jo24_banner
jo24_banner

القس أوبجيون ليفيك لـ jo24: التنسيق قائم على قدم وساق بين مساجد النرويج وكنائسها

القس أوبجيون ليفيك لـ jo24:  التنسيق قائم على قدم وساق بين مساجد النرويج وكنائسها
جو 24 :

أسعد العزوني- قال القس النرويجي البروفيسور أوبجيون ليفيك أن غالبية المسلمين في النرويج لديهم قيم كبيرة ومهتمون بنمط الحياة النرويجية ،مؤكدا ان الدين الإسلامي قيمة عالية ومهتم بالعدالة الإجتماعية.

وأضاف في حوار مع jo24 على هامش مشاركته في مؤتمر التعايش الذي نظمه المركز الأردني لبحوث التعايش في عمان،أن هناك جمعيات إسلامية غير مرتبطة بالمساجد هي التي تثير المشاكل الراديكالية في النرويج ،لكنه شدد على ان التنسيق قائم على قدم وساق بين المساجد والكنائس النرويجية للوقوف في وجه الإرهاب أيا كان مصدره.

وتاليا نص الحوار:

**كيف تنظرون إلى الجالية المسلمة في النرويج؟

جاء المسلمون إلى النرويج من ثقافات متعددة من الباكستان والصومال والبوسنة والشرق الأوسط وغير ذلك من المناطق الإسلامية،وما نلحظه هو أن ثقافة المسلمين البوسنيين تشبه ثقافتنا ، فهم أوروبيون بطبيعة الحال مثلنا.وما نحن مقتنعون به هو ان غالبية المسلمين في النرويج لديهم قيم إجتماعية كبيرة ،وهم مقتنعون بنمط حياتنا،فنحن دولة تعددية ونعتني بالمواطن ومهتمون أيضا بالقيم الإسلامية والعدالة الإجتماعية ولا نفرق بين مواطن مسلم وآخر مسيحي.

** ما مدى درجة التعاون بين المسلمين والمسيحيين في النرويج؟

لدينا مساحة كبيرة من التعاون بين قادة النرويج المسيحيين والمسلمين النرويجيين ،فمنذ عشرين عاما ونحن نشهد تشبيكا قويا بين الكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية في النرويج ،ونناقش بإنتظام القضايا التي تهم المجتمع ومنها القضايا السياسية والإجتماعية والمادية ،كما أننا نناقش الدين في المدارس كوننا مجتمعا متعدد الأديان ،إضافة الى مناقشتنا للجندرية كقضية مركزية في المجتمع وكذلك التحديات التي تواجه الجميع.خاصة بعد مذبحة مخيم الشباب التي إرتكبها شاب نرويجي مسيحي متطرف قبل سنتين.

لا ننكر ان هناك تطرفا لدى بعض المسلمين النرويجيين الذين يتصلون بالقاعدة ،ولذلك يتوجب علينا مواجهة هذا التحدي المتطرف الأصولي لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء،الأمر الذي يجعلنا نتحدث بصوت عال وواحد لتطهير الأديان من التطرف.

**ما هي قيمة الوجود الإسلامي في النرويج وماذا أضاف المسلمون لكم؟

هناك العديد من المسلمين النرويجيين ملتزمون بالعدالة الإجتماعية التي فقدوها في بلدانهم الإسلامية ،مع ان الإسلام نفسه قيمة عالية ويهتم كثيرا بالعدالة الإجتماعية ،وهم يدافعون عن هذه القيم لتعميقها في الغرب ، وبقوة أكثر بين النرويجيين ،وهم أيضا معنيون بالحقوق السياسية.

لا يمكن الحديث عن المسلمين كمربع واحد ،فهناك ثقافات متعددة بينهم،ونرى ثقافات مختلفة مثل الصومال والبوسنة على سبيل المثال ونحن لسنا معنيين بذلك،لأن ما يهمنا هو إستمرار الحوار الوطني مع الجميع للوصول إلى القيمة المطلوبة ،وهناك مفهوم مختلف حول قيمنا وقيم المسلمين لكن الأمر لا يدعو للخوف.


** كيف تنظرون إلى دور المساجد في النرويج؟

-غالبية هذه المساجد ترتكز على المجتمعات الأقلية مثل الباكستانية والعربية وهي ثقافة دينية مجتمعية معنية بالحفاظ على التراث الثقافي للمسلمين النرويجيين،ومع ذلك نجد مساجد عالمية المفهوم لا تفرق بين هذا المسلم وذاك ،وتجمع المصلين وتتحدث باللغة النرويجية ولها دور كبير في الثقافة النرويجية.

