فيلم مصري يشق طريقه نحو العالمية
جو 24 :
سكاي نيوز
حالة استثنائية تعيشها السينما المصرية خلال الأشهر الأخيرة، بعد زيادة عدد الأفلام المشاركة بالمهرجانات السينمائية العالمية، حاصدة عددا كبيرا من الجوائز، ومن بينها فيلم "ما لا نعرفه مريم".
وخلال أقل من عام، تمكن الفيلم المصري من المشاركة في أكثر من 10 مهرجانات سينمائية، حاصدًا الجائزة البرونزية لأفضل فيلم قصير من مهرجان برشلونة السينمائي الدولي، وجائزة النقاد من مهرجان ليالي البحر المتوسط السينمائي الدولي بفرنسا، ومن المقرر مشاركته في مهرجانات أخرى خلال الأيام المقبلة، مع أمنيات صناع العمل بحصده المزيد من الجوائز.
و يكشف مخرج الفيلم مراد مصطفى كواليس صناعة الفيلم، والخطط المستقبلية التي يأمل فريق عمل "ما لا نعرفه عن مريم" تنفيذها خلال الأيام المقبلة.
يقول المخرج مراد مصطفى إن الفيلم تدور أحداثه داخل إحدى المستشفيات الحكومية، بعد تعرض بطلة الفيلم "مريم" لآلام في المعدة، وهناك تتحرك الأحداث بشكل مفاجئ وتأخذ مسار مختلف تمامًا عن المتوقع، إذ يصطدم كل فرد داخل أسرة مريم بجانب مختلف لدى بقية أفراد العائلة لا يعلم عنه شيء، ويركز الفيلم الروائي القصير بشكل أساسي على هشاشة العلاقات الزوجية في مصر.
ويضيف: "استوحيت فكرة الفيلم من مشاهدة خلاف حقيقي بين زوجين أثناء التواجد بإحدى المستشفيات الحكومية".
ويوضح مصطفى: "لم يتعطل العمل داخل المستشفى أثناء التصوير، وكانت تلك رغبتي من البداية، حتى تكون حركة المستشفى داخل الفيلم واقعية تمامًا".
كما يشير مصطفى إلى أن تجربة العمل في "موقع تصوير" به حركة طبيعية يعد مهمة صعبة للغاية، لكن النتائج جاءت إيجابية.
ويوضح المخرج المصري أن الفيلم يندرج تحت "الأفلام منخفضة الإنتاج"، "استغرق تصوير الفيلم يومين تقريبًا، إذ تدور أحداثه داخل المستشفى فقط، ولم يتقاضى حوالي 90 في المئة من فريق عمل الفيلم أجورهم بعد، إذ تم استغلال جزء كبير من ميزانية العمل من أجل المعدات المستخدمة في التصوير".
يعد فيلم "ما لا نعرفه عن مريم" هو العمل الثاني للمخرج مراد مصطفى خلال عام 2020، إلى جانب "حنة ورد" الذي شارك في أكثر من مائة مهرجان سينمائي عالمي، والعامل المشترك بين الفيلمين هو اعتماد المخرج المصري على ممثلين يخوضون تجاربهم الأولى أمام الكاميرات.
وعن تلك التجربة، يقول مراد مصطفى: "فريق التمثيل بـ(ما لا نعرفه عن مريم) أغلبهم يخوضون تجربتهم الأولى أمام الكاميرات، ما عدا تقريبا اثنين فقط، وتكرر الأمر أيضًا في (حنة ورد)، وبفيلم (سعاد) الذي عملت كمخرج مساعد به".
ويتابع: " اختيار عناصر فريق العمل من ممثلي (المرة الأولى) أو الهواة يعتمد على معيار أساسي هو أن يكون هناك تلاقي مباشر بين الممثل والشخصية التي سيؤديها، مما يسهل على الفنان الجديد مهمته نسبيًا".
ويشير مصطفى إلى أن العمل مع "ممثلي المرة الأولى" لا يزيد من صعوبات المخرج كما يعتقد البعض، "ممثل المرة الأولى لا يملك أي قيود، وليس لديه ما يخسره، بالإضافة إلى أنه يملك شغفاً كبيراً لخوض التجربة، فإذا وُظفت تلك الطاقة بشكلٍ سليم، تكون النتائج مرضية إلى أبعد حد، ونعتمد على (البروفات) حتى يتمكن بالتعامل مع الكاميرا بشكلٍ سليم، بالإضافة إلى الاعتماد أثناء التصوير على حرية الكاميرا بشكل أقرب إلى الأسلوب الوثائقي، لنعطي الممثلين مساحة واسعة للتحرك والتعبير عن الانفعالات الموجودة بالمشاهد".
وبسؤاله عن الخطوات المستقبلية للفيلم، يقول مراد مصطفى إن هناك شركة إيطالية مسؤولة عن توزيع الفيلم، وجولته في المهرجانات العالمية، مشيرًا إلى أن شركات التوزيع الأجنبية كانت أحد أهم أسباب التواجد المصري بالمهرجانات السينمائية في الخارج، والطفرة الحالية التي تعيشها السينما المستقلة في مصر.
ويتابع: "نأمل أن يُعرض الفيلم بمهرجانات عربية وتحديدًا في مصر، مع استمرار جولته الخارجية، إذ كانت ردود فعل المشاهدين والنقاد مبشرة بالمهرجانات العالمية الأخيرة، وبعد انتهاء جولة (ما لا نعرفه عن مريم) بالمهرجانات، سنبدأ التفكير في طريقة عرض مناسبة سواء كانت في السينمات أو (منصات العرض البديلة)".
وفي ختام حديثه أعرب المخرج المصري عن سعادته الكبيرة بنجاح السينما المصرية مؤخرًا في التواجد في أكبر المهرجانات العالمية، متمنيًا استمرار ذلك خلال السنوات المقبلة، خاصةً أن الأمر لا يتعلق بالإنتاج الضخم فقط، لكن بجودة العمل الفني مهما كانت تكلفته.
سكاي نيوز