حلبي تأثر بطبيب قضى بسجن سوري يلهب بقصته البريطانيين
قصة قصيرة، خرجت تفاصيلها الأسبوع الماضي من ركام الاقتتال المستمر في سوريا منذ 10 سنوات، ووصلت إلى مواقع التواصل ووسائل الإعلام، فألهبت مشاعر البريطانيين، عن شاب سوري تأثر بجراح عظام من لندن، قضى قتيلا في سجن سوري، وهو الذي سافر لمساعدة ضحايا الاقتتال، فكانت وفاته بعمر 32 سنة فاجعة لعائلته التي تركها في لندن، لكنها كانت لمراهق سوري اعتاد على متابعة الأخبار في الإعلام البريطاني، مصدر إلهام كبير.
كريم الجيان، المولود قبل 24 سنة في مدينة حلب بالشمال السوري، والمقيم في بريطانيا منذ هاجر إليها مع عائلته وهو رضيع عمره 6 أشهر، تأثر جدا بمقتل جراح العظام عباس خان، إلى درجة قرر أن يصبح طبيبا مثله، بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما روته عنه صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم، وبخبرها ذكرت أنه نجح في مسعاه وتخرج بعد 8 سنوات من مقتل الطبيب، وهو ما نجده أيضا في فيديو أدناه، بلا صوت، ولكن مع شرح على الشاشة للتفاصيل، وفيه نرى لقاءه في لندن بشقيق وأخت الجراح القتيل في سوريا.
وفي حفل تخرجه التقى بشقيق وأخت الجراح الذي دخل إلى سوريا تسللا بشكل غير قانوني من تركيا لمساعدة ضحايا قصف المستشفيات، فاعتقلته السلطات السورية وزجته في أحد السجون، وبعد عام "عثروا عليه" مشنوقا في ديسمبر 2013 داخل زنزانته الانفرادية، إلا أن تحقيقا بريطانيا توصل إلى ما عليه أدلة، وهو أن الجراح "توفي بطريقة غير قانونية" في إيحاء بأن السلطات تخلصت منه.
"ذلك الفتى تخرج اليوم طبيباً"
في ذلك الوقت، كان الفتى الجيان يقيم مع عائلته ببلدة Morecambe الصغيرة، والمطلة في مقاطعة Lancashire على البحر بشمال شرق انجلترا، وفيها كان يشعر بأن مقتل الدكتور خان يحاصره عاطفيا، وفقا لما يمكن استنتاجه مما نقله "التايمز" عن الجيان الذي قال: إن "من المذهل بالنسبة لي أن ينتقل أحدهم بدافع من عواطفه إلى بلد لا صلة له به، ليضع نفسه رهنا لحياة الآخرين وإنقاذ الأرواح (..) كنت أشعر بألم والدته الذي يذكرني بآلام مئات الآلاف من السوريين" وفق تعبيره.
وقبل شهر، تخرج الجيان من كلية Brighton and Sussex Medical School بعد 5 سنوات من دراسة، كان الدكتور خان خلالها بباله دائما، حتى إنه طبع صورة له "حملتها لالتقاط صورة تخرجي" وكتب إلى جانبها أن "الجراح البريطاني عباس خان، سافر في 2012 إلى حلب، لعلاج المدنيين الجرحى، فتعرض للتعذيب والقتل على يد نظام الأسد.. قصته لامست (عواطف) الكثيرين، منهم فتى من حلب عمره 15 سنة، قرر أن يكون مثله.. ذلك الفتى تخرج اليوم طبيبا "مشيرا إلى نفسه بالصورة التي نشرها في تويتر "لتراه والدته، وتعرف أنه برغم السنوات، فإن ابنها لا يزال مصدر إلهام للناس" وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
درس ومثال، خصوصاً للمتطرفين
وتأثر كثيرون بالصورة التي نشرها وبما كتب فوقها، فتناقلوها في حسابات لهم بمواقع التواصل، حتى وصل صداها في اليوم التالي إلى أخت الجراح عباس، وهي سارة الأم البالغة 31 سنة لطفلين، فأسرعت إلى منصتها في Twitter أيضا، وسألت في "تغريدة" كتبتها، وتنشر "العربية.نت" صورتها أدناه، عما إذا كان أي شخص يعرف صاحب الصورة، وهو ما وصل خبره فيما بعد إلى وسائل إعلام بريطانية عدة، جعلت من خبر صغير قصة إنسانية.
كتبت الأخت تقول: "هذا مؤثر جدا إلى درجة أنه استدرّ من عينيّ الدموع.. أود أن أبعث إليه رسالة إذا أمكن ذلك" وسريعا أوصلوها إلى جيان، فكان لها لقاء معه، نقلت "التايمز" أنها قالت له فيه: "من الملهم أنك كرست حياتك المهنية الطبية لأخي عباس. لا أستطيع أن أروي لك كيف تأثرت أنا وعائلتي" ومعها تأثر كثيرون من قراء الصحيفة، فكتبوا تعليقات الإعجاب الإنساني بشاب جاء إلى بريطانيا (ربما لاجئا) وأعطى فيها مثالا ودرسا، خصوصا للميالين إلى التدمير بدل التعمير والتطرف بدل التصرف.العربية نت