الفوسفات وإعلام "السكتم بكتم"
مجموعة من الصحافيين المحسوب أكثرهم على "العهد البائد"، توافدوا لحضور لقاء أشبه ما يكون بالمؤتمر الصحفي المصغّر، عقدته إدارة شركة الفوسفات بهدف التمهيد لمصير الشركة والترويج لمبرّرات هبوط الأسعار وارتفاع الكهرباء والمنافسة العربية، على أنّها تشكّل الأسباب الحقيقيّة لتدهور وضع الشركة ماليّاً.
وتجاهلت الإدارة في تبرير تدهور أوضاعها حقيقة يعلمها كلّ الأردنيين، فخلال سنوات ثلاث امتدّت من العام 2006 إلى العام 2009، تمكّنت الإدارة السابقة من "تجفيف منابع الاستثمار" وتحويل تدفّق الأرباح إلى غير مجراها الطبيعي، ولولا هذا لما وصلت الشركة إلى ما وصلت إليه اليوم.
صفقات وتعيينات وتنفيعات غير مبرّرةغريبة، أثقلت كاهل الشركة بأعباء لا طاقة لها بها، وبعيدا عن الحقوق والمكتسبات العمّاليّة المشروعة التي قد يظنّ البعض أن تحقيقها هو ما أرهق الشركة، إلاّ أن التخبّط الإداري، وسطوة المقرّبين والمحظيّين، وترتيب الأوراق وفقا لرغبات المحكوم الفارّ وليد الكردي، هي ما مكّن من دق المسمار الأخير في نعش الشركة.
الطريف أن أحد المحسوبين على الكردي، أشار خلال ذلك الاجتماع إلى أن الحكومة "لن تحلّ عن الشركة حتى تدمّرها". ولكن ألا يجدر أن نتساءل أيضا عن تفاصيل ما قامت به إدارة الشركة الحاليّة ؟! والتي استنزفت كثيرا من الأموال تحت عنوان "بناء استراتيجية اعلامية لتحسن صورة الشركة"، دون أن تتاح للمساهمين فرصة الاطلاع على تفاصيل هذه الاستراتيجية وتكالفيها.
والأنكى أن هذه الإدارة تصرّ مجدّدا على استئجار "الخدمات الإعلاميّة"، لترتّب هذا المؤتمر الصحفي الذي ستعلن ما جاء فيه يوم الاحد القادم.
"يا سلام لما يكون شغل الإعلام كله على الهدّ".. ولكن يا ترى: لماذا تم الاجتماع على "السكتم بكتم" ؟!
