هل هي الكرامة؟
د. منذر الحوارات
جو 24 :
في السجال الذي يدور الآن للدفاع عن ملكية معركة الكرامة ، يتكشف حجم الشعور بالنقص تجاه التاريخ واللايقين من احداث مدونة في وثائق، هكذا يبدو الامر بالنسبة لمعركة الكرامة فرغم أن كل ما كُتب وقيل فيها وعنها يثبت أنها أردنية وبشهادة قيادات أردنية وإسرائيلية وقيادات فلسطينية مرموقة ، شارك فيها الاخوة الفلسطينيون بكل شجاعة ، رغم كل ذلك لازال الكثيرون يتشنجون بشكل إنفعالي عند ذكر هذه المعركة المهمة والتي تعتبر فخراً اردنياً وفلسطينياً فقد امتزج دمهما في ارض المعركة دون تمييز فلم يسأل الجندي الاسرائيلي إن من يقاومه من شرق او غرب النهر فكليهما عدو يجب قتله ، فحينما يكتب أياً يكن عن هذه المعركة ويسقط عن عمد او عن عدم إدراك للعواقب بعض الحقائق ، يجب أن لا يتجاوز الرد عليه حدود مقالته أو شخصه ، أما ان يتجاوز هذا الحد ليصل إلى تجريم جزء مهم ومقدر من الشعب فهذا أمر مختلف وغير مقبول ، صحيح أن كُثراً ممن تصدوا لهذه المقالة دفعهم إلى ذلك غيرتهم وحبهم لبلدهم وحرصهم أن لا تُسرق إنجازات الجيش والدولة ، لكن المتتبع للتعليقات سيجد أن الامور خرجت تماماً عن مسارها ، وأصبحت تمس كرامة جزء اصيل من مواطني الدولة وتطعن في اخلاصهم اولاً وفي انتمائهم لوطنهم ، وفِي أهليتهم لنقد السياسيات العامة ، بحجج شتى ، فهذا التعميم من البعض سيوصلنا الى زاوية حرجة تضيق فيها خياراتنا الى الحد الذي يكون فيه خيار النجاة محصوراً في اطار ضيق ، فمن يعتقدون انهم يدافعون عن إرث الدولة في معاركها وإنتصاراتها بهذه الطريقة الإقصائية إنما يضعون حجر الأساس لإنفجار مستقبلي آتي لا محال، فالإيحائات التي أُستخدمت تجاوزت الكاتب والمقال ورسمت أساساً عميقاً لمستقبل قاتم ، والعقل يقول أنه شئنا أم أبينا وبغياب حلّ للقضية الفلسطينية على أسس عادلة ستبقى معادلة الديمغرافيا هذه موجودة بالتالي علينا أن نوجد الوسائل لنكون شخصية وطنية ملتئمة قادرة على البناء وليس التدمير، إذا ما اردنا ان نحافظ على إرث الكرامة ، وإنجاز الأردن كدولة قام على اكتاف الجميع دون تمييز، ولا أحد يستطيع الدفاع عما أراده الكاتب وماذا كان يريد أن يقول لكن المعنى يبقى في قلبه لا يجب أن يتعدى النقد حدود الكاتب والمقال ، أما معركة الكرامة فأعتقد أنه من ألعار أن تُرهن ملكيتها بمقال أو شخص أياً يكن موقعه أو إنتمائه .