الخيار العسكري في دمشق قد لا تكون له قوة رادعة
جو 24 : يرى خبراء ان تسديد ضربات محدودة بواسطة صواريخ كروز وفق ما قد تكون الولايات المتحدة تخطط له "لمعاقبة" النظام السوري لا يشكل استراتيجية وقد لا يكون لها التأثير الرادع المرجو.
واوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ملامح عملية لا تنتظر سوى الضوء الاخضر من الرئيس لتنفيذها اذ اعلن ان "اسلحة كيميائية استخدمت بالفعل في سوريا" مؤكدا ان "الذين يلجأون الى الاسلحة الاكثر فظاعة بحق السكان .. ينبغي ان يحاسبوا".
وقال مسؤولون اميركيون لوكالة فرانس برس انه في حال اعطاء الموافقة على العملية فسوف تتخذ شكل حملة موضعية محدودة لبضعة ايام من خلال اطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك من اربع مدمرات اميركية تبحر قبالة السواحل السورية.
وقال احد المسؤولين ان هدف العملية ليس تغيير موازين القوى بين مقاتلي المعارضة ونظام دمشق بل "ردع" الرئس بشار الاسد عن اللجوء مجددا الى السلاح الكيميائي و"الحد" من قدرته على القيام بذلك، فيما لخص مسؤول اخر الهدف قائلا ان المطلوب "توجيه رسالة".
لكن لا شيء يدل على ان هذه الرسالة ستصل فعلا الى النظام السوري. وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ مقرا له في واشنطن، ان "الضربات ينبغي ان تكون قوية بما يكفي وان تؤلم السوريين بما يكفي لتثنيهم عن استخدام اسلحتهم الكيميائية مجددا".
وقال كريستوفر هارمر الخبير البحري في معهد الدراسات الحربية ان المدمرات الاربع التي تمت تعبئتها في المتوسط تحمل "حوالى 180 صاروخ توماهوك" مشيرا الى امكانية ان تستخدم ايضا صواريخ الغواصات المنتشرة في شرق المتوسط.
واعتبر ذلك كافيا "للتسبب بتلف موقت" لوسائل تحرك النظام لكن "ليس للقضاء على قدراته العسكرية او اسلحته الكيميائية".
وابدى المحقق قلقه حيال عدم وجود هدف استراتيجي للعملية التي ترتسم معالمها.
وقال هارمر ان "سقوط نظام الاسد هدف. حرمانه من قدرته على استخدام اسلحة كيميائية او نشرها هدف ايضا. معاقبة الاسد على استخدام هذه الاسلحة ليس هدفا".
ورأى روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان مثل هذه العملية بمثل هذا الهدف ستكون "خطأ".
وكتب في مقالة على موقع بوليتيكو ان "ذلك سيؤدي في اقصى الاحوال الى تحديد الوسائل المقبولة التي يمكن للاسد استخدامها لتنفيذ مجازر جماعية وربما ايضا كميات الاسلحة الكيميائية المقبول استخدامها".
واقر البيت الابيض في حزيران/يونيو وبعد اسابيع من المماطلة والتريث بان نظام بشار الاسد استخدم فعلا اسلحة كيميائية على نطاق ضيق غير ان تخطي دمشق هذا "الخط الاحمر" الذي حدده اوباما في صيف 2012 لم يؤد الى رد اميركي.
ولم تثبت الضربات العقابية تاريخيا ان لها مفعولا رادعا. ففي 1986 قصف الاميركيون مقر معمر القذافي في باب العزيزية بطرابلس اثر اعتداء دبرته ليبيا على مرقص في برلين الغربية.
وهذا لم يمنع وقوع الاعتداء بعد سنتين على طائرة بوينغ تابعة لشركة بانام فوق لوكربي، وهو اعتداء نسب الى ليبيا.
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ان "التحدي الحقيقي ليس وضع حد لاستخدام الاسلحة الكيميائية، بل التحدي الحقيقي هم القتلى ال120 الفا والجرحى الذين يتخطى عددهم 200 الف" اضافة الى ملايين اللاجئين.
وهو يدعو الى التزام متزايد ضد النظام.
لكن الواقع هو ان الرسالة التي ستوجهها مثل هذه الضربة العسكرية ستتخطى سوريا، وهو ما المح اليه جون كيري.
واوضح ريتشارد هاس ان المطلوب "تعزيز مصداقية الدبلوماسية الاميركية في مسالة الخطوط الحمر" ولا سيما بالنسبة للبرنامج النووي الايراني.
