jo24_banner
jo24_banner

لوحات سيارات بعشرات الآلاف!

لوحات سيارات بعشرات الآلاف!
جو 24 : لوحات سيارات مميزة تتجاوز أثمانها عشرات الآلاف، وربما يصل رقم لوحة كما قال أحد التجار إلى 160 ألف دينار، أي ما يعادل ثمن 32 سيارة إن كان ثمن الواحدة 5000 آلاف دينار بما يتناسب وفئة كبيرة من المجتمع.
وتجارة أرقام لوحات السيارات لم تعد أمرا يحدث في الخفاء، أو بين عدد ضئيل من الناس، بل أصبح متداولا على صفحات الانترنت التي تضج يوميا بمئات الإعلانات عن أرقام لوحات مميزة معروضة للبيع.
ويبحث كثير من الأفراد عن أرقام سيارات تميزهم عن غيرهم، وقريبة من تواريخ خاصة بهم كعيد ميلادهم مثلا، كما يحبذ آخرون أن يتطابق رقم هاتفهم مع لوحة سياراتهم، فيوكلون المهمة إلى التجار والسماسرة.
ودخلت "الغد" دهاليزه ليكشف بعض تجاره وسماسرته تفاصيل البيع والشراء. في حين رفض بعضهم الاعتراف بهويته التجارية، مكتفيا بالقول بأنه من هواة الاهتمام بالأرقام المميزة.
محمود الذي دخل "الكار" حديثا يروي بعضا مما يسمونه بـ"تجارة اللوحات"، حيث يؤكد أن "البداية تكون مع عدد الخانات، فكلما قلّ عددها زاد سعرها، ووصل الآلاف"، مضيفا "إذا شمل رقم اللوحة رقم (0) أو (1) أو الترميز (10) تحديدا ارتفع السعر وبلغ 10 آلاف دينار فأكثر".
ويبين محمود أن التاجر، ينظر إلى الرقم، فضلا عن الخطوات السابقة، بعين سائق عادي، فإذا رأى أنه مميز ومتسلسل قام برفع السعر، خصوصا وأن هناك تنافسا شديدا بين عدد من التجار الذين في الغالب يعرفون بعضهم بعضا.
ويؤكد أن آلية بيع اللوحات وشرائها "موافق عليها من دائرة الترخيص في إدارة السير، وبعض المحلات تم ترخيصها لبيع اللوحات ضمن شروط، لذا فالتجارة ضمن المعدلات التي تحددها الإدارة، مشروعة".
أعلى سعر لوحة سيارات قام محمود بمتابعة حركة بيعها، وفق قوله، بلغ 35 ألف دينار، وحاليا يقوم بعرض رقم سيارة بمبلغ 33 ألف دينار، يتكون من رقمين، إضافة إلى الترميز.
عملية البيع والشراء، كما يؤكد محمود، "تحمل بعض الخطورة، لكنها لا تعتمد إلا على مبدأ الثقة بين البائع والمشتري". وتبدأ العملية، كما يقول، بتنازل البائع للمشتري وبالكامل عن السيارة التي تحمل اللوحة، إضافة إلى عملية نقل التأمين، ليقوم بعدها المشتري بالتنازل عن السيارة من دون رقم اللوحة.
مدير إدارة الترخيص العميد أحمد الطعاني يشير في تصريحه لـ"الغد" أن تجارة "أرقام لوحات السيارات" "غير مشروعة"، الا أن هناك تحايلا بين التجار عن طريق بيع السيارات ومن ثم التنازل عنها بدون لوحة، وهو أمر قانوني يصعب تجريم البائع فيه، مؤكدا عدم اجراء اي عمليات بيع لوحات لارقام السير بين المواطنين في دوائر السير.
ويوضح الطعاني أن ادارة ترخيص السير تبيع أرقام لوحات السيارة ضمن القانون وبأسعار محددة وتعتمد عدد الخانات فقط في التسعيرة. ويبلغ أعلى قيمة لرقم لوحة سيارة في دائرة الترخيص للارقام المميزة 36 ألف دينار شامل الضريبة.
وينصح من يرغب بشراء رقم مميز أن يتوجه لإدارة السير حفظا للحقوق بشكل رسمي وبعيدا عن التعرض للسماسرة والتجار الذين يبيعون اللوحات باسعار باهظة.
ويعتبر الشاب حازم أن عملية بيع أرقام اللوحات "دارجة" حاليا، حيث قرر أن يبيع رقم لوحة سيارته "المميز والمكوّن من رقم ثلاثي (أي ثلاث خانات) بمبلغ 20 ألف دينار، يتخلل الرقم الثلاثي أيضا الترميز 10 الذي يرفع من قيمة سعر اللوحة".
حازم الذي استفسر من أكثر من تاجر عن سعر رقم لوحة السيارة والامتيازات التي ترفع من قيمة لوحة السيارة، قرّر بيعها بمبلغ عشرين ألف دينار، مؤكدا أن اللوحة لو كانت بيد تاجر "لبيعت بمبلغ أكثر، كونها تتكون من 3 أرقام وترميز 10".
