بيدي لا بيد الدبلوماسية
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
سد النهضة وما ادراك ما هو سد النهضة ،قيل سابقاً حسب المقولة الفرعونية المنقوشة على لوحة اثرية في جنوب مدينة القاهرة بالمنيل (اذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل جنود الفرعون ولا يعودون الا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه) وهذا دلالة على ان نهر النيل له أهمية تاريخية عظيمة كما هي الاهمية الحاضرة وبالمستقبل .
مصر والسودان البلدين العربيين الكبيرين اللتان تقع على حوض النيل تعاني منذ بدء اثيوبيا ببناء سد النهضة منذ عام 2011 وتزداد هذه المعاناة سوء كلما اقتربت اثيوبيا من الاقتراب من انهاء اعمال البناء ،وها هي تعلن الانتهاء من ملء الثاني للسد .
مصر والسودان والتي يشكل عدد سكانهما ثلث الامة العربية ،امام تهديد وجودي مباشر فالنيل وماءه يعني الكثير لهما وفق الدراسات التي تؤكد ان هذا الملء بشكل خاص والسد بشكل عام سوف يؤثر عليهم بسبب اعتمادهم على الزراعة بشكل كبير من انتاجهم القومي و على قطاع الطاقة وعلى مجاري المياه وكمياتها وان سد النهضة سوف يؤثر على جودة الماء المستخدم للشرب او الري في كل من مصر والسودان، مما يعني ان الضرر قادم لا محالة .
منذ عامين تراهن القاهرة والخرطوم على الجهود الدبلوماسية ،الا ان اديس ابابا تدفع بان من حقها بناء السد وملوءه وتتعنت بعدم الالتزام بإعلان مبادئ سد النهضة الموقع عام 2015 وبيان 2020 الصادر عن الاتحاد الافريقي .
من الواضح فشل الدبلوماسية وحل الازمة بشكل سلمي ،وظهر ذلك بسبب رفض اثيوبيا لاي اتفاق ،ومن خلال ما صدر عن مجلس الامن الذي يؤكد على ضرورة حل (الصراع) الازمة بشكل سلمي تحت مظلة الاتحاد الافريقي ، وبذات الوقت يجب ان تعي القاهرة والخرطوم ان الرهان على موقف الولايات المتحدة الامريكية خاسر ايضا ويظهر ذلك من حالة البرود والتقارب مع الجانب الاثيوبي من خلال تصريحات واشنطن وتباطئ التحرك الافريقي.
يجب ان لا ننسى الدعم الإسرائيلي الخفي لأثيوبيا والتي لها مصالح جمة حال عطشت الخرطوم و القاهرة .
الوقت يمر والحل يجب ان يصبح الان بيدي لا بيد الدبلوماسية التي اظهرت فشلها لهذا على القاهرة والخرطوم التحرك المباشر والذي لا يعني العسكري فقط بل بشتى الطرق لتخفيف الخسائر التي سوف تلحق بهم نتيجة سد النهضة الذي بالأساس كان يجب ان لا يكون .