خرافة أن المرأة أفضل في إنجاز الأعمال المنزلية.. ماذا يقول الخبراء؟
جو 24 :
الجزيرة
في تقرير نشرته صحيفة "غارديان" (Guardian) البريطانيّة، قالت الكاتبة أليسون دامينجر إن بحثها كشف أن المهارات التنظيمية لا تعدّ خاصة بجنس محدّد.
والأب الأخرق هو الوجه المعاكس للصورة الأيقونية للأم الخارقة، فبينما هذه الأم تستطيع التوفيق بين حقيبة أوراق العمل وأطباق الطعام وبكاء الأطفال، يقتصر دور هذا الأب على مهمة واحدة فقط.
في الواقع، تخبره الأم عن المكان الذي ينبغي أن يكون موجودا فيه ومتى وماذا يرتدي. ويتقن الأب الأخرق اتباع الأوامر. وفي حال كان ينبغي عليه الاهتمام ببعض المهام اليوميّة، فإن دوره سيقتصر على تسخين العشاء في الميكرويف وتوصيل الأطفال إلى الحضانة.
أجرت دامينجر مقابلات مع أكثر من 70 شريكا من الجنسين للتعرف على كيفية تقسيمهم "للعمل العقلي" المتعلق بإدارة الأسرة وتربية الأطفال. ويشمل ذلك مهام مثل التخطيط لوجبات الطعام وتنسيق جداول أفراد الأسرة وتذكر تنظيم الأنشطة اللامنهجية للأطفال.
وتقع مسؤولية هذا العمل العقلي بشكل أكبر على عاتق النساء، حتى بين الأزواج الذين يشاركون "العمل البدني" على غرار الطهي والتنظيف والتسوق. ومن المرجح أن النساء قادرات على توقع احتياجات الأسرة وملاحظة المشاكل المحتملة قبل أن تصبح فعلية. علاوة على ذلك، تميل النساء إلى متابعة المهام. فمثلا هل اشترى زوجها ورق المرحاض في طريقه إلى المنزل؟ وهل أكد مركز الرعاية النهارية تسلّمه لطفلها؟
وأضافت الكاتبة أنها عندما سألت الأزواج عن سبب تقسيمهم للمسؤوليات العقلية بهذه الطريقة، فإنهم نادرا ما يخبرونها أن السبب تمثّل في أن هذه المسؤوليّة "من مشمولات المرأة". وبدلا من ذلك، كانت أغلب الإجابات تتعلّق بشخصية وطبيعة ومزاج الشخص، حيث أشار البعض إلى أن زوجاتهم يعتنين بالنظام بينما هم يفضلون الفوضى وأن الوضع سيكون بمثابة كارثة لو كانوا مسؤولين عن جدول المهام.
مع مرور الوقت، يرى الأشخاص المعتادون على التخطيط للحفلات أنهم قادرون على حل المشاكل بشكل مبدع وموجه نحو التفاصيل، في حين أن أولئك الذين يتجنبون هذه المهام يرون أنفسهم على أنهم غير منظمين وكثيري النسيان. لعدّة أسباب، يؤثّر جنس الشخص على الطريقة التي نستثمر بها وقتنا وطاقتنا واهتمامنا فضلا عن طريقة نظرنا لأنفسنا.
علاوة على ذلك، كما تقول الصحيفة، هناك مشكلة صارخة متمثلة في أن السمات الشخصية التي غالبا ما نعتقد أنها مفقودة لدى الآباء هي في الواقع مكونات أساسية لعملهم المأجور (المهني). على سبيل المثال، أشار أحد المشاركين بالمقابلة إلى أن زوجته كانت المشرفة على أسرتهم لأنه كان أفضل في التعامل مع الأفكار الكبيرة عوضا عن التفاصيل الدقيقة، في حين أن وظيفته اليومية تتلخص في كونه مدير مشاريع، أو الزوج الذي ذكر أنه يجب تنبيهه وتذكيره بوجود مشكلة منزلية نظرا لأنه من غير المحتمل أن يلاحظها لوحده، مع العلم أنه دكتور جراح.
تشير الكاتبة إلى أن السمات الشخصية التي نعتقد أنها فطرية تعتمد في الواقع على السياق، خاصة بالنسبة للرجال. وفي حين أنه من المتوقع أن تكون المرأة قادرة على تولي مسؤوليّة العمل والمنزل على قدم المساواة، فإن مهارات الأداء التنفيذي التي تساعد مدير المشروع والجراح على التفوق في الحياة المهنية تتعطّل بطريقة ما بمجرد مغادرة المكتب.
وفي المقابل طرح تقرير سابق للجزيرة نت سؤالا على بعض الزوجات عن مدى مساعدة أزواجهن في شؤون البيت، وكان مفاجئا أن عدداً كبيرا من الرجال باتوا يشمرون سواعدهم في منازلهم، وباتوا يشعرون أنه لا بد من التوقف عن اعتبار المرأة -خاصة العاملة- مسؤولة وحدها عن نظافة المنزل بكل تفاصيله، والأولاد والمطبخ.
لقد كان للرجل سابقا حجة أنه يعمل في الخارج، وتربت معظم النساء على أن العمل المنزلي واجبها، وغاصت في تفاصيل "مملكتها" إلى أن وضعت قدما خارج هذه المملكة، حتى أصبح الوقت ليس لصالحها لتقدم ما اعتادت أن تقدمه أمها وجدتها للبيت.
الجزيرة