مكفوفون محرومون في المدارس من حقهم في تعلم "برايل"
جو 24 :
هدى الحنايفه - علي، طفل مكفوف، على أعتاب الإنتقال من أكاديمية الملك عبدالله للمكفوفين إلى مدرسة دامجة. كان من المفترض أن ينتقل إليها متقناً للغة "برايل". لكن علي لم يتعلمها بالأصل، رغم نصوص القانون التي تؤكد على حقه بذلك. والدته تعلق مستنكرة: "لما إبني بكرا يستلم كتب برايل من المدرسة، ما رح يستفيد منهم".
المادة 19 من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
أ- تحقيق الحد الأعلى للمستوى الأكاديمي للطلبة ذوي الإعاقة بما يكفل وصولهم إلى مراحل تعليم أعلى.
ب- توفير الحد الأعلى من البيئة التعليمية الدامجة للطلبة ذوي الإعاقة.
ج- تطبيق الأساليب التربوية الحديثة في المؤسسات التعليمية، بما في ذلك برامج التربية الخاصة للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية والطلبة ذوي الإعاقات المتعددة، على أن تكون غاية تلك البرامج تحقيق الدمج، وتنمية قدراتهم الأكاديمية والاجتماعية، وتعزيز استقلالهم الفردي إلى الحد الممكن.
د- تحقيق الاستخدام الأمثل للترتيبات التيسيرية المعقولة والأشكال الميسرة، بما في ذلك الوسائل التعليمية المهيأة وطرق التواصل الفعال والعلاج الوظيفي.
هـ وضع أليات لتقييم المعايير وأساليب متابعة تطبيقها وطرق تحديثها بما يضمن استمرار فاعليتها وتطورها.
يبدأ المكفوفون تعلم لغة برايل في عمر الأربع سنوات في روضة الضياء التابعة لوزارة التربية والتعليم، وينتقلون منها إلى الصفوف العليا لأكاديمية الملك عبدالله للمكفوفين، وهنا تقل فرصهم بتعلم اللغة لوجود 54 معلما ومعلمة، فقط، لخدمة 300 طالب وطالبة.
مديرة الأكاديمية، تماضر القادري، التي استلمت مهامها هذا العام، تؤكد أن عدد المعلمين غير كاف لتعليم كل هؤلاء الطلاب لغة برايل، وخصوصا ان هذه العملية تحتاج لتخصيص وقت فردي لكل طالب أو طالبة على حدة، ولحصة كاملة من أجل تدريب طالب واحد، وهذا يشتت المعلم.
تقول: "المشكلة أنه لا يوجد ضمن أسس النجاح والرسوب المعتمدة من وزارة التربية حصص إلزامية لتعليم طريقة برايل، وما يقوم به المعلمون في هذا السياق لا يعدو كونه عملا تطوعيا".
عدد طلبة الأكاديمية 300 طالب وطالبة
المكفوفون 153: 90 ذكور و63 اناث.
ضعاف البصر 145: 83 ذكور و62 اناث.
54 معلم ومعلمة من المكفوفين كل المعلمين يتقنون طريقة برايل
المصدر: برنامج الطلبة المعوقين بوزارة التربية والتعليم
هذه المعضلة أجبرت أم علي على البحث عن معلم خاص للغة، تدفع له 15 دينار لقاء أربعة حصص بالشهر، تقول ابنها الآن في الصف السادس. تأثرت نفسيته سلبا لأنه لم يستطع مجاراة أقرانه في التحصيل الدراسي، لذلك لم يكن أمامها سوى الاستعانة بمدرس خاص
في المملكة مراكز خيرية توفر تعليما مجانيا للغة برايل لمن هم فوق ال15 عاما من الطلبة المكفوفين، في حين أن الطلبة المكفوفين يحق لهم الإنتقال للمدارس الحكومية في عمر الثانية عشرة، والتي استقبلت حتى الآن 1194 طالبا وطالبة منهم
المعنيون بذوي الإعاقة البصرية في المملكة
9 جمعيات خيرية
نادي الشعلة للمكفوفين
روضة الضياء في عمّان
المدرسة الأسقفية في إربد مقابل 1000 دينار سنوياً
في أكاديمية الملك عبدالله للمكفوفين اقتربت من مها (في الصف الخامس) ابنة العشر سنوات، بينما كانت منشغلة بالضغط على أزرار آلتها الخاصة ببرايل، فاجأتني بالقول" أحب أتعلم مثل صاحباتي طريقة برايل، بس المس(المعلمة) تأخذ صاحباتي وأنا لا".
توضح لنا جدتها ما أرادت قوله بأن الأساتذة يعلّمون طلبة ويتركون آخرين لضيق الوقت، بحسب ما أخبروها
مساعد الأمين العام للشؤون الفنية للمجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة غدير الحارس تقول :" كلما كان تعلم الطالب للغة برايل مبكرا كان ذلك أفضل، ففي جمعية الضياء يبدأ تعليم الطلاب اللغة في مرحلة رياض الأطفال، وهو ما يسمح بتنمية مهاراتهم الأساسية". لذلك دعم المجلس تعليم 40 طالبا في روضة الضياء بتكلفة بلغت 24 ألف دينار للعام الدراسي 2020-2021م.
وتؤكد الحارس أن المجلس لم تصله أية شكاوى بخصوص عدم تلقي الطلاب هذه النوعية من التعليم في مدارسهم.
الأهالي الذين قابلناهم يؤكدون علم الإدارات السابقة للأكاديمية بهذه المشكلة، ولكنهم يترددون في إيصال الشكوى للمجلس الأعلى، ويفضلون استخدام أسماء مستعارة لضمان عدم تضرر أبنائهم أو التمييز ضدهم.
يتقاسم الإشراف على الطلبة المكفوفين كل من وزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبسؤال الدكتور محمد الرحامنة مدير برامج الطلبة المعوقين بوزارة التربية والتعليم حول هذه المشكلة اكتفى برد مختصر مفاده أنه " يتم تحويل المناهج التعليمية جميعها للغة برايل، وإرسالها للمدارس المعنية بالطلبة المكفوفين".
مديرة "إدارة الأشخاص الأكثر حاجة للحماية" في المركز الوطني لحقوق الإنسان بثينة فريحات، تقول" من مطالب المركز أن يتم دمج جميع الطلبة ذوي الإعاقة البصرية في المدارس الحكومية، وذلك بتوفير المناهج والأدوات المناسبة وكادر وظيفي مدرب للتعامل معهم". وترى فريحات أن هذا المطلب مبني على تكافؤ الفرص الذي نص عليه الدستور الأردني وهو ضمن الخطة العشرية لهذا العام.
ويبقى علي وزملاؤه معلقين بأمل نجاح هذه الخطة العشرية وتخصيص حصص لتعلم لغة برايل في المدارس الحكومية، ذلك أن "الأكاديمية" هي الوحيدة في المملكة المتخصصة في تعليم هذه اللغة بالمجان.
تابعو الأردن 24 على 
