الديموغرافيا المقلقة لإسرائيل: اليهود أقلية خلال أربع سنوات
يناقش باحث فلسطيني اهدافا اسرائيلية لم تتحقق منذ نكبة فلسطين قبل 64 عاما، لافتا الى أن هناك أسئلة تبرز إلى الأمام حول ما لم تحققه إسرائيل من أهداف عليا رغم العقود الماضية من احتلالها لفلسطين وطرد شعبها.
وقال الباحث نبيل السهلي في مقال ينشره موقع "الجزيرة نت" انه تبعاً لمعدلات النمو السكاني السائدة في عام 2012 بين الفلسطينيين واليهود في إسرائيل فسيتساوى عدد الفلسطينيين واليهود في نهاية عام 2015، حيث سيبلغ ما يقارب 6.3 ملايين؛ وذلك إذا بقيت معدلات النمو السائدة حاليا. وستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 48.7 % من مجموع السكان في فلسطين التاريخية؛ وذلك بحلول نهاية عام 2020. حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.8 مليون يهودي في مقابل 7.2 مليون فلسطيني."
واضاف انه في عام 2030 سيصل مجموع اليهود إلى 7.5 مليون يهودي داخل فلسطين التاريخية في حين سيصل مجموع العرب الفلسطينيين إلى نحو 10.2 مليون عربي فلسطيني يمثلون نحو 50 % من مجموع الشعب الفلسطيني في العام المذكور والمقدر بنحو 20.4 مليون عربي فلسطيني.
وتبعاً للاتجاه العام لمعدلات النمو السائدة بين الأقلية العربية في داخل الخط الأخضر والبالغة نحو 3 % سنوياً فإنه سيصل مجموعها بحلول عام 2030 إلى 2.4 مليون عربي فلسطيني، سيمثلون نحو 24.2 % من مجموع السكان العرب واليهود.
وفي مقابل ذلك، سيشكل مجموع اليهود ما نسبته 42.4 % من إجمالي العرب واليهود في فلسطين التاريخية في العام المذكور والمقدر بنحو 17.7 مليون نسمة، أما العرب الفلسطينيون أصحاب الأرض الأصليون فســتصبح نسبــتهم في وطنـــهم الأم 57.6 %، وذلك على الرغم من عمليات الترانسفير التي شملت الآلاف منهم خلال العقود الماضية من الصراع، حسب السهلي.
وقال ان الحركة الصهيونية وإسرائيل اعتمدتا على ركيزتين أساسيتين لفرض صورة ديموغرافية تجعل من اليهود أكثرية على حساب العرب الفلسطينيين وأرضهم. واضاف ان الركيزة الأولى تمثلت بارتكاب المجازر لطرد غالبية الفلسطينيين من أرضهم. واستطاعت العصابات الصهيونية ارتكاب 44 مجزرة في عام 1948 بدعم بريطاني مطلق، ما أدى إلى طرد 850 ألف فلسطيني من أرضهم حتى الخامس عشر من أيار (مايو) من عام 1948.
وينتمي هؤلاء اللاجئين إلى 531 مدينة وقرية فلسطينية. ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في بداية عام 2012 بنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني، منهم نحو خمسة ملايين لاجئ مسجلون في سجلات الأونروا. ويستحوذ الأردن على 41 % منهم، يلــيه قطاع غزة 22 %، ثم الضفة الغربية 16 % فسورية ولبنان 10.5 % على التوالي، كما يوجد بضعة آلاف من اللاجئين في كل من مصر والعراق والمنافي البعيدة، بيد أنهم غير مسجلين في الأونروا لأسباب مختلفة.
وحسب السهلي فإن الركيزة الثانية لفرض الديموغرافيا الإسرائيلية، هي في القيام بعملية إحلال للمهاجرين اليهود في المناطق الفلسطينية المحتلة. وفي هذا السياق استطاعت الحركة الصهيونية جذب 650 ألف يهودي من مختلف أنحاء العالم ليصبحوا المادة البشرية لإسرائيل التي أنشئت في الخامس عشر من أيار (مايو) 1948.
