طفل غزي بحنجرة ذهبية يأمل في أن يصبح نجما عربيا- (صور وفيديو)
بشغف لا متناهي، وبانتظار عقارب الساعة التي تعلن ميعاد بث حلقة برنامج آرب آيدول التي شارك فيها الفنان الفلسطيني محمد عساف عام 2013، كان محمد خضر الذي لم يتجاوز عمره حينها الأربع سنوات يتحولق أمام شاشة التلفاز في منزله الواقع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يجلس بكامل تركيزه، وجُل حبه للموسيقى والغناء، يراقب أداء ابن بلده وهو يتألق على مسرح البرنامج، ويحدث نفسه "لعلك يوماً ستصبح في ذات المكان”. هذا ما قاله خضر في حديث هاتفي مع ” القدس العربي”.
شغفه بالعزف والموسيقى، دفعه لحفظ كلمات الأغاني التي كانت تتردد على مسامعه، لا سيما تلك التي تحمل معاني وطنية، مثل ” عليِ الكوفيه” و”تعلى وتتعمر يا دار”، ومن ثم إعادة غنائها، حتى صادف أن سمعه والده الذي فوجيء بجمال الحنجرة التي منحها الله لطفله، فما كان من الأخير إلا أن اصطحبه لعدد من المختصين في مجال الغناء في قطاع غزة، لتُكتشف موهبة الطفل الذي بلغ من العمر الآن 11 عاماً.
ورغم صغر سنه، إلا أنه يعرف أهدافه، إذ قرر في وقت مبكر أن ينشئ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إضافة لقناة خاصة على موقع "يوتيوب”، إلا أنه وككل الغزيين، القابعين تحت وطأة الحصار، لا زال يواجه عقبات جمة، تتلخص في مجملها، بعدم وجود مراكز ومعاهد فنية، يمكن أن تتبنى موهبته، على حد قوله.
يقول خضر لـ”القدس العربي”: "اجتهد بشكل شخصي أن أظهر موهبتي، لكنني لا زلت أطمح في أن أصبح نجماً معروفاً على مستوى الوطن العربي”، مشيراً إلى أنه تلقى عدداً من العروض خارج قطاع غزة، لكن ظروف إغلاق معبر رفح، الذي يعد الحبل السُري الذي يربط الغزيين بالعالم حالت دون مشاركته، كان أخرها الدعوة التي وجهت له من مهرجان الغناء الدولي في تونس، والتي كان من المقرر أن يلتقي فيها الفنان التونسي لطفي بشناق.
اللافت في إصرار خضر على أن يصبح نجماً معروفاً ليس حبه الشديد للغناء والعزف فحسب، فحديثه عن إصابة والدته بسرطان الدم” اللوكيميا” وعجز الإمكانيات الطبية في غزة عن توفير العلاج اللازم لها كما آلاف المرضى، يدفعه أكثر للسعي حثيثاً للحصول على فرصة تليق بموهبته، على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي يشارك فيه في إحياء الفعاليات الوطنية المحلية داخل قطاع غزة، سيحظى خضر بفرصة مشاركة الفنان العراقي سعدون جابر خلال الحفل الغنائي المقرر إقامته في القطاع، منتصف الشهر الجاري، معرباً عن سعادته البالغة بهذه المشاركة، إذ نشر قبل عدة أيام على صفحته عبر فيسبوك واحدة من أشهر أغنيات الفنان المذكور، كنوع من الترحيب به، وللتعبير عن فخره بمشاركته في الحفل المزمع إقامته.
أما عن طموحه، فهو يتمنى أن يلتقي بالفنان الفلسطيني محمد عساف، والذي شكل بالنسبة له نواة حقيقة لزرع بذور موهبة الغناء والعزف لديه، حيث طالب "القدس العربي” خلال اللقاء بإيصال صوته له، وما كان من الأخير إلا أن وعد بعد تواصلنا معه بأن يحقق حلم خضر بمنحه فرصة حقيقة لإصدار أول فيديو كليب له، الأمر الذي شكل سعادة بالغة بالنسبة للطفل ذي الـ11 عاما.