"هروب جماعي" من تولي مناصب الصحة بالعراق
جو 24 :
يرفض أطباء عراقيون وإداريون، تولي مناصب قطاع الصحة الحيوي، في ظل الحرائق والكوارث التي تتعرض لها المستشفيات في البلاد، وهو ما يكشف عمق الأزمة، وتردي الخدمات المقدمة إلى المواطنين، وخروج الكثير من المستشفيات عن العمر الافتراضي لها.
وتسببت الحوادث خلال الأشهر الأخيرة، بمقتل وإصابة أكثر من 400 عراقي، جرّاء حرائق اندلعت في مستشفيات حكومية، كان آخرها "كارثة" مستشفى الحسين في محافظة ذي قار.
وفي مؤشر على "تهالك" البنى التحتية وغياب الخدمات، يرفض أطباء ومسؤولون سابقون، تولي إدارات المستشفيات خوفا من تحميلهم مسؤولية الكوارث والحرائق وموت المرضى على أسرة الشفاء.
وقالت السلطات الصحية في ذي قار، إن العديد من مديري مستشفيات استقالوا من مناصبهم في المحافظة منذ الحريق المميت الذي أتى على وحدة كوفيد-19 في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، الاثنين الماضي.
وأفاد المسؤول العام عن الهيئات الصحية، الدكتور سعد المجيد، أن مديري ونواب مديري ما لا يقل عن 5 مستشفيات في المحافظة، غادروها، تاركين إدارة المؤسسات لموظفين أقل أهلية.
وأوضح أن الدافع هو الخوف من تحميلهم المسؤولية في حال وقوع كارثة جديدة، مع توالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.
وهذه المرة الأولى، التي يرفض فيها مسؤولون وإداريون، مناصب في قطاعات حكومية، في بلد يمثل المنصب موردا مهما فيه لتمويل الأحزاب، وتحقيق مكاسب مالية كبيرة.
ولا تكمن مشكلة المستشفيات العراقية في نقص الكوادر الطبية والأجهزة والأدوية فحسب، بل تتعداها إلى تهالك البنية التحتية، وتحول المستشفيات إلى أماكن موبوءة بالأمراض.
وسجل النظام الصحي تراجعا حادا منذ تسعينيات القرن الماضي، بسبب الاضطرابات الاقتصادية، والحصار، والصراعات التي شهدتها البلاد.
وقال الطبيب وائل الشمري في محافظة ذي قار، إن "سبب عزوف الأطباء عن تولي المسؤوليات، هو غياب الآلة التي يعملون بها، مثل المستشفيات الحديثة، والتقنيات، والأجهزة، والخدمات الصحية المتطورة، مما يجعل هذا الطبيب عرضة للخطر أمام غضب المراجعين والمرضى، فهم لا يرون أحدا من المسؤولين الكبار، لذلك تم الاتفاق على عدم تولي منصب (مدير مستشفى)، والاكتفاء بإدارات فرعية، لتمشية الأمور".
ويضيف الشمري لموقع "سكاي نيوز عربية": "القطاع الصحي في البلاد يعاني ترديا كبيرا، في ظل مجتمع قبلي متعصب، لا يدرك كثيرا كيف تُدار الأمور، ولا يفرق بين الطبيب والمسؤول الذي يجهز الطبيب بالأدوات، مما يجعل عملنا محفوفا بالمخاطر، في ظل تفشي وباء كورونا".
ولفت إلى "وجود اتفاق في محافظة ذي قار بين الأطباء بعدم تسلم مسؤولية أية مستشفى لحين تحسين أوضاع القطاع الصحي، تجنبا لكارثة مستشفى الحسين التعليمي".