مأساة العروس العراقية.. حاولت العبور لخطيبها فغرقت في المانش
جو 24 :
أصبحت مريم نوري، العروس الكردية العراقية التي لقيت حتفها غرقا في مأساة غرق قارب اللاجئين ببحر المانش، عنوانا لآلاف قصص العذاب والقهر والموت التي راح ضحيتها أبرياء هائمون على وجوههم، بحثا عن حياة كريمة وآمنة في الغربة.
مريم المولودة عام 1997 في مدينة سوران، وهي مركز قضاء تابع لمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، كانت على تواصل مستمر مع خطيبها عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي وهي على متن القارب المطاطي، أثناء محاولتها عبور القنال، لدرجة أنها أخبرته أن القارب يكاد يغرق وأنهم ينتظرون النجدة.
وحسب ما سرده خطيبها لوسائل إعلام بريطانية، فإنه كان يتعقب مسار مريم عن طريق نظام تحديد المواقع (جي بي إس)، وعندما غابت إشارتها أدرك بحرقة شديدة أنه قد فقدها، وللأبد.
قضية اللاجئين الذين يحاولون قطع بحر المانش تعود للواجهة
قضية اللاجئين الذين يحاولون قطع بحر المانش تعود للواجهة
حاور موقع "سكاي نيوز عربية" كرمانج، ابن عم العروس الضحية التي جسدت عذاب المهاجرين ومآسيهم حول العالم، فقال: "مع الأسف مريم وهي لا زالت في ريعان شبابها كانت ضمن ضحايا غرق قارب ممر المانش، فبعد أن خطبت لشاب عراقي مقيم في بريطانيا، غادرت نحو أوروبا حيث وصلت لفرنسا كي تعبر عبر بحر المانش وتلتحق بخطيبها، ومع الأسف غرق القارب في عرض البحر".
ويضيف قريب العروسة الغريقة: "جثمان مريم في فرنسا الآن، حيث تعرف عليها يوم الجمعة أحد معارفنا المقيم هناك، وكانت زوجته وتدعى مهاباد هي أيضا من بين الضحايا برفقة مريم في رحلة الموت".
وطلب كرمانج من حكومة إقليم كردستان العراق "العمل على إعادة جثمانها للوطن، فهي التي هاجرت لتبدأ حياة جديدة أفضل ملؤها الأحلام والطموحات، وغامرت في سبيل تحقيقها بحياتها، وخاضت أصعب الطرق حتى وصلت إلى هناك، لكن مع الأسف غرقت على بعد كيلومترات قليلة قبل الوصول إلى البر البريطاني، حيث خطيبها الذي كان بانتظارها".
واستطرد بنبرة حزينة: "مع الأسف دول كبرى كبريطانيا، ورغم تقديم نفسها كنموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تسمح لمن يملك الإقامة فيها باستخراج تأشيرة نظامية لزوجته، مما يضطر الناس في مثل هذه الحالات، كما فعلت ابنتنا مريم، لمحاولة الوصول إليها بطرق خطرة جدا".
وكشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، أن القارب كان يحمل على متنه 34 شخصا، وقد أُنقذ لاجئان وهما في حالة صحية حرجة ويخضعان إلى العلاج في فرنسا، أحدهما عراقي والآخر صومالي، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
ويعد حادث الغرق الذي وقع الأربعاء، الأسوأ من نوعه على مدى السنوات الماضية، مع ارتفاع حالات العبور للمهاجرين غير الشرعيين عبر بحر المانش.