2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

بعد إلغاء التعرف على الوجوه.. كيف ستتأثر خطط "ميتا" المستقبلية؟

بعد إلغاء التعرف على الوجوه.. كيف ستتأثر خطط ميتا المستقبلية؟
جو 24 :


فاجأت شركة "ميتا"، فيسبوك سابقاً، العالم بقرارات جذرية تتعلق بالخصوصية، لطالما طالب بها المتخصصون في العناية بالأمن المعلوماتي للمستخدمين وخصوصية بياناتهم، وذلك بعد إعلان مديرها التنفيذي، مارك زوكربيرج، تحول اتجاه الشركة من التركيز على المنصات الاجتماعية إلى عالم الميتافيرس الافتراضي الواسع.

بدأ الأمر بإعلان "ميتا"، خلال فعاليات مؤتمرها السنوي Facebook Connect 2021، إسقاط شرط تسجيل الدخول بحساب فيسبوك لامتلاك وتشغيل نظارات أوكيلوس الذكية للواقع الافتراضي، وهو شرط وضعته الشركة في أكتوبر 2020، جعل جميع المستخدمين الجدد لنظارات Oculus Quest 2 مضطرين لتسجيل الدخول لنظاراتهم عبر حساباتهم على فيسبوك. 

وأثار ذلك حفيظة خبراء الخصوصية والمستخدمين على حد سواء، لأنه يفتح مجال واسع للشركة لاستهداف المستخدمين داخل عالم الـ VR، بإعلانات موجهة على أساس تفضيلاتهم على فيسبوك.

لقطة من استعراض مارك زوكربرج، مدير شركة "ميتا" بعض ملامح عالم "ميتافيرس" الجديد - META
لقطة من استعراض مارك زوكربرج، مدير شركة "ميتا" بعض ملامح عالم "ميتافيرس" الجديد - META
وكان القرار الثاني هو العمل بـ"تقنية التعرف على الوجوه" Face Recognition، والتي اعتمد عليها فيسبوك لسنوات في تقديم العديد من الخدمات، مثل اقتراح الإشارة لأصحاب الوجوه في الصور، وكذلك تنبيه من يظهرون بالصور إلى نشرها على الشبكة الاجتماعية، إضافة إلى استخدام التقنية في توثيق حسابات المستخدمين، كما قررت "ميتا" حذف مليار بصمة من بصمات الوجوه المخزنة لديها نهائياً.

زائر يلتقط صورة من جواله مستخدماً تقنية للتعرف على الوجوه في المعرض الصيني الدولي للأمن والسلامة في المركز الدولي للمعارض ببكين 28 أكتوبر 2018 - AFP
زائر يلتقط صورة من جواله مستخدماً تقنية للتعرف على الوجوه في المعرض الصيني الدولي للأمن والسلامة في المركز الدولي للمعارض ببكين 28 أكتوبر 2018 - AFP
نوايا "ميتا"
وفي الوقت الذي جذبت "ميتا" الأنظار إليها عبر قراراتها الجديدة، التي تحاول عبرها إبداء تغير في سياساتها نحو الخصوصية، إلا أن هناك بعض العلامات التي توضح أن تلك القرارات تنطوي على "نوايا خفية"، لأن البيان الرسمي لـ"ميتا" بشأن إلغاء العمل بميزة Face Recognition، لم ينف أهمية التقنية، ولكنها أوضحت استماعها لتخوفات المستخدمين منها.

ولكن في نفس الوقت تركت "ميتا" الباب مفتوحاً لإمكانية استخدام التقنية مرة أخرى مستقبلاً، ولكن مع تعديلات في آليات تطبيقاتها، لتضمن سلامة وخصوصية المستخدمين بشكل أفضل، مثل الاعتماد على أنظمة التعرف على الوجوه العاملة على هواتف المستخدمين بشكل مباشر، بحيث لا تغادر بصمة الوجه هاتف المستخدم، وفي نفس الوقت يمكن لفيسبوك تقديم المزيد من المزايا المعتمدة على تلك التقنية.


ينعكس ذلك على اتجاه "ميتا" إلى عالم "الميتافيرس"، والذي يعتمد في المقام الأول على مشاركة وتفاعل المستخدمين في صورة شخصيات افتراضية متعددة الأشكال، ومنها استخدام "أفاتار Avatar" يحمل وجوههم الحقيقية وكذلك دخولهم في صورة هولوجرام، وفي الحالتين بالتأكيد سيكون من شأن "ميتا" جمع بيانات حول هيئاتهم.

قد يتضمن جمع البيانات بصمات الوجوه، وفي هذه الحالة سيكون الأمر متعلقاً بأمور مثل تنظيم تفضيلات المستخدمين بشأن من يرغبون في مقابلتهم داخل العالم الافتراضي التفاعلي، بحيث يمكن لأنظمة "ميتا" حجب ظهور شخصيات بعينها لا يرغب المستخدم في مقابلتها.

كما سيمكن للشركة الاعتماد على بصمة وجوه المستخدمين، للنفاذ إلى حساباتهم في عالم "الميتافيرس" خلال ارتدائهم للنظارات الذكية، دون الحاجة إلى إدخال كلمات المرور التقليدية، وبالتالي عندها أيضاً ستحتاج "ميتا" إلى تخزين ومعالجة بصمات وجوه المستخدمين.

حسابات العمل
أما قرار اشتراط استخدام حساب فيسبوك لتسجيل الدخول إلى نظارات أوكيلوس كويست، والتي ستحمل اسم Meta Quest بداية من العام المقبل، فإن زوكربيرج وأندرو بوزورث، المدير التقني لـ"ميتا"، يريان أنه لا يجب أن يكون شرطاً لاستخدام نظارات الشركة الذكية، ولكن يمكن للمستخدم عندما يتفاعل داخل عالم الميتافيرس، لأغراض متعلقة بالعمل أن يقوم باستخدام "حسابات للعمل Work Accounts".


وتلك الحسابات هي ميزة ستصل بداية من العام المقبل إلى عالم Horizon الافتراضي التفاعلي، وبالتالي سيكون هناك حسابات عمل مرتبطة بها معلومات استخدام "هوريزون"، ويمكن عندها كذلك استهداف المستخدم بإعلانات على أساسها.

وعلى الرغم من قرارات "ميتا"، الساعية لتبييض سجلات الشركة السابقة من سقطاتها المتكررة على مدى سنوات طويلة، إلا أن الشركة لن تتمكن من إنكار ما يردده المستخدمين والخبراء، بأن هناك خططاً ونوايا خفية لديها، بشأن استخدام المزيد من بيانات المستخدمين لخدمة أرباحها والتي تعتمد نسبة 98% منها على الإعلانات الموجهة.

ولكن إلى أي مدى سيمكن لشركة زوكربيرج أن تحافظ على التوازن، بين خصوصية المستخدمين ورضا الخبراء والمشرعين عن ممارساتها، وبين نهمها الشره نحو الأرباح، وستتضح إجابة هذا السؤال خلال الأشهر المقبلة، مع بدء دخول قرارات الشركة الجديدة حيز التنفيذ، وكذلك مع السنوات المقبلة وانتقال المستخدمين لعالم الميتافيرس.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير