"الحقيقة أسوأ بكثير".. حالات كورونا تتصاعد في روسيا
سجلت روسيا أرقاما قياسية في حالات الإصابات والوفيات بمرض كوفيد-19 في الآونة الأخيرة، حيث يقول خبراء مستقلون إن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير من التي تعلنها الحكومة.
وقالت وكالة فرانس برس إن الوفيات بكورونا في روسيا تجاوزت ألف حالة وفاة على مدار 24 ساعة للمرة الأولى منذ ظهور وباء فيروس كورونا، بعد أن أوردت حصيلة حكومية رسمية 1002 حالة وفاة و33208 إصابات جديدة يوم الجمعة الماضية.
وعلى الرغم من الأرقام الرسمية التي تشير إلى زيادة الأعداد وإقرار المسؤولين بانخفاض نسبة التطعيم، إلا أن خبراء ديموغرافيين مستقلين ومحللي بيانات يشككون في الأرقام الرسمية ويعتقدون أن "الحقيقة أسوأ بكثير"، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
ويقول تقرير الصحيفة إن الكشف عن الأرقام الحقيقية قوبل بإجراءات انتقامية من قبل الحكومة الروسية، فقد تم فصل ثلاثة باحثين كبار على الأقل أو استقالوا من مناصبهم في الحكومة أو في الجامعات الحكومية وسط ضغوط من رؤسائهم.
أحد هؤلاء هو الخبير الديموغرافي المستقل، أليكسي راكشا، الذي فصل من منصبه في وكالة الإحصاء الرسمية (روستات) العام الماضي، لأنه تحدى الأرقام المعلنة من قبل الدولة.
وفي حين تشير الأرقام الرسمية إلى أن أعداد الوفيات المرتبطة بالوباء بلغ 221313 حالة حتى منتصف أكتوبر، يرى هذا الخبير أن معدل الوفيات الزائد (عدد الوفيات المباشرة وغير المباشرة) هو حوالي 750 ألفا، وأن معدل الوفيات اليومي الحقيقي هو أكثر من 2000 حالة في المتوسط .
وتستبعد الإحصاءات الرسمية الروسية العديد من وفيات المرضى بفيروس كورونا المستجد حيث يرى الأطباء أن هناك أسبابا رئيسة أخرى مثل قصور القلب، وفق واشنطن بوست.
ويعتقد راكشا أن الإحصاءات غير الدقيقة تركت المجال لمروجي نظريات المؤامرة والداعية المناهضة للقاحات لتنتشر.
"تسوية المنحنى يدويا"
يعتقد راكشا أن المسؤولين الإقليمين يقومون بـ"تسوية المنحنى" حيث يقومون بتحديد الأعداد بأنفسهم التي تشير إلى تراجع عدد الحالات.
هذا الأمر أيضا أكدته تاتيانا ميخائيلوفا، الخبيرة الاقتصادية وخبيرة تحليل البيانات، التي كشفت نمطا في تقارير العديد من المناطق الروسية عن الحالات اليومية، فقد وجدت أنه عندما ترتفع الأرقام في المدن الرئيسة في إقليم معين في يوم معين، فإنها تنخفض في باقي مناطق الإقليم، أي أن المدينة الرئيسة والمنطقة الأوسع يتناوبان أعداد الحالات.
ويورد تقرير الصحيفة خبيرا آخر هو أليكسي كوبريانوف، المحلل وعالم الأحياء المستقل الذي طرد من كلية سانت بطرسبرغ للمدرسة العليا للاقتصاد في سبتمبر 2020. يقول كوبريانوف إن "البيانات الخاصة بروسيا غير موثوقة على الإطلاق".
وتشير الأرقام الرسمية في روسيا إلى تلقيح 43 مليون روسي بالكامل بحلول 14 أكتوبر، وهذا يعني أن حوالي 30 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 144 مليون نسمة قد تلقوا تطعيمات، وهو من أقل معدلات التطعيم في العالم.
وأقر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، مؤخرا، بأن معدلات الوفيات كانت مرتفعة بسبب "انخفاض مستوى التطعيم بشكل غير مقبول".
ووصف دينيس بروتسينكو، وهو رئيس مستشفى كبير في موسكو موالي للكرملين، الوضع بأنه "يقترب من الحرج".
الحرة
تابعو الأردن 24 على 