أما رامي الذي انسحب مؤخرا من عملية بيع لوحة سيارته المميز، المكوّن من خانتين والترميز 10 بمبلغ 7 آلاف دينار فقال إنه "غير ضليع" في عمليات تجارة اللوحات، مبينا أن بعض السماسرة أرادوا شراء اللوحة بسعرها، ومن ثم عرضها بمبلغ أكثر من 20 ألف دينار لأهمية الرقم وتميزه في هذه اللوحة.
وبعد أن اكتشف رامي ما قد يقوم به أحد السماسرة بذلك الرقم قرر عدم التنازل عنه، وأعاد التفكير مليا في المبلغ الذي وضعه للوحة سيارته، مقارنة بما يقرره التجار، مؤكدا أنه حاليا لا يفكر في البيع، وإذا فكر فسيظل الأمر شخصيا، بعيدا عن التجارة والسمسرة.
زيد (23 عاما) أنهى دراسته الجامعية مؤخرا، وهو "مهووس" بأرقام لوحات السيارات وفق قوله، ويظهر ذلك جليا من رقم سيارته، فحين استوقفته "الغد" لسؤاله عن قيمة لوحة سيارته أكد أنها "لقطة"، أي أنه حصل عليها بملغ زهيد رغم أنها تبلغ عشرات الآلاف.
زيد في البداية قال إنه قام بشراء لوحة سيارته من "تاجر يتواجد بمنطقة الترخيص بماركا، وبلغ سعر اللوحة بعد التفاوض 10 آلاف دينار، رغم أنها كانت معروضة بمبلغ 55 ألف دينار".
يقول زيد "أشعر بسعادة وأنا أحمل رقم سيارة مميزا، فكل شيء يعبر عن شخصيتي، ومهما انتقدني البعض لرقم اللوحة، أو لرقم هاتفي المميز، والذي اشتريته بمبلغ كبير أيضا، فأنا لا ألقي بالا لهذه الانتقادات التي لا تؤثر على حياتي وعلى رغبتي في كل شيء مميز".
على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي، إلا أن بعض الأفراد تغيّر لديهم مفهوم النجاح، وأصبح مرتبطا بالسلطة والمال، وفق اختصاصي علم النفس الدكتور محمد الحباشنة.
ويؤكد الحباشنة أن مرة واحدة "لا تشكل" ضررا على الفرد، مستدركا غير أن ما نلاحظه أن البعض أصبح لا يهتم إلا بالمظهر ويعتبر أن امتلاكه الرقم المميز يجعله "شخصا مُهمّا" بالضرورة وصاحب جاه وسلطة ومال.
وعن سر اهتمام بعض الأفراد بامتلاك الأرقام المميزة، فيرجعه الحباشنة إلى أن لذلك "صلة خفية بتاريخهم الشخصي سواء أكان هذا التاريخ جميلا أو مؤلما"، مضيفا "في كل الحالات هناك فراغ يسعى هؤلاء المهووسون إلى ملئه بالرقم المميز".
ويتابع الحباشنة "المشكلة قد تكون أقرب إلى الهوس منها إلى الإدمان"، لأن الإدمان يعني حدوث اضطراب في حياة الفرد، أما من يقدِم على شراء لوحات فهو "شخص ميسور الحال؛ فلا يؤدي الاهتمام بالأرقام إلى حدوث اضطراب في حياته". وهنا لا يوجه العلاج للفرد بل إلى المنظومة المجتمعية بشكل عام، لأن "ازدياد حالة الهوس يؤدي إلى تثبيت النزعة الاستهلاكية والاستعراضية ومن ثم تفاقمها الذي يؤدي بالمجتمع"، وفق الحباشنة الذي يؤكد أن ذلك يقود إلى أضرار جسمية قد يستعصي علاجها.
التاجر محمد يقول "هناك كثير من الأفراد الذين يحرصون على اختيار الأرقام المميزة، بدءا برقم الجوال والسيارة، إلا أن أكثر ما يهتمون به هو رقم لوحة السيارة، لأنها تكون ظاهرة أمام العلن ولافتة".
ويضيف محمد الذي يعمل في تجارة اللوحات منذ 7 سنوات، أن بعض الاتصالات ترد للبحث عن رقم سيارة يطابق يوم ميلاد هذا الشخص أو ذاك، أو يماثل رقم جواز سفره، أو أجزاء من رقم هاتفه الخلوي.
وينوه الى أن الأرقام الأحادية، من (2-9) "تحظى بأعلى الأسعار (من 40 إلى 45 ألف دينار) وأكثر؛ في حين كلما زاد عدد الخانات قل ثمن اللوحة". وتحدد دائرة الترخيص مبلغ اللوحات المميزة لديها، في حين يعتقد محمد أن المهتمين إذا وجدوا الأرقام لدى الدائرة اشتروها منها، لأن أسعارها مناسبة.
ووصل سعر اللوحات التي بيعت بين تجار لوحات السيارات، إلى حدود 160 ألف دينار، لرقم مؤلف من خانة واحدة وترميز مميز. في حين تراوحت أسعار اللوحات الأخرى ما بين 60 و70 ألف دينار، لتصل إلى 2500 و1000 دينار كأقل الأثمان، تليها أسعار المئات حتى 250 دينارا.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير