jo24_banner
jo24_banner

من جديد... لماذا تستفزوننا؟

نايف المصاروة
جو 24 :

الإستفزاز هو القيام بعمل او سلوك أو تحريض يدفع أو يؤدي إلى الغضب واﻹضطراب واﻹزعاج واﻹثارة .
وفي احيان كثيرة يشكل اﻹستفزاز عاملا وسببا مهما ،بين الجاني والمجني عليه، عندما يقوم المجني عليه بدوره السلبي بإستفزاز الجاني مما يدفعه من حيث لا يشعر لارتكاب فعل او جرم معين.
بعض فقهاء القانون أوردوا عدة تعاريف للإستفزاز، من بينها انه "كل موقف جارح يتخذه المجني عليه بقصد إثارة غضب الجاني”.”
ومنه الاستفزاز الشديد” الذي يعني تسبيب الغضب الشديد الذي يمنع من كمال التثبت والتروي ويخرج عن حال الإعتدال.
قد يكون الاستفزاز الذي يقع بين الافراد او الدول امر طبيعيا، لكن ان تقوم هيئة أو مؤسسة رسمية أو حكومة بسماها الإعتباري بإستفزاز شعبها فذلك لا يحصل الا في عالمنا العربي.

اعتقد أن أي جهة ذات قرار او حكومة في العالم تحترم نفسها وشعبها و عقيدتها وتاريخها،يجب تكون إلى جانب الحق والقانون ، وإلى جانب رأي الأغلبية إن كان يوافق القانون والعرف السائد .
بعد الدخول في مرحلة التعافي من الحالة الوبائية،
وبحجة تشجيع السياحة الداخلية، تم إقامة مهرجان جرش الثقافي، في استفزاز صارخ لرأي الأغلبية، وما نتج عن ذلك من التجمعات الصادمة التي ظهرت في بعض الساحات والامكنة.
ورغم إرتفاع وتيرة المعدل اليومي للإصابات بفيروس كورونا ، وبالرغم من تحذير لجنة الأوبئة، تكرر الإستفزاز بالسماح بإقامة عدد من الحفلات الغنائية في العقبة مؤخرا والتي كانت إحداها يوم الجمعة الماضي ، وما شوهد خلالها من إنتهاك صارخ لقانون الدفاع.

وتطالعنا بعض الاخبار بأن هناك أربع حفلات معلنة خلال الفترة المقبلة ستتم إقامتها في مناطق مختلفة من المملكة ، والسؤال ما مصير البلاغ الحكومي رقم 46 وأوامر الدفاع؟
والسؤال الذي يراودني وبات يتكرر وبإستهجان، انه في حالة تم ضبط شخص مخالف لقانون الدفاع، داخل محل تجاري او في واسطة ركوب، كيف ستقنع الحكومة مالك ذلك المحل التجاري او سائق واسطة الركوب ، أن المخالفة التي تم ضبطها، مختلفة عما تم مشاهدته خلال تلك الحفلات!
مع أن مظاهر عدم إنعدام الإلتزام بالإشتراطات الصحية، قد ظهر جليا وبكل وضوح في حفلة العقبة مؤخرا، ولم تقم الحكومة بواجبها بالمنع والمخالفة!

وكيف سيكون شكل المنحنى الوبائي في قادم الأيام، وقد بدأت ملامحه تتضح من خلال الإرتفاع المتكرر، ومن سيتحمل المسؤولية ؟
ومتى سيتحمل النواب مسؤولياتهم الدستورية في المراقبة والمحاسبة؟

