مؤتمر صحفي في العقبة لإطلاق مشروع القارب البحثي السويسري في البحر الأحمر
جو 24 :
العقبة - ثمن الرئيس التنفيذي لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في العقبة اليوم بحضور السفير السويسري في الأردن لوكاس جاسر ورئيس المركز البحثي الفدرالي السويسري د. مارتن فيترلي ومدير محطة العلوم البحرية في العقبة الدكتور علي السوالمة للتعريف برحلة البحث العلمية التي سينفذها المركز السويسري في البحر الأحمر انطلاقا من العقبة من اجل دراسة المرجان.
المهندس بخيت
وفي كلمته اكد المهندس بخيت على عمق العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الصديقين في مختلف المجالات مشيدا بجهود الحكومة السويسرية في دعم البحث العلمي المتعلق بالبيئة البحرية والحفاظ على المرجان الذي يشتهر به خليج العقبة والذي يعد من ابرز معالمها السياحية.
وقال ان جلالة الملك عبدالله الثاني مهتم جدا بالبيئة البحرية لخليج العقبة ويشارك بنفسه في عمليات تنظيف جوف البحر وإنشاء المتحف تحت جوف المياه حيث تقوم السلطة وتنفيذا لتوجيهاته السامية وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالعمل الدؤوب لمراقبة المياه وسلامة الحياة البحرية ونشر تقارير منتظمة حول جودتها .
ولفت بخيت إلى ان قانون سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ينص صراحة على حماية المرجان من التلوث من خلال الزام الاستثمارات بتنفيذ دراسات الجدوى البيئية للمشاريع المختلفة التي تقام على مياه الخليج قبل البدء بها وذلك بالتعاون مع جامعتي اليرموك والأردنية اللذان تمتلكان وتديران محطة العلوم البحرية في العقبة التي نفتخر بها وبدورها في رقابة جودة المياه وإجراء البحوث اللازمة للحفاظ على التنوع البحري الثري في خليج العقبة والذي يعتبر اليوم أخر الحيود المرجانية في العالم والأكثر سلامة وجمالا.
ورحب المهندس بخيت بالتعاون البناء بين محطة العلوم البحرية والمركز البحثي الفدرالي السويسري وشركة واحة أيله للتطوير في هذا المجال مؤكدا على دعم السلطة المطلق لإنجاح هذه الجهود العلمية المباركة، موضحا بأن مياه خليج العقبة تتميز بتوفير بيئة جيدة لتشكل نوعية فريدة ونادرة من الشعاب المرجانية حيث تبذل السلطة من خلال مفوضية البيئة جهود كبيرة للمحافظة عليها لدورها في التنوع الحيوي البحري وأيضا لأنها تشكل موئلا لحوالي 25 بالمئة من إجمالي أنواع الأسماك، بحسب ما يؤكده خبراء بالبيئة البحرية.
السفير السويسري
بدوره قال السفير السويسري بعمان لوكاس جاسر في كلمته إنها لحظة مهمة اليوم نعيشها في اجمل البقاع على الأرض في مدينة العقبة لإطلاق البحوث العلمية للمركز السويسري للاسهم في الجهود العالمية والبشرية لحماية الحياة البحرية في البحر الأحمر الذي تطل عليه دول كثيرة ويعتبر احد اهم الممرات المائية على الكرة الأرضية للربط من مشرق العالم وغربه ويتعرض باستمرار للتلوث .
وأضاف لوكاس نحن نشعر بالفخر ونوجه الشكر إلى الحكومة الأردنية على تعاونها ومساهمتها في دعم الجهود الرامية لحماية مياه البحر الأحمر وقد اخترنا العقبة للعديد من المميزات وفي مقدمتها الموقع الجغرافي المتميز والدعم والتسهيلات التي قدمتها السلطات في العقبة بالإضافة إلى وجود المحطة البحرية والتي تزخر بالكفاءات البشرية والفنية التي تساعد على نجاح المهمة البحثية.
الدكتور سوالمة
وقال الدكتور علي السوالمة مدير محطة العلوم البحرية في العقبة التابعة للجامعة الأردنية وجامعة اليرموك في كلمته ان القارب البحثي المسمى Feur de Passion زهرة الشوق وصل إلى العقبة في العاشر من الشهر الجاري وذلك في اطار دور محطة العلوم البحرية في العقبة في المحافظة على البيئة البحرية في خليج العقبة من خلال البحث العلمي.
