jo24_banner
jo24_banner

القسطرة القلبية في مستشفى البشير .. انجاز ولكن !!

القسطرة القلبية في مستشفى البشير .. انجاز ولكن !!
جو 24 :

حاتم الازرعي

يشكل افتتاح قسم قسطرة القلب في مستشفى الجراحات المتخصصة التابع لمستشفيات البشير الذي باشر باستقبال المرضى واجراء عمليات جراحة القلب والأوعية الدموية والقسطرة القلبية نقلة نوعية هامة على طريق تطوير واقع الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة تحديدا.

قبل أكثر من عشرة سنوات أعلن وزير الصحة الأسبق الدكتور نايف الفايز في مؤتمر صحفي عن البدء بإجراء القسطرة القلبية في مستشفى الامير حمزة في العاصمة عمان معتبرا هذا الإنجاز نقطة تحول في الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة ، وكان محقا تماما ، ويحمل هذا الإنجاز الحيوي بصمة الفايز الابرز في الوزارة التي ناضل من أجل تقدمها ، بمنتهى الشجاعة .

وخلال المؤتمر الصحفي لإشهار الإنجاز، سأل احد الصحفيين الوزير باستغراب واستهجان "لماذا التسرع في افتتاح الوحدة؟!" ، وكاد الفايز ينهض من مقعده من شدة الانفعال ،ورد بعصبية ، " السؤال ينبغي أن يكون لماذا تأخرت وزارة الصحة العريقة كل هذه السنوات ، عن تحقيق مثل هذا الإنجاز؟! " .

اليوم وبعد اكثر من عقد من الزمن ، على انجاز قسطرة القلب في حمزه ، يأتي انجاز القسطرة في البشير ، وإن جاء متأخرا كثيرا ،الا انه خير من أن لا يأتي ابدا ، فمستشفيات وزارة الصحة أحوج ما تكون لهذه النقلة النوعية لخدمة المرضى وتلبية احتياجاتهم .

وللحقيقة ،فقد واجهت وحدة القسطرة في مستشفى الامير حمزة تحديات جسام وجوبهت بحملات ممنهجة ،لاجهاض التجربة الريادية في الوزارة ،والحيلولة دون تطورها ونجاحها، لقطع الطريق على عدوى انتقالها الى مستشفيات حكومية اخرى ،ولا سيما مستشفى البشير .

ولاسباب عدة ، راوحت تجربة القسطرة في مستشفى الامير حمزه مكانها تارة والى الامام تارة لكنها اغلب الوقت كانت تعود إلى الوراء خطوات شاسعة ، لعل السبب الرئيس في ذلك عدم توفر الكوادر الطبية الكافية لتسيير شؤون الوحدة وتطويرها، وإعداد الكوادر اللازمة لديمومة العمل فيها .

كل هذه الذكريات والهواجس والمخاوف راودتني بالتداعي الحر ، وانا اطالع نبأ ، الإعلان عن بدء وحدة القسطرة في مستشفى البشير باستقبال المرضى ، ولازمتني حتى الكلمة الأخيرة في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الاردنية" بترا " وتناقلته ونشرته وبثته وسائل الإعلام وتداولته منصات التواصل الاجتماعي .

وزاد المخاوف وفاقم حالة الخوف والقلق لديً على مصير هذا الإنجاز، وعزز هاجس فقدان الامل بأستمراره وديمومته وقدرته على الثبات والصمود في وجه التحديات المقبلة ، وما أكثرها، تركيز الخبر المنشور على الأجهزة والمعدات وحداثة التصميم ،دون الإشارة من قريب أو بعيد الى الكوادر البشرية ومدى توفرها .

وحسب الخبر ، أجريت في الوحدة الجديدة، اربع عمليات قسطرة قلبية ، جميل ،لكن كان بودي ان اطمئن الى ان كفاءات البشير هي التي اجرت هذه العمليات ، وأن الكوادر الطبية والتمريضية والفنية التي حققت الإنجاز تنتمي الى المستشفى وانها على كادره وضمن ملاكه ، وليست مستعارة او مستأجرة من جهات اخرى ،لغايات مراسم الاحتفال فحسب ، لإضافة انجاز وهمي آخر تضيفه الحكومة الى قائمة الانجازات التي ستعددها قبل او عند الرحيل وبعده !!.

وبقي ان اتمنى ان يكون الإنجاز حقيقيا، وأن تكون الحكومة قد وفرت له مقومات النجاح ، وشرطها الاول والاخير ،توفر الكوادر المتخصصة عالية التأهيل والتدريب والخبرة ، لإجراء مثل هذه المداخلات الطبية ، والأهم المحافظة على هذه الكوادر والتمسك بها ودعمها ماديا ومعنويا ، لضمان عدم تسربها ، كما هو الحال في العديد من التخصصات التي هرب اصحابها من الوزارة في وضح النهار.

وخلاصة القول ان الأهم من الإنجاز المحافظة عليه وتطويره ونشر عدواه لتصل الى مستشفيات اخرى في محافظات المملكة التي هي أحوج ما تكون الى وحدات القسطرة القلبية لخدمة المرضى وتخفيف معاناتهم .


 
تابعو الأردن 24 على google news