الحكومة: مقياس نجاح الاستثمارات لا يقتصر على المكاسب المالية

أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، اليوم الأحد، أنّ الأردن حقق إنجازات في تبنّي أطر شراكات بين القطاعين العام والخاص للتعامل مع التغير المناخي.

وأضاف خلال رعايته، اليوم، في جامعة البلقاء التطبيقية، احتفالا بمناسبة الذكرى 76 لإنشاء الأمم المتحدة، أن "تهديد التغير المناخي ليس مشكلة تواجه دولة أو منطقة بعينها لهذا فإن مسؤوليتنا المشتركة كما أكدها الملك هي أن نعمل معاً لتبقى الأرض وطناً مستداما ونابضاً بالحياة للجميع".

ولفت إلى أن مقياس نجاح الاستثمارات يجب ألا يقتصر على المكاسب المالية فحسب بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأثر البيئي والاستدامة، مشيرا إلى أن الأردن من الدول التي وقعت على اتفاقيات بيئية دولية محورية.

ونقل كريشان خلال الاحتفال، الذي نظم تحت عنوان "عرض السياسات الوطنية المرتبطة بالتغير المناخي" وحضره عدد من السفراء ومحافظ البلقاء الدكتور فراس أبو قاعود، تهنئة الحكومة الأردنية إلى هيئة الأمم المتحدة ومنسقها المقيم في الأردن بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لإنشائها.

وبين أن هذا الاحتفال يظهر الشراكة الحقيقية بين جامعة البلقاء التطبيقية ومكتب الأمم المتحدة في الأردن وبتنسيق مُتقن ومهني مع وزارات: البيئة والزراعة والسياحة والآثار لوضع خطة طموحة لحماية مستقبل الأجيال المقبلة، مؤكدا أنه يعزز مبدأ التشاركية بين جميع الجهات المعنية في التعامل مع القضايا البيئية والتغير المناخي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، إلى التعاون والتضامن لمواجهة التحديات الكبرى والنهوض بأهداف التنمية المستدامة لضمان حصول الجميع على لقاحات فيروس كورونا المستجد عاجلا وليس آجلا.

وأكد في رسالة مصورة، أهمية السعي إلى وضع حد للنزاعات التي تمزق العالم من خلال التعهد بالتزامات مناخية جريئة لإنقاذ الكوكب، وبناء حوكمة عالمية تتسم بقدر أكبر من الشمول والترابط والفعالية.

وقال أمين وزارة المياه والري جهاد المحاميد، بدوره، إن الوزارة تعد حاليا، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي( Giz)، نموذجا هيدرولوجيا على مستوى الأردن يتضمن نموذجا لتأثير التغير المناخي على الأردن من أجل تحديد كميات الانخفاض في وفرة مصادر المياه بشكل أفضل.

وأضاف أنه بناء على تلك النتائج ستدمج التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي على موارد المياه في الخطط الاستثمارية لقطاع المياه وعمليات التخطيط للمشاريع إلى جانب التنسيق مع القطاعات الأخرى حول طرق الاستجابة للتحديات المستقبلية كتخصيص كميات المياه للزراعة، والحماية من الفيضانات.

وأشار أمين عام وزاره البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، إلى أن الاحتفال بالذكرى 76 لإنشاء الأمم المتحدة وعرض السياسات الوطنية المرتبطة بظاهرة التغير المناخي تأتي للتأكيد على مدى "ايماننا بضرورة التعاون والعمل الجماعي المشترك مع جميع الشركاء والمعنيين والداعمين على المستوى المحلي والدولي لمزيد من الإنجاز والعطاء نحو بيئة صحية آمنة".

وقال رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عبد الله الزعبي، إن الجامعة تلتقط الإشارات الملكية وتتابع ما يدور على الساحة العالمية لذلك وضعت في خططها آلية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتمثلة في: النمو الاقتصادي، والمشاركة المجتمعية، والمحافظة على البيئةوأضاف أنه نتيجة لمساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حققت الجامعة المرتبة الأولى محليا وحلت في الفئة (201- 300)عالميا، كما أن اهتمامها في زيادة الرقعة الخضراء في حرمها جعلها تحقق المرتبة الأولى محليا و72 عالميا حسب تصنيف "المقياس الأخضر" (green metrics) المعني بوضع سياسات صديقة بالبيئة.

وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن آندرس بيدرسن أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم سياسات واستراتيجيات العمل المناخي في المملكة، مضيفا أن الأمم تتعاون بشكل فعال لدعم وزارة البيئة لدفع العمل المناخي في المملكة. وبين أن هذه الروح التعاونية أدت إلى تطوير السياسة الوطنية لتغير المناخ للأعوام 2021 - 2050 تحت قيادة برنامج "الأمم المتحدة الإنمائي" وبمساهمة قيمة من "اليونيسف"، وبرامج "الأغذية العالمي"، و"الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" (الموئل)،و"الأمم المتحدة للبيئة".

وبين مدير سياحة محافظة البلقاء المهندس أيمن أبو جلمة، أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة تستند على مراعاة الشروط البيئية مستشهدا بمشاريع جرى تنفيذها في محافظات المملكة واستهدفت المتنزهات والأودية ومشاريع توليد الطاقة الكهربائية.

وقال مدير زراعة محافظة البلقاء المهندس قيس أبو عميرة، إن الأردن يواجه تغيرات مناخية قاسية تؤثر على الإنتاج الزراعي متوقعا أن تشتد وطأة هذه التحديات في السنوات المقبلة ما قد يشكل ضغطا كبيرا على الأمن الغذائي وسبل كسب الرزق بالنسبة للفقراء.