jo24_banner
jo24_banner

تدفع سعرا أعلى مع انخفاض شحن بطاريتك؟ هكذا تستغلك أوبر

تدفع سعرا أعلى مع انخفاض شحن بطاريتك؟ هكذا تستغلك أوبر
جو 24 :


لدى ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوبر، شغف بالفوز في الحياة متداخلٌ مع نمط من المخاطرة وَضَعَ شركته في بعض الأحيان على شفا الانهيار. في أوائل عام 2015، زار كالانيك مقر شركة أبل للقاء تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة، في جلسة يبدو أن كالانيك كان يخشاها. فعلى مدار أشهر، كان الرجل قد نجح في إخفاء المعلومات التي يجمعها تطبيق طلب السيارات عن مستخدمي منتجات أبل، حيث كان التطبيق يتعرف سرا على أجهزة "آيفون" ويميّزها ويجمع المعلومات منها، حتى بعد حذفه من الأجهزة، وهي ممارسة تنتهك إرشادات الخصوصية الموضحة من قبل أبل.

يوم أُكلت التفاحة

وَقَعت أبل في شَرَك أوبر إذن، وعندما وصل الرئيس التنفيذي لأوبر إلى اجتماع بعد الظهيرة مرتديا حذاءه المفضل ذا اللون الأحمر الفاتح والجوارب ذات اللون الوردي، كان تيم كوك مستعدا. قال كوك بنبرته الهادئة: "لقد سمعت أنك انتهكت بعض قواعدنا"، ثم طالب كالانيك بإيقاف الخداع، وإلا فسيتم حذف تطبيق أوبر من متجر تطبيقات أبل. بالنسبة إلى كالانيك، كانت اللحظة مليئة بالتوتر، فإذا تم سحب تطبيق أوبر من متجر أبل، فسيفقد إمكانية الوصول إلى الملايين من عملاء آيفون، ما سيؤدي فعليا إلى تدمير أعمال شركته، لذا لم يكن أمامه بديل غير الرضوخ والموافقة.

في سعيه لجعل أوبر كيانا مهيمنا على مستوى العالم في خدمة طلب سيارات الأجرة، تجاهل كالانيك علنا العديد من القواعد والأعراف، ولم يتراجع إلا عند الإمساك به أو محاصرته. لقد انتهك لوائح النقل والسلامة، وخالف المنافسين الراسخين، واستفاد من الثغرات القانونية والمناطق الرمادية لاكتساب ميزات تجارية.

في هذه العملية، نجح كالانيك في إنشاء صناعة نقل جديدة كليا، حيث انتشرت أوبر في أكثر من 70 دولة، وحصلت على تقييم يقارب 70 مليار دولار، وتستمر أعمالها في النمو. ورغم أن تجاهل الحدود أو كسرها يعد أمرا شائعا بالنسبة إلى أصحاب المشاريع في وادي السيليكون، فإن الأمر في حالة كالانيك كان أشبه بقاعدة. لم تكن أزمته مع أبل إذن هي الوحيدة، حيث سبق أن تورط في ممارسات تجارية مشبوهة أدت إلى إفلاس منافسيه، كما سمح لشركته باستخدام أداة سرية تسمى "جراي بول (Greyball)" لخداع بعض وكالات إنفاذ القانون.

تاريخ من التحايل

إذا كنت تستخدم أوبر بشكل متكرر، فمن المحتمل أنك قد واجهت زيادة في الأسعار في مرحلة ما. عندما يتجاوز الطلب على مشاوير أوبر المعروض من السيارات، تزداد الأسعار بنسبة تصل إلى الضعف أو أكثر في بعض الأحيان. تحدث الزيادة في الأسعار كذلك عندما يكون هناك تغيير غير متوقع في حالة الطقس مثل المطر الشديد أو العواصف الرعدية، وكذلك في أيام الاحتفالات مثل الأعياد الرسمية.

حين تستخدم التطبيق في تلك الأوقات، سترى رمز "زيادة" بجوار نوع المشوار الذي تريده (مثل UberX أو UberBLACK). إذا قبلت زيادة الأسعار فسيعرض تطبيق أوبر السعر الجديد ويطلب منك التأكيد على استعدادك لدفع السعر الأعلى. تزعم أوبر أن زيادة الأسعار تساعد في حل أزمة الطلب الزائد عبر آليتين رئيستين: فمن ناحية، غالبا ما ينتظر المستخدمون الذين ليسوا في عجلة من أمرهم للركوب حتى تنخفض الأسعار الزائدة، ومن ناحية أخرى يتوجه سائقو أوبر إلى الأحياء التي ترتفع فيها الأسعار، وبسبب هذه التغييرات في العرض والطلب، تنخفض أوقات الانتظار وتعود الأسعار إلى طبيعتها في النهاية مرة أخرى.

