حماس في لبنان...تفلت للسلاح وغطاء من حزب الله
جو 24 :
أعاد انفجار مخزن للأسلحة والذخائر في مستودع بمخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان قبل أيام، والذي تبيّن بحسب مصادر عسكرية أنه تابع لحركة حماس رغم نفيها موضحّة أنه ناتج عن تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأوكسيجين والغاز المخصصة لمرضى كورونا، تسليط الضوء على الجناح العسكري للتنظيم الفلسطيني الذي يعمل خارج نطاق الدولة اللبنانية.
وعلى رغم تعدد الروايات غير الرسمية والتحليلات حول أسباب الانفجار، وسط غياب أي تعليق رسمي من قبل السلطات اللبنانية، أو منظمة التحرير داخل المخيم، عزز مقولة سيطرة حماس على المشهد الفلسطيني في لبنان كَونها الأكثر تنظيماً بين الفصائل، لاسيما وأنها تحظى بدعم حزب الله لاسيما في الجنوب.
12 مخيّماً فلسطينياً
ويتوزّع الوجود الفلسطيني في لبنان على 12 مخيماً في الجنوب والشمال والبقاع وبيروت، إلا أن ثقل الوجود الأمني والعسكري لحماس يتمركز بشكل أساسي في المخيمات الجنوبية حيث السيطرة الأمنية والعسكرية لـ"حزب الله".
والمخيمات الفلسطينية هي: برج البراجنة، عين الحلوة، الرشيدية، المية ومية، شاتيلا، البص، نهر البارد، الجليل (ويفل)، مار إلياس، البرج الشمالي، البداوي وضبية.
فيما تُشرف اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المكوّنة من فصائل عدة على أمن تلك المخيمات بالتنسيق مع السفارة الفلسطينة في لبنان والسلطات اللبنانية، بإستثناء حماس التي تغيب عن تلك اللجنة-وهو بالأمر اللافت- ما يعني أن لديها مهاماً "أمنية" مختلفة عن الفصائل وأن سلاحها لا يخضع للقيادة الفلسطينية "الرسمية" وإنما يحظى بغطاء "حمساوي" فقط تحت شعار مقاتلة إسرائيل.
بينما تُشكّل حركة فتح المصدر الرعائي والاغاثي في المخيمات، غير أن "العصمة" الأمنية بيد حماس، الحركة الأكثر تنظيماً وحيازةً للسلاح واتي تحظى بدعم حزب الله.
تحالف مع إيران وسوريا
ومنذ العام 2011، تعاونَ حزب الله وحماس في إطار تحالف أوسع مع إيران وسوريا، ماسُميَ محور المقاومة أو الممانعة.
وفي السياق، أوضح يقول أستاذ العلاقات الدولية خالد العزّي لـ"العربية.نت" "أن ثقل "حماس" موجود في المخيمات المنتشرة جنوب البلاد، حيث سيطرة "حزب الله"، فالحركة ورغم الخلاف العقائدي مع الحزب إلا أنها تتبع مباشرةً لإيران، وكان لافتاً مشاركة قيادتها بحفل تنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران.
وفي دلالة إلى "عمق" العلاقة التي تربط الحركة بحزب الله بحسب العزّي، فإن كبار مسؤولي حماس يشغلون مكاتب ومقار إقامة في ضاحية بيروت الجنوبية المعروفة بأنها معقل حزب الله".
خرق القرار الدولي 1701
كما اعتبر "أن الانفجار شكل خرقا فاضحا للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة عقب حرب تموز 2006، لأن المخيم يقع ضمن المناطق الجنوبية الخاضعة لسلطة القوات الدولية "اليونيفيل"، وتخزين السلاح فيه معناه أن هناك طرفاً لبنانياً ساعد هذا التنظيم بذلك".
إلى ذلك، اشار إلى أن "ما حصل في مخيم البرج الشمالي وضع حماس أمام المجهر الفلسطيني واللبناني والدولي المطالب بضبط السلاح المتفلّت كي لا يُشكّل ذريعة للعدو الإسرائيلي لضرب التجمّعات السكانية، وأن تتولّى الاجهزة الأمنية اللبنانية المهمة".
أعمال تخريبية بأمر من حزب الله
من جهته، اعتبر رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض لـ"العربية.نت" "أن لا يوجد في لبنان مخيماً فلسطينياً خاصاً بحركة حماس يُشكّل قاعدة عسكرية لها، لكنها منتشرة في معظم المخيمات، ولديها مسلّحين يتلقّون الأوامر من حزب الله لتنفيذ أعمال تخريبية خارج المخيمات".
بدروه، أشار العميد المتقاعد خليل الحلو في تصريحات لـ"العربية.نت" إلى "أن من أصل 12 مخمياً فلسطينياً في لبنان (بإستثناء مخيمي نهر البارد شمال لبنان والجليل (ويفل) في مدينة بعلبك في البقاع)، هناك عشرة لا وجود للدولة اللبنانية فيها، ما يعني أن هناك حرية تنقّل للحركة بالتنسيق والتعاون مع حزب الله".
ولفت إلى "تقارير إعلامية عديدة تتحدّث عن أن الإيرانيين والفصائل المسلّحة التي تدور في فلكها والموجودة في لبنان وسوريا يجرون مناورات عسكرية مشتركة تُحاكي حرباً مع إسرائيل، ويتشارك فيها حماس إلى جانب حزب لله".
العلاقة مع حزب الله
يذكر أنه لطالما كان حزب الله وحماس حليفَين مقرّبين. فقبل الانتفاضات العربية في العام 2011، كان يجمع بين الطرفَين تعاونٌ سياسي وعسكري، واصطفافٌ وثيق إلى جانب إيران وسوريا.
كما كان حزب الله يؤمّن التدريب العسكري لمقاتلي حماس، ويُقدّم توصيات سياسية للحركة، ويشجّع المنابر الإعلامية التابعة له على دعم حماس