إندونيسيا.. وفاة والي مدينة باندونغ قبل لحظات من صعوده منبر خطبة الجمعة

 نعى آلاف الإندونيسيين -على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي- عُديد محمد دانيال والي مدينة باندونغ، عاصمة إقليم جاوا الغربية في إندونيسيا، الذي وافته المنية اليوم أمام المنبر الذي كان يهم بصعوده لإلقاء خطبة الجمعة، وقبل أن يصل إلى المنبر بخطوات سقط أمام المصلين الجالسين.

وعلق كثير من المتفاعلين على وسائل التواصل بدعوات له وتقديم التعازي لأهله تحت وسم "والي كوتا باندونغ" أي (والي مدينة باندونغ)، كما أشادوا بحياة الرجل الأسرية والعلمية والسياسية.

وانتشرت مقاطع مسجلة من كاميرات مراقبة مسجد المجاهدين الكبير -في شارع سانتشانغ بمدينة باندونغ- لتجمع المصلين حول والي المدينة بعد سقوطه أرضا، ثم حملهم إياه إلى مستشفى المحمدية، القريب من المسجد، لكنه كان قد فارق الحياة لدى وصولهم. ويعتقد الأطباء أن دانيال تعرض لذبحة صدرية.

ودانيال من مواليد عام 1962 بمحافظة تاسيك ملايا في جاوا الغربية، وينحدر من أسرة عرفت بالعلم الشرعي؛ ولذلك حافظ على إلقاء خطب الجمعة في مساجد مدينته باندونغ، رغم تسلمه منصب والي المدينة، وهو التقليد الذي سلكه قبله الحاكم السابق لإقليم جاوا الغربية لـ10 سنوات مضت أحمد هيراوان، الذي كان يخطب الجمعة في بعض مساجد باندونغ وغيرها من مناطق الإقليم.

أكمل دانيال مراحله الأولى من التعليم في محافظة تاسيك ملايا حيث ولد، وهي ليست بعيدة عن باندونغ جنوب غربي جزيرة جاوا، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة باسوندان في المدينة عام 2017، وكان قد عمل قبل ذلك في قطاع الطائرات، وتحديدا في شركة الصناعات الجوية الإندونيسية، ومقر مصانعها في باندونغ أيضا بين عامي 1983 و1999.

ترشح الراحل لعضوية المجلس التشريعي المحلي لمدينة باندونغ وفاز بمقعده عام 2004 لفترة دامت 4 سنوات، ثم عاد إلى عضوية المجلس ثانية في انتخابات عام 2008، قبل أن يفوز بمنصب نائب والي المدينة في انتخابات عام 2013، جنبا إلى جنب الوالي السابق للمدينة رضوان كامل، الذي انتخب في آخر انتخابات حاكما لإقليم جاوا الغربية، وهو في هذا المنصب حتى الآن، وقد كان من أوائل من نعاه، فهو رفيق عمله خلال 5 سنوات من إدارتهما للمدينة التي غيرت وجهها، وأحدثت تغييرات إيجابية عديدة فيها.

وبعد ذلك فاز بمنصب والي المدينة في انتخابات عام 2018 لفترة تمتد 5 سنوات، أي حتى العام المقبل، وخلال تلك الفترات عرف بأنه يستمع دائما للمصلين من سكان مدينته بعد إلقائه خطبة الجمعة، في تقليد تواصلي مع عامة الناس، إذ دأب أن يستغل وجوده بعد الصلاة في مختلف المساجد للاستماع إلى شكاوى مواطنيه ونصائحهم.

واجتماعيا، حافظ على عضويته في مجالس التعليم أو حلقات العلم الشرعي في بعض المساجد، كما أنه أحد مستشاري جمعية زمالة فناني مدينة باندونغ، كما يعرف عن دانيال أنه الشقيق الأصغر لمحمد صاحب الإيمان الرئيس السابق لحزب العدالة والرفاه الإندونيسي.

المصدر : الجزيرة