لبنانية هزت صورها العالم: "أحداث الطيونة" جرح لن يندمل
جو 24 :
لم تكن هذه السيدة اللبنانية تعلم أنها ستعيش في ذاك اليوم مشاهد تذكرها بالحرب الأهلية، التي عصفت ببلدها منذ سنوات طويلة تاركة جراحاً لم تندمل حتى اللحظة.
ولم تكن تعلم أيضاً أن صورها مع بناتها ستغدو حديث وسائل التواصل الاجتماعي، لتذكر بما شهدته بيروت من ساعات عصيبة تلك الليلة.
"تنذكر وما تنعاد"، جملة لم تفارق لسان السيدة رولا خياط، وهي تروي ما مرّت به من لحظات مرعبةيوم "14 أكتوبر/تشرين الأول"الماضي، الذي عُرف لاحقاً بـ"أحداث الطيونة"، وذلك في مقابلة لها مع صحيفة "النهار".
رصاص من كل حدب وصوب
فقد كشفت السيدة أنها كانت في عملها حين سمعت صوت الرصاص ينهمر من كل حدب وصوب من حولها، فلم تتمالك أعصابها خصوصاً أن أطفالها في مدرسة قريبة.
في ذاك اليوم، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت اشتباكات عندمثلث الطيونةعين الرمانة والعدلية، انطلقت شرارتها عقب تظاهرة لأنصار حزب الله أمام قصر العدل للمطالبة بتنحية القاضي طارق بيطار، الناظر في ملف انفجار مرفأ بيروت، إلا أن الأوضاع سرعان ما انقلبت رأسا على عقب، فاستل أنصار حزب الله وحليفه حركة أمل القذائف وبدأوا بإطلاق النار.
وراح ضحية تلك الأحداث 6 قتلى وعشرات الجرحى، كما أعادت تفاصيلها لبنان إلى زمن الحرب الأهلية.
أما خياط، فشرحت قائلة، إن أصوات الرصاص كانت مرعبة في ذاك اليوم، حتى إن مسؤولي الأمن في مكان عملها طلبوا من الموظفين الابتعاد تماماً عن النوافذ.
وأضافت أنها استقلت سيارتها وتوجّهت إلى مدرسة بناتها القريبة، وهناك وصلت إلى ابنتيها الصغيرتين، أما الكبيرة فكانت في مبنى آخر.
وتابعت أنها حين حاولت الوصول إلى هُناك، باغتها صوت قذيفة "آر بي جي"، ما استدعاها إلى حماية طفلتيها خلف السيارة، واصفة ما حدث معها بأنه شعور رعب لا يوصف.
كما لفتت إلى أن عسكرياً من الجيش اللبناني هو من أوصل ابنتها الكبرى إليها، وحماها من الرصاص المنهمر حولها إلى أن وصلت إلى سيارتها.
وختمت بأن بناتها ورغم مرور أشهر على الحادثة، فإنهم لم يتخطوها أبداً، مؤكدة أن تلك الأزمة تركت في نفسيتهم ذكرى مرعبة لا تنسى.
يشار إلى أن صور السيدة مع بناتها كانت انتشرت في تلك الفترة كالنار بالهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت في واحدة تركض مسرعة ممسكة بيديها طفلتيها، فيما أظهرتها أخرى مرعوبة خلف سيارة اختبأت قربها.