ذكرى وفاة شفيق ارشيدات الجمعة
جو 24 :
جمال العلوي -
تصادف يوم غد الجمعة، ذكرى وفاة المحامي شفيق إرشيدات نقيب المحامين الأردنيين في زمن جميل و عضو في مجلس النواب الاردني لعدة دورات ووزير العدل والمواصلات، ووزير العدل والتربية والتعليم، عضو مجلس الأعيان الأردني الأسبق.
ويعد ارشيدات شخصية وطنية بارزة وأحد رواد الحركة الوطنية الأردنية ومن رجالات الأردن الكبار .
فهو من مؤسسي إتحاد المحامين العرب وأمينه العام حتى وفاته، من مؤسسي حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني والحزب العربي الأردني والجبهة الوطنية والحزب الوطني الإشتراكي وجمعية الصحفيين الأردنيين.
وساهم في تأسيس الحزب الوطني الاشتراكي عام 1954، وفي الحكومة البرلمانية الاولى مع المرحوم سليمان النابلسي.
ونائب رئيس رابطة الحقوقيين الديمقراطيين العالمية حتى وفاته.
وعضو مجلس بلدية إربد ومؤسس نادي اليرموك الثقافي والرياضي كأول نادٍ في إربد جمع شباب المدينة ووحد نشاطاتهم الفكرية والثقافية والرياضية، ومؤسس ورئيس مجلة الميثاق.
رئيس اللجنة القانونية في الجامعة العربية،ورئيس تحرير مجلة الحق الصادرة عن إتحاد المحامين العرب.
صاحب تاريخ مشرف ونظيف عاش حرا ونال محبة الجميع وإحترامهم وتم إشهار فيلم وثائقي يجسد حياته ومسيرته.
صاحب العديد من المؤلفات منها:"فلسطين تاريخاً وعبرة ومصيرا"، "عربستان الجزء العربي المغتصب"و" القضية الفلسطينية والقانون الدولي
عرف أنه شخصية نضالية مثقفة ورافعة وطنية جبارة، صادق القول نقي الضمير، إمتاز برجاحة العقل ورحابة الصدر، نصيرا للمظلومين، صاحب قيم نبيلة ومبدأ عاش حرا محب للجميع.
وقد سجن مع سليمان النابلسي عدة مرات وخصوصا عام 1955 اثر احداث ومظاهرات حلف بغداد.
أصدر شفيق ارشيدات مجلة الحق عن اتحاد المحاميين العرب بالقاهرة، وكان رئيس تحريرها.
شغل شفيق ارشيدات مركز رئيس لجنة الدفاع عن الفدائيين الفلسطينيين في البلاد الأجنبية، ومركز الأمين العام للجنة الدفاع عن الحريات العامة وسيادة القانون في الوطن العربي، واستمر في ذلك حتى عام 1978.
استطاع شفيق ارشيدات ومن خلال المناصب التي تقلدها أن يقيم شبكة علاقات مع عدد من زعماء العالم وخصوصًا ممن يلتقي معهم في الفكر والأهداف تجاه قضايا الأمة وشعوب العالم.
في نهاية العام 1974 اختير شفيق ارشيدات عضواً في مجلس الأعيان الأردني، وفي عام 1976 انتخب رئيساً للجنة التضامن الإفرأسيوية الأردنية، وعضواً في المجلس الرئاسي للصداقة الأردنية السوفياتية.
انتخب شفيق ارشيدات عضواً في مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية، وعضواً في مجلس أمناء الموسوعة الفلسطينية.
ألف شفيق ارشيدات عدة كتب، منها:
-فلسطين تاريخاً وعبرة ومصيراً.
-عربستان الجزء العربي المغتصب.
-العدوان الصهيوني والقانون الدولي.
-المقاومة الفلسطينية وحتى تقرير المصير.
-الحريات والقانون.
وفي التاسع عشر من تشرين الثاني عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين انتقل شفيق ارشيدات إلى الرفيق الأعلى بعد أن أصيب بمرض عضال، عن عمر ناهز الواحد والستين عاماً، قضاها في خدمة وطنه وأمته.
ولقد تطرق الاستاذ الرشيدات في كتبه هذه إلى كثير من أمور الساعة العربية فقد تحث عن الحريات والقانون، وقضايا حقوق الإنسان، وحرياته الأساسية في المجتمعات العربية، ودور السلطة في حماية هذه الحريات، وتطبيق القانون. كما تطرق إلى دور القضاء وبحث في أهمية القضاء المستقل كشرط واجب لقيام مجتمعات حرة تعيش في ظل نظام من الشرعية يستند إلى مبدأ أولوية الحــق.
كما اهتم في عدة من مقالاته وكتبه في القضية العربية الفلسطينية، وتحدث في اكثر من كتاب حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحق السيادة على فلسطين حيث كان يرى دائما ان حق السيادة على فلسطين كان ولا يزال ملكا لسكانها الأصلييـن.
كما بحث في مسائل حول حرية الرأي، وحرية التنظيم والحزبي والنقابي، وحق المعارضة، وأهمية الحياة البرلمانية والديمقراطية.
وفي حديث للراحل حول قضية الشعب مصدر السلطات وتقييم الحياة البرلمانية في الأردن، تحدث الاستاذ الرشيدات إلى صحيفة الرأي الأردنية الصادرة في الأردن عام 1976 فقال: أن البرلمانية والديمقراطية وجهان لقضية واحدة فلا يمكن ان يكون هناك ديمقراطية بلا برلمان، والديمقراطية تعني المشاركة الشعبية في تقرير مصيره وهذه المشاركة حق أساسي، تقرر ضمن مبادئ حقوق الإنسان والشعوب التى أشار إليها فيكثير من كتبه. فإذا كان الإيمان ان الشعب مصدر السلطات فلا بد للتعبير عن هذا المبدأ بالبرلمانات ولا بد لهذه البرلمانات ان تكون وكيلة أمينة عنه في ممارسة هذه المشاركة.
غادر شفيق ارشيدات الحياة وهو العاشق لمبادئه العروبية، والمعلم الذي لم يبخل يوماً بعلمه وجهده لتحقيق أهداف أمته في أن تنال وحدتها وتستعيد مجدها وعزتها.
ورغم مرور سنوات طويلة على رحيل المناضل العربي شفيق ارشيدات ، إلا انه لا يزال في سجل الخالدين من الشخصيات الوطنية التي حفرت اسمها بالنور في تاريخ الوطن، ورحل رحمه الله تعالى مخلصا للوطن والقضية الفلسطينية ولأمته العربية حريصا على خدمة بلده وتقدمه.