وقال ان "الرئيس (اوباما) اخطأ بعدم تحركه ضد سوريا في حزيران/يونيو، وامامه فرصة ثانية نادرة (...) سيكون ذلك مفيدا في سوريا وحيال ايران وبصورة عامة من اجل المستقبل".
(ا ف ب)
واوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ملامح عملية لا تنتظر سوى الضوء الاخضر من الرئيس لتنفيذها اذ اعلن ان "اسلحة كيميائية استخدمت بالفعل في سوريا" مؤكدا ان "الذين يلجأون الى الاسلحة الاكثر فظاعة بحق السكان .. ينبغي ان يحاسبوا".
وقال مسؤولون اميركيون لوكالة فرانس برس انه في حال اعطاء الموافقة على العملية فسوف تتخذ شكل حملة موضعية محدودة لبضعة ايام من خلال اطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك من اربع مدمرات اميركية تبحر قبالة السواحل السورية.
وقال احد المسؤولين ان هدف العملية ليس تغيير موازين القوى بين مقاتلي المعارضة ونظام دمشق بل "ردع" الرئس بشار الاسد عن اللجوء مجددا الى السلاح الكيميائي و"الحد" من قدرته على القيام بذلك، فيما لخص مسؤول اخر الهدف قائلا ان المطلوب "توجيه رسالة".
لكن لا شيء يدل على ان هذه الرسالة ستصل فعلا الى النظام السوري. وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ مقرا له في واشنطن، ان "الضربات ينبغي ان تكون قوية بما يكفي وان تؤلم السوريين بما يكفي لتثنيهم عن استخدام اسلحتهم الكيميائية مجددا".
وقال كريستوفر هارمر الخبير البحري في معهد الدراسات الحربية ان المدمرات الاربع التي تمت تعبئتها في المتوسط تحمل "حوالى 180 صاروخ توماهوك" مشيرا الى امكانية ان تستخدم ايضا صواريخ الغواصات المنتشرة في شرق المتوسط.
واعتبر ذلك كافيا "للتسبب بتلف موقت" لوسائل تحرك النظام لكن "ليس للقضاء على قدراته العسكرية او اسلحته الكيميائية".
وابدى المحقق قلقه حيال عدم وجود هدف استراتيجي للعملية التي ترتسم معالمها.
وقال هارمر ان "سقوط نظام الاسد هدف. حرمانه من قدرته على استخدام اسلحة كيميائية او نشرها هدف ايضا. معاقبة الاسد على استخدام هذه الاسلحة ليس هدفا".
ورأى روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان مثل هذه العملية بمثل هذا الهدف ستكون "خطأ".
وكتب في مقالة على موقع بوليتيكو ان "ذلك سيؤدي في اقصى الاحوال الى تحديد الوسائل المقبولة التي يمكن للاسد استخدامها لتنفيذ مجازر جماعية وربما ايضا كميات الاسلحة الكيميائية المقبول استخدامها".
واقر البيت الابيض في حزيران/يونيو وبعد اسابيع من المماطلة والتريث بان نظام بشار الاسد استخدم فعلا اسلحة كيميائية على نطاق ضيق غير ان تخطي دمشق هذا "الخط الاحمر" الذي حدده اوباما في صيف 2012 لم يؤد الى رد اميركي.
ولم تثبت الضربات العقابية تاريخيا ان لها مفعولا رادعا. ففي 1986 قصف الاميركيون مقر معمر القذافي في باب العزيزية بطرابلس اثر اعتداء دبرته ليبيا على مرقص في برلين الغربية.
وهذا لم يمنع وقوع الاعتداء بعد سنتين على طائرة بوينغ تابعة لشركة بانام فوق لوكربي، وهو اعتداء نسب الى ليبيا.
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ان "التحدي الحقيقي ليس وضع حد لاستخدام الاسلحة الكيميائية، بل التحدي الحقيقي هم القتلى ال120 الفا والجرحى الذين يتخطى عددهم 200 الف" اضافة الى ملايين اللاجئين.
وهو يدعو الى التزام متزايد ضد النظام.
لكن الواقع هو ان الرسالة التي ستوجهها مثل هذه الضربة العسكرية ستتخطى سوريا، وهو ما المح اليه جون كيري.
واوضح ريتشارد هاس ان المطلوب "تعزيز مصداقية الدبلوماسية الاميركية في مسالة الخطوط الحمر" ولا سيما بالنسبة للبرنامج النووي الايراني.
وقال ان "الرئيس (اوباما) اخطأ بعدم تحركه ضد سوريا في حزيران/يونيو، وامامه فرصة ثانية نادرة (...) سيكون ذلك مفيدا في سوريا وحيال ايران وبصورة عامة من اجل المستقبل".
(ا ف ب)