يعد التسعير المفاجئ أحد أكثر ميزات أوبر التي لا يحبها المستخدمون. في بعض الأحيان، سيرى المستخدمون ارتفاعا في الأسعار يصل إلى 10 أضعاف السعر الطبيعي بعد عطلات معينة، مع أن كل ما يحاولون فعله هو العودة إلى المنزل بأمان. في عام 2014، رفعت خوارزمية الأسعار في أوبر التعريفة إلى ما يقرب من أربعة أضعاف السعر المعتاد في وسط مدينة سيدني وسط أزمة غير مسبوقة، حين احتجز مسلح بعض الزبائن والموظفين رهائنَ في مقهى في المدينة خلال ساعة الذروة صباح يوم الاثنين(3). نعم، لقد ضاعفت الشركة أسعارها أربع مرات للعملاء المذعورين والراغبين بالفرار من المنطقة، الذين كان عليهم دفع ما يعادل 100 دولار أميركي للهروب.

أدى ذلك إلى رد فعل دولي عنيف ضد شركة النقل التشاركي. ولكن، في حين أن الوضع في سيدني يعد مثالا متطرفا على زيادة الأسعار في توقيت غير مناسب، فإن مستخدمي أوبر المخلصين يعرفون أن الأسعار ترتفع مرارا على مدار اليوم، سواء في ساحات الذروة الصباحية والمسائية أو عند إغلاق الطرق والقضبان لأي سبب. إنه مثال نموذجي للعرض والطلب، عندما يكون هناك نقص في السائقين وفائض في الطلب، تتضاعف أجرة أوبر المعتادة لتشجيع المزيد من السائقين على السير على الطريق.

يؤكد ذلك دراسة نشرها جوناثان هول وكوري كيندريك من شركة أوبر، بالمشاركة مع كريس نوسكو، الأستاذ في جامعة شيكاغو، حول تأثيرات زيادة الأسعار في تطبيق النقل التشاركي، استندت الدراسة إلى حادثة وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة قبل عامين عندما تعرضت أوبر لخلل تقني تسبب في فشل الوصول لزر "التسعير المفاجئ" في مدينة نيويورك لمدة 26 دقيقة تقريبا. خلصت الدراسة إلى أنه، بدون زيادة الأسعار، فإن أوبر لن تستطيع العمل بشكل طبيعي في أوقات زيادة الطلب.

لماذا؟ عندما يكون هناك ارتفاع في الأسعار بسبب حدث كبير، فمن غير المرجح أن يطلب جميع الأشخاص السفر في ذلك التوقيت، على عكس الارتفاع المفاجئ في الطلبات الذي حدث بسبب الخلل الفني في زر التسعير في ليلة رأس السنة الجديدة. كانت النتيجة أن أوبر أكملت 25٪ فقط من الطلبات التي تلقتها تلك الليلة واستغرقت وقتا طويلا للغاية لإتمامها.(4) ما تقصده أوبر أن الجميع مستفيد، هم يحصلون على الأموال، بينما يذهب الناس في الأوقات المزدحمة إلى وجهاتهم، لكن الجميع لا يتفق مع أوبر في تبريراتها، وعلى ما يبدو فإن الشركة تستخدم سياسة رفع الأسعار بصورة أوسع بكثير مما تفرضه مقتضيات العرض والطلب.

أزمة البطارية

على ما يبدو، يمكن أن يدفع مستخدمو أوبر أسعارا زائدة إذا كانت البطارية منخفضة في هواتفهم، بصرف النظر عن حالة الذروة. يخشى الأشخاص الذين لديهم بطارية منخفضة من أن تتقطع بهم السبل في أماكنهم، لذا فهم أكثر استعدادا لإنفاق المزيد مقارنة بالمستخدمين الذين يمتلكون هواتف مشحونة بالكامل، ولديهم رفاهية الصبر لفترة أطول في انتظار عودة الأسعار إلى طبيعتها.

حسنا، رغم أن أوبر لم تنف استخدامها لخدعة الأرقام التقريبية في نظام التسعير المفاجئ، فإنها تؤكد أنها لا تستخدم بيانات البطارية لرفع الأسعار على العملاء، لكن إذا كنت لا تصدق ذلك وتشعر أنه يجري استغلالك دون علمك، فلن تكون الوحيد. في الآونة الأخيرة أبلغت مستخدمة على تويتر تدعى سارة (NerdyAndNatural) أن تطبيق النقل التشاركي يرفع أجرة رحلتك عندما يكتشف أن بطارية جهازك المحمول منخفضة. تقدم سارة مثالا شخصيا، موضحة حالة انخفضت فيها بطارية هاتفها إلى 18٪، وفي الوقت نفسه قفز سعر رحلتها إلى 81 دولارا لرحلة عادة ما تكلفها ما بين 25 و30 دولارا. ومن المثير للاهتمام أن السعر انخفض على الفور في اللحظة التي أعادت فيها شحن هاتفها إلى 25٪.

عندما يقوم المستخدم بتثبيت تطبيق أوبر، فإنه يوافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بشركة مشاركة الركوب. في هذه السياسة توضح أوبر أنها "تجمع معلومات حول الأجهزة التي تستخدمها للوصول إلى خدماتها". في مقابلاتهم، يؤكد ممثلو أوبر أن بإمكانهم استعراض مستويات البطارية لمستخدميهم، لكنهم يزعمون أن المعلومات لها غرض أساسي وهو تحديد متى يجب أن يدخل التطبيق في وضع حفظ الطاقة، لكن القليلين يصدقون أوبر، وبالنظر لتاريخ الشركة، فإن لديهم كل الحق ألا يُصِدّقوا.


 
تابعو الأردن 24 على google news