jo24_banner
jo24_banner

هل انتصرت طالبان ؟

المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
 
 
ان الصراع الافغاني الممتد لأكثر من 45 عاما لم تنجح محاولات عديدة ومنها اجتماعات المصالحة التي استضافتها الدوحة خلال العامين الاخيرين لانهاء هذه الصراعات ،والتي اتضح بانها كانت الورقة الاخيرة التي تدفع بها الولايات المتحدة الامريكية للتوصل الى اتفاق يبعد طالبان عن السلط ويحد من هيمنتها على افغانستان .
منذ سقوط الملكية في افغانستان بداية سبعينيات القرن الماضي والتي نجم عنها وصول الحكومة الثورية للسلطة ومعارضتها من قبل الفصائل والشخصيات أمثال حكميتيار والنبهاني والملا عمر ودخول القوات السوفيتية لدعم الحكومة الثورية والتي امتد هذا الدعم لمدة عشر سنوات والذي انتهى بخروج السوفييت و بعد الخروج بدأت الفصائل بالتناحر واشتعلت الحرب الاهلية والتي ادت الى هيمنة الحركة القومية الإسلامية (طالبان) على السلطة منذ عام 1996 وحتى دخول القوات الامريكية عام 2001 لأنهاء السيطرة الطالباني وفرض الاستقرار ووقف دعم الإرهاب كما زعمت الولايات المتحدة الأميركية .
الا انها وبعد ما يقارب عشرين عام قررت الانسحاب من افغانستان بعد الفشل بالقضاء على طالبان ..
فور اعلان الانسحاب وطلب مهلة زمنية لذلك عادت طالبان بالاستيلاء على عدد كبير من ولايات افغانستان وبذات الوقت اسقطت العاصمة كابول وأصبحت تحت سيطرتها ، مما يعني ان الاحتلال والهدف الذي دخلت القوات الامريكية لأفغانستان من اجله لم يتحقق وهو القضاء على طالبان و انتاج دولة حديثة بمعاير امريكية أوروبية .
ان المخاوف المزعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية و الدول الاوروبية من سيطرت طالبان هو بسبب التشدد بالحكم و السلطوية و الخصومة الشرسة ضد المنافسين ،وتقييد حقوق المراة والمشاركة السياسية ولكن مع هذه المخاوف قررت الولايات المتحدة الخروج ،وتركت السلطة الافغانية التي كانت مدعومة منها تواجهه طالبان وحدها.
يتضح ان الجميع رضخ لسيطرة طالبان مع ان بعض الاصوات تقول ان الاتفاق كان واضح بين الولايات المتحدة وطالبان وما يزيد هذه الشكوك هو هروب الرئيس اشرف غني والخروج من كابول ،ولكن ما يعني ويهم طالبان انها عادت للحكم والسلطة ،وعلى الاغلب سوف يغادر الملا عبد الغني الدوحة متوجها الى كابول كرئيس مؤقت للبلاد .
اعتقد ان طالبان تعلمت الدرس جيدا ،وسوف تمارس الحكم بطريقة اكثر سلاسة من الماضي وانها بعد عشرين عام اتضح لها ماهية اللعبة السياسية والرضى الدولي ،و قادم الايام سوف تشهد لدولة تعد من اهم الدول الفاشلة هل سوف تبقى فاشلة ام سوف يتحسن مستواها وتستغل الثروات وتنقل افغانستان من حقبة الى حقبة وحتى لو كانت الحقبة التي ترسخت لحكم طالبان بالمتخلفة فهل سوف تتغير وتشهد افغانستان تغيير وتطور ام سوف تبقى على ماهي عليه وتتراجع للخلف أكثر .

تابعو الأردن 24 على google news