وبين دكتور سوالمة ان مساهمة المحطة في الدراسات التي يقوم بها مركز البحر الأحمر الإقليمي ستعزز من جهودها الرامية إلى المحافظة على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من خلال الشراكات التي تقوم بها مع المركز ولأنشطة المختلفة كالموسم الأول للبعثة الاستكشافية، كما سيفتح فرص التعاون بين الباحثين وتمكينهم من الحصول على البيانات المطلوبة لفهم أفضل لخصائص الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وإشراك المحطة في المشاريع العلمية المتعلقة بالعلوم البحرية في البحر الأحمر، وتزويدها بالأجهزة اللازمة للبحث العلمي والدراسات
وأضاف الدكتور سوالمة ان أول أنشطة مركز البحر الأحمر الإقليمي هو تنظيم رحلة بحثية على متن قارب مختص تم استئجاره لهذا الغرض ويحمل على متنه باحثين وأجهزة متطورة من اجل للقيام بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالمرجان في سواحل البحر الأحمر مروراً بجميع الدول المطلة عليه. لافتا إلى ان مركز البحر الأحمر الإقليمي سيقوم بتزويد محطة العلوم البحرية الشهر القادم بأجهزة ومجسات استشعارية ليتم وضعها تحت البحر أمام المحطة و ذلك لمراقبة المرجان والعمليات الحيوية له وتكون موصولة من خلال الأنترنت لتزويد الباحثين في المحطة بالبيانات المستمرة طوال اليوم.
البروفسور مايبوم
وفي كلمته قال البروفسور اندرز مايبوم، مدير مركز البحر الأحمر الإقليمي بان الرحلة البحثية العلمية ستستمر شهرين من صيف كل عام ولمدة 3 سنوات لتشمل دراسة المرجان والحياة البحرية على طول ساحل البحر الأحمر، مبينا انه جرى اختيار الأردن وبالأخص مدينة العقبة لانطلاقة القارب البحثي وذلك بالتنسيق مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومحطة العلوم البحرية لما يتمتع به الأردن من سمعة طيبة وعلاقات دولية موثوقة إضافة إلى وجود خبراء وعلماء في محطة العلوم البحرية الأردنية.
وأضاف البرفسور مايبوم بان الحيد المرجاني في العالم (Barrier Reef) مهدد بخطر التلوث وأن ما يزيد على 50 في المئة من الشعاب المرجانية التي كوّنت يوماً "الحاجز المرجاني العظيم" في أستراليا، نفقت على مدار الـ25 عاماً الماضية، بسبب تأثيرات أزمة المناخ العالمية.
وبين ان المرجان يشكل أهمية بالغة في خليج العقبة نظرا لتمتعه بمزايا تبقيه حيا رغم ارتفاع درجات الحرارة ويشكل قيمة سياحية ثمينة للخليج لما يحتويه من أحياء بحرية متنوعة منها المرجان الذ يعيش الأن مرحلة خطرة، لأن درجة حرارة الماء ترتفع ولأن البشر يرمون نفاياتهم في مياه البحر والمحيطات.
وجدير بالذكر ان مركز البحر الأحمر الإقليمي (TRSC) تأسس وانطلق في مدينة بيرن السويسرية عام 2021 برئاسة البروفيسور اندرز مايبوم Anders Meibom ضمن واحدة من مراكز المؤسسة البحثية الفيدرالية السويسرية للعلوم التطبيقية في لوزان (EPFL) من أجل القيام بالأبحاث والدراسات على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر بالشراكة مع المراكز البحثية المعنية بالعلوم البحرية في الدول المحيطة بالبحر الأحمر، وبهدف نشر أبحاث علمية تفيد بأن المرجان في البحر الأحمر وخليج العقبة له مزايا فريدة في مقاومة التغير المناخي ويتحمل ارتفاع درجات الحرارة أكثر من غيره من المرجان في جميع أنحاء العالم حيث مثل الأردن في الدكتور علي السوالمه من محطة العلوم البحرية.