الاكتئاب المقاوم للعلاج.. "تغييرات هائلة" بدماغ مريضة بعد تجربة واعدة
جو 24 :
أجرى فريق طبي في ولاية كاليفورنيا تجربة ناجحة لزرع جهاز طبي في دماغ مريضة بالاكتئاب أدت إلى تخفيف الأعراض وقال الباحثون إن النتائج التي حصلوا عليها ستسهم في حل مشكلة مرضى الاكتئاب الذين يعانون من مقاومة المرض لطرق العلاج والأدوية الحالية.
وقام الفريق المذكور بزرع ما يسمى "جهاز تنظيم الدماغ"، الذي يرسل نبضات كهربائية إلى أجزاء معينة، ما تؤدي إلى "التحفيز العميق للدماغ" وقد استخدمت هذه الطريقة في علاج اضطرابات الدماغ الأخرى مثل مرض باركنسون والصرع، لكنها فشلت في علاج حالات الاكتئاب.
وقال موقع "ساينس أليرت" في تقرير حول التجربة إن نحو ثلث المصابين بالاكتئاب لا يستجيبون للعلاج أو يصبحون مقاومين للأدوية.
ومن بين هؤلاء سارة (36 عاما) التي شاركت في تجربة فريق علماء أعصاب في جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو.
وتعاني سارة من اكتئاب شديد ومقاومة للعلاج منذ أن كانت طفلة، وتشعر أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في هذه الحالة لبقية حياتها.
وكان مشروع الفريق هو معرفة ما إذا كان التحفيز العميق للدماغ يمكن أن يخفف من أعراض الاكتئاب.
وفشلت التجارب السابقة التي استخدمت هذه الوسيلة في مناطق محددة من الدماغ، ولذا ابتكر الباحثون توجيه التحفيز بشكل مخصص للمريض، أي في مناطق ظهور الاكتئاب لديه عن طريق تحديد العلامة الحيوية للمرض.
وبعد زرع الجهاز في دماغ سارة وضع الفريق قطبا كهربائيا واحدا منه في منطقة العلامة الحيوية، والثاني في "دائرة الاكتئاب"، وهناك أصدر نبضات كهربائية لمدة ست ثوان.
وبعد التجربة، شعرت سارة "بتغييرات هائلة"، فقد انخفض الاكتئاب لديها في الأشهر الأولى وهو ما كان "مفاجئا" لها، كما استمر هذا الانخفاض على عكس توقعاتها.
وقالت المؤلفة الرئيسية للبحث، الطبيبة النفسية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، كاثرين سكانغوس: "أظهرت فعالية هذا العلاج أننا لم نحدد فقط دائرة الدماغ والعلامة الحيوية الصحيحة، بل تمكنا أيضا من تكرارها في مرحلة مختلفة تماما".
ويقوم الفريق بتسجيل المزيد من المرضى لدراسة ما إذا كان بإمكانهم العثور على علامات اكتئاب أكثر تخصيصا وتزويدهم بالجهاز.
وقالت سكانغوس: "نحتاج إلى النظر في كيفية اختلاف هذه الدوائر عبر المرضى وتكرار هذا العمل عدة مرات، ومعرفة ما إذا كانت المؤشرات الحيوية للفرد أو دائرة الدماغ تتغير بمرور الوقت مع استمرار العلاج".
الحرة