أحداث جبع بجنين... قتل خليلية يشعل صراعات داخلية بفتح
جو 24 :
لم تقتصر حالة الاحتجاج على مقتل الطالب الجامعي مهران خليلية على مطالبات اعتيادية بالقصاص، بل أصبحت عنوانًا لصراعات مناطقية وتنظيمية ومحاولات من الأقاليم المهمشة لفرض معادلات جديدة.
ويخوض "أولياء" الدم في بلدة جبع جنوب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة حالة قوية من الاحتجاج لا تبدو نهايتها قريبة من أجل فرض حالة جادة من القصاص لمقتل الطالب مهران، فيعتبرون مقتله لا يعبر فقط عن جريمة قتل عابرة، بل هي جزء من حالة انتشار الشللية والبلطجة المدعومة من جهات نافذة فيتحرك هؤلاء وكأنهم فوق القانون.
وتصدر تنظيم حركة فتح في بلدة جبع وإقليم جنوب جنين المشهد ووفر التغطية التنظيمية الكاملة لكل الحراكات الاحتجاجية التي تنفذ، ما جعل ملاحقة مرتكبيها أمرًا صعبًا بالرغم من اعتقال الأمن لعدد محدود من المشاركين في تلك الاحتجاجات.
وكان لافتًا أن إقليم جنوب جنين الذي تقوده جبع أعلن استقالته من كافة المواقع التنظيمية، وهي خطوة رمزية سبق وتمت في مناطق مختلفة وأقاليم مختلفة على خلفية احتجاجات متعددة الأسباب.
لكن رازي غنام أمين سر الحركة في جبع يؤكد لمراسلنا أن "الخطوة تأكيد على أن أهالي جبع لن يقفوا عند أي حدود في سبيل المطالبة بتحقيق العدالة ومحاكمات جادة وإيقاع القصاص بالقتلة".
مقاطعة الانتخابات
ويقود تنظيم فتح في جبع مع حلف العائلات وباقي المكونات احتجاجات متعددة.
وبقرار جماعي قرر الأهالي والقوى مقاطعة الانتخابات البلدية التي تجريها السلطة الفلسطينية اليوم في مرحلتها الأولى.
ولم يتم رصد أي خرق من قبل أي مواطن، فبدت مراكز الاقتراع خاوية من أي مصوت التزامًا بميثاق الشرف بين الكتل المترشحة وهي رسالة سياسية بأن البلد مجمعة على ضرورة مواجهة حالة الفلتان الأمني والقتل المدعوم من ميليشيات ومجموعات.
ونقل أهالي جبع الصراع إلى موقع الحدث في الجامعة العربية الأمريكية، فبحسب مصادر لـ"صفا" فكل "المحاولات لعودة الدوام بالجامعة إلى سابق عهده فشلت خلال الأيام الماضية لإصرار تنظيم جبع على إغلاق الجامعة حتى تحقيق محاسبات ومحاكمات جادة للقتلة وهم من فتح أيضا، والداعمين لهم وفرض إجراءات تنهي حالة الشلليات المسلحة.
مواجهة فتح جبع وقباطية
وتشير المصادر لـ"صفا" إلى أن تنظيم جبع يقود بذلك حالة من المواجهة مع تنظيم فتح قباطية الذي تعتبر منطقة الجامعة العربية الأمريكية ضمن نفوذه، ويسعى لفرض معادلات جديدة بالتدخل في أجندة المكان.
ويتوازى ذلك مع موجة احتجاجات شديدة تمس كافة المواطنين وهي الإغلاق المستمر لشارع جنين –نابلس.
وتقع جبع على ذلك الطريق الرابط بين جنين وباقي المحافظات، ومنذ قتل خليلية وأهالي جبع يغلقون الطريق بشكل مستمر ما يضطر المواطنين لسلوك طرق وعرة بديلة تتسبب بمعاناة شديدة لهم.
وبحسب متابعات فإنه وفي كل مرة تأتي أجهزة أمن السلطة بقوات كبيرة لفتح الطريق تحدث مواجهات مع الشبان ويتم فتح الطريق لفترة قصيرة.
لكن بعد إغلاقها بعد ذلك من أجل رفع حالة الضغط على المستوى السياسي لاتخاذ قرارات تحقق لهم مطالبهم.
ويعتبر الطريق أحد أشكال الضغط الأساسية لمكونات جبع نظرًا لكونه عصب التنقل الأول للمحافظة.
ويؤكد تنظيم جبع لـ"صفا" أن كل تلك الإجراءات يمكن أن تنتهي بسرعة في حال اقتنع الأهالي ولمسوا أن عقابًا وقصاصًا عادلاً وقع على القتلة، وأن إجراءات جادة تم اتخاذها لملاحقة كل العصابات والشلليات ومتسببي الفلتان.