فلسطين ...الحق الغائب....طبع لقاء بايدن بينت ؟
د. فوزي السمهوري
جو 24 :
أتى إجتماع الرئيس الأمريكي بايدن مع رئيس وزراء الكيان الإستعماري الإسرائيلي بينت متزامنا ومترافقا مع سلسلة من الفعاليات السياسية والدينية والحقوقية التي شهدتها الساحة الامريكية معبرة عن رفضها لجرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ارض الدولة الفلسطينية المحتلة ولإستمرار الدعم الامريكي العسكري المالي لدولة "إسرائيل" الإستعمارية العنصرية غلب على نتائج اللقاء إنطباعات أولية :
أولا : غياب تجسيد شعار بايدن قوة المثال الذي يعني قوة الحق وترسيخ نقيضه مثال القوة الذي تبناه سابقا الرئيس السابق ترامب وحليفه مجرم الحرب نتنياهو ومعسكره .
ثانيا : غياب سمو مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها عن مرجعية الحلول للقضايا التي تعصف بالإقليم عامة والقضية الفلسطينية خاصة .
ثالثا : تحييد وإقصاء المطالب الأمريكية لبينت بوجوب تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية التي تعكس صلب وجوهر الصراع الفلسطيني مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي المتميز بعنصريته وجرائمه .
رابعا : إستمرار طرح الإدارة الأمريكية حل الدولتين من البعد النظري دون إتخاذ خطوات عملية نحو حل الصراع الفلسطيني مع دولة إسرائيل المصطنعة والطارئة في الجسد العربي والإسلامي وما تأكيد الرئيس بايدن على حل الدولتين دون تحديد جدول زمني لإلزام بينت كرئيس وزراء يمثل أوسع قاعدة عريضة " إذا صح التعبير " من مكونات المجتمع الإسرائيلي يمينه المتطرف ويساره ومعتدليه مما يمكنه من بدء الإجراءات العملية لإنهاء إستعماره لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 ورقم 67 / 19 / 2012 وبالتالي تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ترجمة للحق الأساس للشعوب بممارسة حقها بتقرير المصير إلا تأكيد على الدوران حول الهدف الرئيس بنيل الشعب الفلسطيني حريته وإستقلاله .
خامسا : الإصرار الأمريكي على سياسته التقليدية بإدارة الصراع دون العمل على إجتثاث عوامل إدامته التي تتلخص في :
▪الإنحياز الامريكي وما يتمخض عنه من دعم مطلق للكيان الإستعماري الإسرائيلي ذلك العامل الأساس بإدامة الصراع وتمكين الكيان العنصري العدواني الإفلات من المساءلة والعقوبات الدولية على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وعلى تحديه لإرادة المجتمع الدولي التي تحظر إحتلال أراض دولة أخرى بالقوة العسكرية .
▪التعنت الإسرائيلي برفض الإعتراف و تنفيذ القرارات الدولية بالرغم من أن قرار التقسيم 181 منحها ظلما شرعية إستعمارها لفلسطين التاريخية .
▪عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 .
سادسا : غض نظر الإدارة الأمريكية في إزدواجية بالغة الوضوح عن الإنتهاكات الصارخة والممنهجة التي ترتكبها سلطات الإحتلال الإستعمارية الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين أرضا وإنسانا وشعبا .
سابعا : إستمرار التأكيد الأمريكي على ضمان تفوق " إسرائيل " عسكريا على مجموع الدول العربية مما يشكل ذلك من حافز مشجع لإستمرار الغطرسة والعنجهية الإستعمارية الإسرائيلية التي ترى أن على أمريكا وحلفاءها وأدواتها أن تخوض معاركها العدوانية والتوسعية إلى جانبها أو نيابة عنها وما يشكله ذلك من دعم لمنطق حق القوة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين .
بينت و تأبيد الإحتلال :
يأتي تصريح بينت إلى صحيفة أمريكية قبل ساعات من لقاءه الرئيس بايدن مؤكدا رفضه لإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من أراض الضفة الفلسطينية والتبجح بإعلانه عن الإستمرار في سياسة توسيع قواعد ميليشيات قواته العسكرية العدوانية الإستيطانية المقامة على أراض الشعب الفلسطيني خلافا للقانون الدولي ولحق الملكية الفردية المضمونة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإنه بذلك يرسل برسالة تحد لا تقل صلافة وعنجهية عن سياسة سلفه مجرم الحرب نتنياهو إلى الرئيس بايدن وإدارته بعزمه على تأبيد إحتلاله الإستعماري لدولة فلسطين وعلى مضيه في إرتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المناضل بوسائل سلمية من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
إنهاء الإحتلال الإستعماري عنوان الحل :
الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية والاستقلال لعقود طويلة بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية يؤكد على رفضه من محاولة التحول بعنوان الصراع السياسي والوطني المتمثل في إنهاء الإحتلال الإستعماري لأرض دولته المعترف بها دوليا إلى عنوان إنساني إقتصادي معيشي في ظل وجود الإحتلال الإسرائيلي العنصري كما خطط وتخطط لها القيادات الإستعمارية الإسرائيلية وأكد عليها بينت .
أما موقف الرئيس بايدن كما نقلت وسائل إعلامية عن طلبه أثناء اللقاء القصير مع بينت بإتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية و بالإمتناع عن الإجراءات التي :
• يمكن أن تزيد التوترات مع الفلسطينيين
• أن تسهم في الشعور بالظلم
• أو تقوض محاولات بناء الثقة
ودون تركيزه على أن تكن هذه الخطوات مقدمة حقيقية نحو البدء بإتخاذ الخطوات العملية المطلوبة لإتمام الإنسحاب العسكري للقوات الإستعمارية الإسرائيلية عن كامل ألاراض الفلسطينية المحتلة منذ عدوان حزيران عام 1967 فإنما بذلك مؤشر غير إيجابي لمدى جدية الرئيس بايدن وإدارته للعمل الجاد والسريع لإنجاز حل الدولتين أي تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يركع أمام إرادة العدو الإسرائيلي الإستعماري الغاصب لفلسطين. ... الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي مستمر بنضاله الوطني وفق الرؤية الإستراتيجية التي عرضها رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس امام الأمم المتحدة وأمام مؤتمرات القمم العربية والإسلامية والإفريقية وباقي الدول والتكتلات الإقليمية والدولية والصديقة. ..الشعب الفلسطيني يدعو الرئيس بايدن لرفع الفيتو عن الإعتراف بدولة فلسطين كعضو متمتع بكامل حقوق العضوية في الأمم المتحدة كخطوة عملية لبناء ثقة بجدية إداراته لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة حاضرا وواقعا. ..؟!
الحق الفلسطيني لن يغيب بنضال شعبه الوطني وبالتمسك بحقه الأساس المكفول بالقانون الدولي بالنضال حتى الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس بإذن الله. .