jo24_banner
jo24_banner

قرار بايدن الأخير.. فرض اللقاح بين "الحريات" و"الصلاحيات الرئاسية"

قرار بايدن الأخير.. فرض اللقاح بين الحريات والصلاحيات الرئاسية
جو 24 :

أثار إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن التطعيم ضد كوفيد-19 سيكون إلزاميا قريبا لنحو ثلثي العمال الأميركيين، غضبا بين الجمهوريين الذين تعهدوا باتخاذ إجراءات ضد الإدارة الديمقراطية، بينما اعتبر الجراح العام للبلاد هذا التوجه "قانونيا" ويخدم المصلحة العامة.

كان الرئيس الأميركي قد أعلن، الخميس الماضي، "استراتيجيته" الجديدة التي تجعل التطعيم إلزاميا لنحو 100 مليون أميركي، إذ وقع مرسوما يقضي بضرورة تطعيم موظفي القطاع العام في الأسابيع المقبلة، دون إمكانية اللجوء إلى الفحوصات الدورية. ويشمل القرار موظفي الشركات المتعاملة مع الدولة وموظفي دور المسنين والمدارس التي تمولها الحكومة الفيدرالية.

لكن ما فاقم الجدل أن المرسوم يتجاوز السلطة التشريعية وصلاحيات الولايات في القضايا الصحية، لأنه ينطبق على القطاع الخاص، إذ سيُطلب من موظفي الشركات التي يعمل بها أكثر من 100 موظف أن يتلقى موظفوها اللقاح أو يجروا فحصا أسبوعيا. ويشمل هذا 17 مليون عامل رعاية صحية في مؤسسات التي تحصل على أموال "ميديكيد" و"ميديكير"، بالإضافة إلى ما يقرب من 80 مليون موظف في الشركات الخاصة التي يعمل بها أكثر من 100 عامل.

وأضاف بايدن متوجها إلى 80 مليون أميركي لم يتلقوا لقاحات بعد: "كان علينا جميعا دفع ثمن رفضكم... صبرنا، لكن صبرنا بلغ حدوده".

ولم ينتظر الجمهوريون في مجلس النواب أن ينهي الرئيس خطابه، الخميس الماضي، ليعلنوا أن قراره "يشبه إلى حد كبير الديكتاتورية".

وتدفق سيل من ردود الفعل الغاضبة من المحافظين المطالبين بـ"الحرية"، مصحوبة بتهديدات بالملاحقة القضائية. ويقول العديد من الجمهوريين إنهم يؤيدون التطعيم لكنهم ضد فرضه.

وقالت زعيمة الحزب الجمهوري، رونا مكدانيل، إن الحزب "سيلاحق هذه الإدارة لحماية الأميركيين وحرياتهم".

من جهته، ندد حاكم ولاية تكساس الجمهوري، غريغ أبوت، بما اعتبره "هجوما على الشركات الخاصة"، معلنا أنه وقع على أمر تنفيذي "يحمي حق أهالي تكساس في موقفهم من التطعيم ضد كوفيد".

ويوم الأحد،تعهدالمزيد من المسؤولين الجمهوريين، باتخاذ إجراءات قانونية ضد خطة بايدن. وقال حاكم ولاية نبراسكا، بيت ريكيتس، في تصريحات لبرنامج "فوكس نيوز صنداي" إنه سيفعل كل ما في وسعه لمقاومة الخطة، مضيفا : "كنا نشجع الناس على التطعيم، لكن يجب أن يكون التطعيم اختيارا شخصيا. هذا ليس الشيء الذي يجب على الحكومة أن تقوم بتفويضه، ولا ينبغي لأي شخص أن يختار بين الاحتفاظ بوظيفته والحصول على اللقاح".

