مستشفى الجامعة الأردنية يُشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسيّة
جو 24 :
يُشارك مستشفى الجامعة الأردنية العالم، اليوم الأحد، الاحتفال باليوم العالمي للصحّة النفسيّة، ويهدف هذا اليوم الذي يأتي هذا العام تحت شعار "الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً"، إلى زيادة الوعي حول قضايا الصحة النفسيّة والعقليّة في جميع أنحاء العالم والتعريف بمخاطر التوتر النّفسيّ وعلاقته بالأمراض الأخرى وحشد الجهود لدعم الصحة النفسية والعقليّة.
وفي هذا السياق، أكّد استشاري الأمراض النفسية في المستشفى الدكتور رضوان بني مصطفى على أن الصحة العامة للإنسان لا تقتصر على غياب المرض وإنّما تشمل التمتّع برفاه نفسي واجتماعي وعاطفي وروحي، وفي غياب أحد هذه الأمور تبقى الصحة منقوصة لاسيما وأن الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية تكون نفسيّة المنشأ غالباً ما تظهر على شكل أعراض جسميّة، مُضيفاً بأنّ أهم مؤشرات سلامة الصحة النفسية المُتّفق عليها عالميّاً تكمُن في رضا الإنسان عن نفسه وعمله وحياته.
وأشار بني مصطفى، إلى أنّ تعزيز ودعم الصحة النفسية يُعدُّ مسؤوليّة مُشتركة تقعُ على عاتق الفرد والمجتمع، تقوم على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف عيش صحيّة وبيئات مناسبة لدعمها وتمكين الأفراد من اعتماد أنماط حياة صحية والحفاظ عليها، بما في ذلك توفير التعليم والعمل والعدالة والنقل والبيئة والإسكان والرعاية الاجتماعية وكذلك قطاع الصحة.
وحول أثر جائحة فايروس كوفيد-19 على الصحة النفسيّة، قال بني مصطفى، بأن الجائحة كان لها كبير الأثر على الصحة النفسية من عدّة نواحي أهمها الوضع الاقتصادي الذي تأثر بفعل الإغلاقات الأمر الذي أدى إلى حدوث ضغوط نفسية لاسيما على عاملي المياومات أو أصحاب المصالح الخاصة، بالإضافة إلى حالة الإرباك والخوف والتوتر الذي ساد بسبب كثرة الأخبار وقلّة المعلومات العلميّة المُتعلقة بالفايروس وأعداد المصابين والوفيات حول العالم، علاوةً على الشعور بالعزلة الإجبارية وتقييد حرية الحركة والتنقُّل، كل ذلك ساهم بشكل أو بآخر بخلق نوع من عدم الارتياح والقلق والضغط وزيادة الاضطرابات النفسيّة على اختلافها.
وفيما يخُص عّزوف الناس عن مراجعة العيادات النّفسيّة، بيّن بني مُصطفى، بأنّه وعلى الرغم من أنّ الاضطرابات النفسيّة شائعة جداً وأنّ ما نسبته (1 من كل 5) أشخاص أثناء حياتهم قد يتعرّضون لمشاكل نفسيّة تستوجب مُراجعة الطبيب النفسي والتدخُّل المهني، إلا أنّ الكثيرين يجدون ذلك وصمة عار، وهنا تأتي أهمية زيادة الوعي بضرورة مراجعة العيادات النفسية لاسيما وأن عبء الصحّة النفسيّة على صحّة المُجتمع يُشكّل ما نسبته (23%) مُقارنةً بالعبء الذي يفرضه مرض السكري والذي يُقدّر بحوالي (4%)، مؤكّداً على أنّ جميع الاضطرابات النفسيّة على اختلافها يُمكن علاجها سواءاً بالكلام والحديث أو بواسطة العلاجات الطبية الموصوفة والتي أثبتت مأمونيّتها وعدم وجود أيّة أعراض جانبيّة لها.
ووجّه بني مصطفى، نصيحة إلى جميع من يشعُر بتكرار أي نوع من الإضطربات النفسيّة على اختلافها، بشكل يؤثّر على سير الحياة الطبيعيّة، ضرورة مُراجعة العيادات النفسيّة قبل تفاقُم الحالة وتطوّرها والوصول إلى مرحلة الاكتئاب التي قد تؤدّي إلى الانتحار.