ومن صور الإستفزاز، ان أصدرت الحكومة مؤخرا قرارا آخر أشد إستفزازا ، يفيد بمنع فعالية الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والذي كان سينظمها حزب جبهة العمل الإسلامي على المدرج الروماني، والحجة '' أن الاحتفالات بهذه المناسبة قد جرت بصورها الرسمية والشعبية في المساجد والأماكن التي أعتاد الأردنيون على إقامتها عبر الزمن.
والسؤال الذي كررته ،بعد ان تم السماح بإقامة مهرجان جرش، لماذا إذا سمح بتكرار الحفلات الغنائية بعد انتهاءه؟
ولماذا إذا يمنع تكرار الإحتفال بذكرى المولد النبوي!
اليست هذه مثل تلك؟
ومن صور الإستفزاز الحكومي للأغلبية، قول وزير الدّولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة ، عبر برنامج "صوت المملكة"،مساء يوم الخميس الماضي'' ونأكيده على استمرار إقامة الحفلات الفنية في الأردن، وقوله... على ان التباعد داخل المساجد باق وضروري، وقد برر الابقاء على التباعد في المساجد، في ظل السماح بالحفلات بأعداد كبيرة، بأنه لا يوجد احد يدقق على تلقي اللقاحات على ابواب المساجد، ولذلك التباعد ضروري ولأنه لا يوجد ضمانات أن الجميع متلق للمطاعيم".
وهنا أسال.. هل قامت الحكومة بالتدقيق على كل من حضر تلك الحفلات وبأن كل منهم قد تلقى المطعوم أو يحمل فحص بي سي آر سلبي ؟
وهل لديها اية كشوفات باسماء الأشخاص الذين حضروا لتلك الحفلات؟

ومن صور الإستفزاز الحكومي للعامة، أن أصدر وزير الأوقاف يوم الخميس الماضي ، تعميما يتضمن منع المشرفات على تعليم القرآن الكريم في مساجد الوزارة من العمل بمراكز وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم .
وجاء في التعميم '' انه في حال قيام أية مشرفة بذلك وقت عملها فإنه يلغى تكليفها من العمل بالوزارة ويوقف راتبها'' .
السؤال اين هذا القرار من قول الله تعالى '' وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴿٢﴾المائدة.
ولماذا وفي هذا الوقت صدر ذلك التعميم؟

ما يجري من تكرار للإستفزازات، هو اختبار وامتحان ﻹرادة العامة،وقياس لمدى قبولهم لمثل هذه القرارات ، لبيان مدى رفضهم لها أو رضاهم عنها ،تمهيدا لقبولها وغيرها تدريجيا؟

أبشر كل المرجفين،من مسؤولي الصدفة،وجماعة” حكلي ت أحكلك”أن في اﻷردن أحرارا وشرفاء ،لن يساوموا على سلامتهم وكرامتهم،ولن يقبلوا الدنية على أنفسهم، وعلى سمعة وطنهم، وهم بطبعهم يرفضون مثل هذه الإستفزازات، وأنى كان من تصدر عنه، فقد قيل ، واتق غضب الحليم،،.
وأن الحكومة إن لم تكف او تتوقف عن كل الإستفزازات، كتلك السلوكيات التي ذكرتها او تكرار رفع اسعار الكهرباء بالرغم من الإعلان عن تصديرها الى بعض دول الجوار، ورفع اسعار الكثير من السلع والمواد التموينية الأساسية، والرفع المتكرر لأسعار المشتقات النفطية ،فهي من حيث لا تدري تدعو المجتمع المنضبط كله ، للرد على هذه السلوكيات المستفزة ،كل على طريقته،”وبعدين رقعوها’.

ختاما... أذكر كل صاحب ولاية،بأنك مسؤول في الدنيا ،وإن غاب عنك الرقيب او ضعفت رقابته،او اختل ميزان الحياء والخوف من الله عندك أو عنده.
ولكن وبكل التأكيد بأنك ستسأل بيدي يدي الملك الجبار ،يوم تكشف السرائر ، وتتطاير الصحف،وتضع الموازين القسط للناس .
ما يجري من تكرار للحفلات، في ظل ارتفاع اعداد الإصابات، هو استفزاز ممنهج للناس،وإخراجهم عن طورهم ،ودفعهم الى سلوكيات لا نريدها.
حسبنا الله ونعم الوكيل..
تابعو الأردن 24 على google news