** هل هناك مشاكل تسببها الجالية الإسلامية في النوريج؟

-لا تسبب الجالية الإسلامية في النرويج أي مشاكل تذكر،رغم وجود بعض الجمعيات الإسلامية غير المرتبطة بالمساجد وهي التي تثير بعض المشاكل الراديكالية بخصوص الهوية وتؤمن بنظرية المؤامرة وتتخيل عدوا ،كما توجد بعض شبكات الشباب غير المنضبط الذي يتصل بالقاعدة.

** ما هو تقييمكم لنتائج الحوار الإسلامي المسيحي؟

-أصبح هذا الحوار فعلا مستمرا بين القادة وإنتقل إلى المؤسسية منذ ثلاثين عاما لكنه ما يزال محصورا بين القادة، ويكتسب اهمية خاصة لأنه يخلق ثقافة الحوار في المدرسة من اجل الأجيال المقبلة ليلتقوا ويتحاوروا.

لدينا في النرويج تعليم ديني عام ونمارس خلاله الحوار ،وهذه الممارسة ضرورية للحوار وخاصة في الحياة المبكرة للأشخاص في المدارس.

**ما مدى تمتع المسلمين في النرويج بحقوق المواطنة؟

-يتمتع المسلمون النرويجيون بحقوق المواطنة الكاملة،شأنهم شأن بقية المهاجرين من كافة الجنسيات والأديان،فلا توجد مشكلة لدينا في هذا المجال ، وعلاوة على ذلك فإن الحكومة النرويجية تقدم الدعم المالي للمساجد شأنها شأن الكنائس المسيحية ، وهذا يعني ان الدولة لا تفرق في دعمها بين المسيحيين والمسلمين.

** كيف تنظرون إلى الإرهاب في النرويج؟

-نحن في النرويج مسيحيين ومسلمين متفقون على نبذ العنف والتطرف بكل اشكالهما وأيا كان مصدرهما، وقد أصدرت المساجد والكنائس في النرويج قبل سنتين بيانا مشتركا حول العنف والتطرف ،كما أننا ضد من يدعي أنه يمتلك الحقيقة كاملة ،فهذا هو اساس العنف الذي يؤدي إلى الإرهاب والتطرف.وعموما فإن ذلك لا يخص المسلمين وحدهم ،بل هناك مسيحيون يمارسون العنف والتطرف ،ونحن متفقون على ان التطرف والأصولية هما اساس الإرهاب الذي يستخدم العنف ويسبب الخوف والذعر.

** ما مدى درجة قبول النرويجيين للإسلام؟

-هناك كراهية للإسلام احيانا في وسائل الإعلام التي تصفه بالتطرف، وتتهمه بتشجيع الزواج القسري وأنه ضد المرأة،لكن بعض الكنائس تنظر إلى الإسلام بعين الإحترام والتبجيل .

ما نلحظه هو ان كل من تعمق في فهم المسيحية ،أصبح يميل إلى فهم الإسلام أكثر ،لذلك نقول أن الحوار ضروري بين المساجد والكنائس لتغيير الصورة النمطية.

** تشهد بعض البلدان العربية منذ سنتين حراكا أطلق عليه"الربيع العربي"،كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟

-يأمل العديد من الغربيين بشكل عام أن ينعم الوطن العربي بالديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال " الربيع العربي"ونحن نراقب هذه الحراكات العربية وندرس ونحلل نتائجها وأبعادها الراديكالية لفسح المجال أمام الديمقراطية لتأسيس مجتمع مدني منفتح.

نحن نؤمن ان الربيع العربي هو مفتاح الديمقراطية ونرى ان الفرصة متاحة للتغيير لكن يجب عدم تحكم الراديكاليين في المجتمع. وعدم تحكم الأغلبية بالأقلية.

** ما هي الطريقة المثلى للوصول إلى صورة تضامن إسلامي- مسيحي؟

-الخطوط العريضة للتضامن الحقيقي هي إستمرار الحوار والعلاقات المباشرة والإختلاط وعدم الإنفصال، لأننا بذلك نعمق التواصل وعدا عن ذلك لأننا نكون قد إنتهجنا سبيل الكراهية.

يجب علينا إيجاد طرق للمواجهة وجها لوجه، وتحمل المسؤولية لمواجهة التحديات ،لذلك يتوجب علينا مواصلة اللقاء وبناء الثقة وتعميقها والتعاون ووضع الحلول للمشاكل المجتمعية والتركيز على التلاحم المجتمعي.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير