"حومش".. مدرسة دينية للمستوطنين لتنغيص حياة المواطنين
جو 24 :
لا يشير اسم "حومش " إلى خير عندما يذكره أحد أمام الفلسطينيين الذين يقطنون في المنطقة الواقعة بين سيلة الظهر جنوبي جنين وحتى سبسطية شمالي نابلس بالضفة الغربية المحتلة، فهي رمز للاعتداء والتنغيص والتخريب.
وليلة أمس الجمعة قتل المستوطن يهودا ديمنتمان قرب مدخل مستوطنة شافي شمرون أثناء عودته ورفاقه من المدرسة الدينية "حومش"، في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان شمالي نابلس.
وتشير المعلومات إلى أن ديمنتمان عضو في شبيبة فتية التلال وحركة "حومش أولا"، وهي الحركة المخصصة للتخريب والتنغيص على المواطنين في المنطقة.
وتمثل المدرسة الدينية التوراتية "حومش" أحد أدوات "تفريخ" إرهاب المستوطنين شمال الضفة الغربية، والتي تضم غلاة المستوطنين الذين لا هم لهم إلا طرد الفلسطينيين، وتزخر مواقعهم العبرية بهذه النداءات العلنية وإباحة قتل العرب.
وانطلق من هذه المدرسة مجموعات مستوطنين ضمن فتية التلال قسمت المناطق المجاورة لنفوذها من حيث إيذاء الفلسطينيين، حيث يلتقون مع فتية يتسهار وبراخا الأشد تطرفًا في ذات المدرسة، ويتشكل جزء من طقوسهم في قطع أشجار الزيتون في المنطقة ورشق المركبات بالحجارة وضرب رعاة الماشية والاستفراد بهم.
وتأسست حركة "حومش أولا" الاستيطانية وجمعية " نواة حومش " الاستيطانية بعد إخلاء مستوطنة حومش جنوب جنين عام 2005 إثر الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث كانت تقع على تلة في أراضي بلدتي سيلة الظهر بجنين وبرقة شمال نابلس، ولكن الأراضي التي كانت مقامة عليها المستوطنة لم تعد لأصحابها.
ونجح مجلس قروي برقة قبل سنوات في انتزاع قرار قضائي من المحكمة العليا الإسرائيلية باسترجاع الأراضي التابعة لأحواض البلدة والتي تقدر ب 1800 دونمًا، بينما فشل أهالي البلدتين حتى الآن في إقامة مشاريع مياه أو منتزه عام أو غير ذلك في المنطقة بسبب المستوطنين.
وتعرف الأراضي التي كانت مقامة عليها مستوطنة حومش بجبل "القبيات" وهي أعلى قمة في المنطقة ذات إطلالة جميلة وكاشفة بشكل كامل للمنطقة، فيما يعتبرها المستوطنون وفق رواياتهم أن "حومش" أقيمت على جبل بنات سيدنا يعقوب عليه السلام، وقد كان مزارًا لهن في القدم.
وعلى الرغم من إزالة كافة مكونات المستوطنة عام 2005 إلا أن خزان المستوطنة السابقة ما زال موجودًا ويشكل نقطة تمركز المستوطنين في فعالياتهم وتجمعاتهم في المنطقة.
ويقتحم المستوطنون و"فتية التلال" بين الفينة والأخرى المنطقة ويتمركزون على الخزان ويؤدون طقوسهم التوراتية التي لا تخلو من شتيمة العرب وتهديدهم بالقتل.