ارتفاع 300% بسعر القهوة التركية.. وأزمة لحوم على الأبواب
جو 24 :
في ظل الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد التركي جراء الانخفاض التاريخي لقيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، ارتفعت أسعار العديد من السلع ارتفاعات جنونية.
فقد ارتفعت أسعار القهوة في تركيا بنسبة 300%، خلال الـ11 شهرا الماضية من 2021. ففي بداية العام الجاري، بيع الكيلوغرام الواحد من البن مقابل 30 ليرة تركية، والآن أصبح يباع بسعر 150 ليرة تركية، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية المعارضة.
وأوضح التجار أنه بالإضافة إلى الزيادة في أسعار الصرف الأجنبي، كانت الظروف الجوية السيئة وتكاليف الشحن من أسباب هذا الارتفاع.
ونقلت الصحيفة عن كوراي أوزكيليتش، الذي يعمل في مجال التوابل في إسكيشهير، قوله إن الزيادة في استهلاك القهوة كانت سببا أيضا في زيادة الأسعار، مشيرا إلى أن سعر الكيلوغرام قد يرتفع إلى 200 ليرة تركية.
وحول مخزن القهوة حاليا في تركيا، قال أوزكيليتش: "تأتي القهوة من دول مثل إندونيسيا والبرازيل. يقال إن أكبر منتجي البن في تركيا يمتلكون 2-3 أشهر من المخزون. من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك، إذا استمرت أسعار الشحن في الارتفاع. في الوقت الحالي تباع القهوة في السوق مؤقتًا مقابل 150 ليرة، لكن إذا سمعت أنها 200 ليرة، فلا تتفاجأ".
تزامنا، وفي نفس السياق، أعلن رئيس اتحاد الجزارين في تركيا، فضلي يالتشينداغ، أن البلاد قد تشهد أزمة لحوم خلال الفترة القادمة.
وحذر يالتشينداغ في تصريحات نقلتها صحيفة "سوزغو"، من أن تركيا ستواجه بالتدريج أزمة لحوم، مشيرًا إلى أسعار اللحوم البيضاء تنافس في الوقت الحالي اللحوم الحمراء.
وأضاف يالتشينداغ بالقول: "في بلدنا، نشتري رأس ماشية من بلد ما، ونشتري علفًا من بلد ما. لإنتاج اللحوم. 70% من خامات العلف يتم استيرادها بالعملة الأجنبية، العلف الذي اشتريناه بـ1 ليرة قبل عامين، ارتفع الآن إلى 3-4 ليرات".
وتابع رئيس اتحاد الجزارين بالقول: "هذا الأمر سينعكس حتماً على أسعار اللحوم، الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن المنتجين لدينا يجب أن يكسبوا أيضًا المال من عملهم، لكن من أجل ضمان أن المواطنين يمكنهم الشراء، والحفاظ عن استدامة الإنتاج" يكون هناك تنازلات.
وتساءل يالتشينداغ قائلا: "في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وارتفاع أسعار كل المواد الغذائية، هل ستبقى أسعار اللحوم صامدة؟".
يأتي ذلك فيما دعا البرلماني التركي المعارض عن "حزب الشعوب الديمقراطي"، جارو بايلان، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لترك السلطة فورا.
وقال بايلان إن أردوغان يجعل البلاد أكثر فقرا كل يوم، وإن القوة الشرائية ستنخفض كل يوم.
وأضاف بايلان: "إنها دعوتي إلى رجب طيب أردوغان والحكومة. اتركوا الحكومة في أسرع وقت ممكن. ليس لديكم فرصة لإيجاد حل. كل يوم تسكب البنزين على النار المشتعلة"، بحسب تعبيره كما نقلت صحيفة "زمان" التركية المعارضة.
تصريحات النائب التركي جاءت بعد يوم من تعيين الرئيس أردوغان، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، نور الدين النبطي وزيرا للخزانة والمالية بعد أن قبل استقالة لطفي إلفان، آخر مسؤول كبير كان يُعد ملتزما بتشديد السياسة النقدية في حكومة تعاني انهيار العملة.
يأتي التعيين، الذي أعلنته الجريدة الرسمية، في أعقاب تهاوي الليرة وهبوطها 27%، الشهر الماضي وحده. وتراجعت العملة التركية لمستويات تاريخية بسبب منحى السياسة الاقتصادية.
ويصر الرئيس التركي على خفض قيمة الفائدة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
يُذكر أن البنك المركزي التركي خفض الخميس الماضي معدل الفائدة مجددا، ليصبح 15%، بينما لا يزال معدل التضخم النقدي مرتفعا ويلامس 20%.