ويرد الديمقراطيون ومؤيدو القرار على الساخطين بأنه توجد بالفعل لقاحات أخرى إلزامية في الولايات المتحدة، ويستشهدون بسوابق قضائية وقرارات للمحكمة العليا، بينها حكم يرجع إلى عام 1905 ضد أميركي رفض التلقيح ضد الجدري.

لكن ذلك القرار صدر لصالح ولاية وليس لصالح السلطة الفيدرالية، وفق حاكم أركنسا، آسا هاتشينسون، الذي قال في تصريح لبرنامج "Meet the Press" على شبكة "أن بي سي": "تاريخيا كان مطلوبا التطعيم في المدارس، لكن كان فرض ذلك كان يأتي على مستوى الولاية ولم يتم ذلك على المستوى الوطني مطلقا".

الدكتور سكوت غوتليب، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء (أف دي إيه) قال لبرنامج "Face The Nation" على شبكة "سي بي أس" إن التفويض الفيدرالي قد يمنع الشركات من فرص اللقاحات انتظارا لمعرفة نتائج المعارك القضائية التي من المتوقع أن تكون ضارية.

في هذا السياق، اعتبر أستاذ القانون في جامعة جورج تاون، لورانس غوستين، عبرتويترأن الدعاوى القضائية التي يرفعها الحزب الجمهوري "واهية". وكتب: "حكام الحزب الجمهوري الذين يصفون تفويضات بايدن بأنها متجاوزة وغير دستورية لا يؤججون فقط الحروب الثقافية ويجعلون الولايات المتحدة أقل أمانا، هم أيضا مخطئون. استخدم بايدن سلطات فيدرالية واضحة، ولكنها محدودة، لتحقيق كل من تفويضاته. إنها مبررة علميا وقانونيا".

و"رحب" لوبي "بيزنس راوندتايبل" الذي يمثل أكبر الشركات الأميركية بسياسة جو بايدن في مواجهة الفيروس.

وعند سؤاله الجمعة، عن الملاحقات القضائية للجمهوريون، قال الرئيس الأميركي بحزم "فليحاولوا". وأضاف أنه يشعر بـ"خيبة أمل كبيرة لأن بعض المحافظين الجمهوريين تصرفوا باستخفاف فيما يتعلق بصحة الأطفال".

الدكتور فيفيك مورثي، الجراح العام للولايات المتحدة، وصف في تصريحات تليفزيونية، الأحد، الخطة بأنها "طموحة ومدروسة" وقال إن التعليمات الجديدة لا تنطبق إلا على مهن محددة "تتمتع فيها الحكومة الفيدرالية بالسلطة القانونية للتصرف".

وحول قانونية استخدام الإدارة صلاحيتها على أماكن العمل الخاصة، قال مورثي في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" إن الإدارة تعتقد أنها "مناسبة" و "قانونية".

وقال إن هذه التفويضات "تعمل بالفعل على تحسين معدلات التطعيم لدينا" وهي ضمن "مجموعة من الخطوات الجادة التي يجب اتخاذها من أجل حماية بلدنا من كوفيد-19، ومساعدتنا في تجاوز هذا الوباء".

واستشهد بشركة تصنيع اللحوم الرائدة "تايسون فودز" التي أعلنت، في أغسطس، فرض التطعيمات على العاملين، ما أدى زيادة معدل التطعيم في الشركة "من 45 في المائة إلى أكثر من 70 في المئة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية".

وأظهرت بيانات "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، الخميس، وفاة 1110 أشخاص في المتوسط بسبب كوفيد-19 كل يوم على مدار الأسبوع الماضي. ويعد معدل الوفيات منذ أواخر أغسطس هو الأعلى منذ أوائل مارس.

وبينما تم تطعيم 73.5 في المئة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما فأكثر بجرعة واحدة على الأقل، يظل عشرات الملايين المؤهلين للحصول على اللقاح غير محصنين، حيث يستمر متحور "دلتا" شديد العدوى في الانتشار.

الحرة - 
 
تابعو الأردن 24 على google news