ومستجيب مضاد للفيروسات. كما أنه ينبه الجهاز المناعي لوجود الغازي ويحفز جهاز المناعة التكيفي للاستيقاظ.
ويعتقد همفريز وزملاؤه أن خصائص التحفيز المناعي لـ diABZI-4 يمكن أن تعمل أيضا كدواء مضاد للفيروسات. ويتم اختباره بالفعل كعلاج مناعي للسرطان.
ومن خلال إعطاء diABZI-4 عن طريق الأنف، مباشرة إلى موقع الإصابة في الفئران، أظهر همفريز أنه يمكن أن ينشط جهاز المناعة ويقضي على العدوى الفيروسية، مثل SARS-CoV-2.
وقال همفريز: "كان الأمر مذهلا نوعا ما. جرعة واحدة كانت قادرة على حماية 100% من الفئران من مرض شديد. بعد تناول diABZI-4، وكانت الفئران محمية تماما من العدوى".
وأظهرت دراسات الخلايا اللاحقة أن diABZI-4 كان قادرا على تحفيز الاستجابة المناعية الفطرية عن طريق تنشيط مسار STING الذي ينتج النوع الأول من الإنترفيرون. وقال فيتزجيرالد إن ما يجعل SARS-CoV-2 فعالا للغاية هو قدرته على التحايل على الاستجابة المضادة للفيروسات لجهاز المناعة الفطري. "ولكن ما نظهره هو أنه يمكننا استخدام ناهض STING لمناعة محظورة ومضادة للفيروسات وتكون فعالة".
وقال همفريز: "يمكنك أن ترى أن هذا مهم في حالات العدوى الخارقة والمتغيرات الناشئة".
وأضافت فيتزجيرالد: " من المحتمل أن تتلقى جرعة من خلال جهاز الاستنشاق بعد وقت قصير من التعرض المحتمل، أو حتى بشكل وقائي قبل الدخول إلى بيئة محفوفة بالمخاطر مثل الطائرة، والحصول على تعزيز مضاد للفيروسات على المدى القصير في جهازك المناعي يمكن أن يقضي على أي فيروس قبل ظهور العدوى".
وأظهر فريق العلماء أيضا أن هذه الاستجابة المضادة للفيروسات امتدت إلى ما بعد SARS-CoV-2. كما أنه يحمي من الإنفلونزا وفيروس الهربس البسيط. وقال همفريز: "في النهاية، يمكن أن يكون لهذا تطبيقات واسعة جدا من مضادات الفيروسات".
المصدر: ميديكال إكسبريس