وقال ان الحركة الصهيونية ووليدتها إسرائيل اتبعتا سياسات محددة لفرض استراتيجيتها المتمثلة في فرض واقع تهويدي؛ فمن جهة سعت المنظمات الصهيونية المختلفة وإسرائيل إلى تهيئة الظروف لجذب غالبية يهود العالم إلى فلسطين المحتلة بعد طرد أهلها ومصادرة أرضهم.
ولم تتوقف تلك السياسات بعد إنشاء إسرائيل، حيث لعبت الزيادة الطبيعية لليهود في فلسطين وموجات الهجرة اليهودية دوراً في ارتفاع مجموع اليهود في فلسطين المحتلة ليصل إلى 5.9 ملايين يهودي بحلول عام 2012. 40 % منهم من اليهود الغربيين الأشكناز، و36 % من اليهود الشرقيين السفارديم، في حين شكل يهود الصابرا لأب يهودي من مواليد فلسطين المحتلة نسبة 24 % من إجمالي اليهود داخل حدود فلسطين التاريخية.
وقد رافق العمل الصهيوني لتحقيق الأهداف الصهيونية الاستراتيجية في فلسطين مصادرة واحتلال مزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها بغية تغيير معالمها الجغرافية والعمل بعد ذلك على فرض فكرة يهودية الدولة الصهيونية ببعديها الديموغرافي والجغرافي.
وفي جانب عمليات الطرد تشير الدراسات المختلفة إلى أن العصابات الصهيونية قد طردت 850 ألف فلسطيني في عام 1948 شكلوا آنذاك 61 % من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ 1400000 فلسطيني، ليطلق عليهم لقب لاجئين ويصبح مجموعهم في العام الحالي 2012 ستة ملايين لاجئ فلسطيني.
وتركز معظم اللاجئين الفلسطينيين إثر نكبة عام 1948 في المناطق الفلسطينية الناجية من الاحتلال؛ أي في الضفة والقطاع 80.5 %. في حين اضطر 19.5 % من اللاجئين الفلسطينيين للتوجه إلى الدول العربية الشقيقة، سورية والأردن ولبنان ومصر والعراق، بينما توجه العديد منهم إلى مناطق جذب اقتصادية في أوروبا وأميركا، وكذلك إلى دول الخليج العربية، وقد تغيرت الخريطة الديموغرافية للشعب الفلسطيني بعد طرد الجيش الإسرائيلي لنحو 460 ألف فلسطيني في عام 1967 إثر احتلال الضفة والقطاع، ليطلق عليهم لقب نازح ويصبح مجموعهم خلال العام الحالي 1.6 مليون نازح فلسطيني.
يشار إلى أنه قد صمد في المناطق الفلسطينية التي أنشئت عليها إسرائيل والبالغة 78 % من مساحة فلسطين التاريخية المقدرة بـ27009 كيلومترات مربعة، نحو 151 ألف عربي فلسطيني تركزت غالبيتهم في الجليل الفلسطيني، ووصل عددهم في عام 2012 إلى 1.6 مليون عربي فلسطيني.
ورغم أن الأقلية العربية تشكل أكثر من 20 % من السكان فإنها لا تمتلك سوى 2 % من الأرض التي أنشئت عليها إسرائيل. واللافت أنه بسبب الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع مجموعهم ليصل إلى 11.22 مليون عربي فلسطيني في بداية العام الحالي، حسب الإسقاطات السكانية والاعتماد على معدلات النمو السائدة.
وحول مستقبل اسرائيل بحلول العام 2030، يقول الباحث السهلي انه على الرغم من بعض النجاحات في الإستراتيجية الإسرائيلية خاصة في شقها السكاني؛ فإن الهاجس الديموغرافي سيكون سيد الموقف في المشهد الإسرائيلي. وفي هذا السياق أكد الجهاز الإحصائي الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بلغ حوالي 5.6 مليون مع بداية عام 2012. في مقابل ذلك بلغ عدد اليهود 5.9 مليون بناء على تقديرات الجهاز الإحصائي الإسرائيلي.(الجزيرة نت)