المحرر الرجوب.. 10 أيام في زنازين الاحتلال أنسته والدته
جو 24 :
بعد مضي ثمانية أشهرٍ من الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال، أُفرج عن الأسير نبيل الرجوب (40 عاماً)، وهو في حالة انهيارٍ عصبي شديد لم تمكنه من التعرف على والدته.
وكانت قوات الاحتلال ألقت بالمحرر الرجوب على حاجز الظاهرية جنوبي الخليل في التاسع من ديسمبر الجاري، قبل نقله بمركبة إسعاف فلسطينية إلى المستشفى.
واستمرت حالة الرجوب الصحية والنفسية الحرجة لعدة أيام عقب الإفراج عنه، دون استطاعته التعرف على والدته وأبنائه الأربعة.
وأفاد في حديثه لوكالة "صفا"، بتعرضه للتعذيب بطرق بشعة خلال آخر 10 أيام من اعتقاله، موضحاً أن قوات الاحتلال زجت به في الزنازين، وقيدته لأيام دون طعام أو شراب، وأطلقت عليه الكلاب.
وبيّن أنه تعرض للشبح وطرق أبواب الزنزانة بشكل مستمر، وأبلغه جنود الاحتلال بوفاة أبنائه وعائلته في حادث سير، بادعاءٍ كاذب للتأثير على نفسيته وتحطيم معنوياته.
وأضاف أن جنود الاحتلال كانوا يدوسون بأقدامهم على الأصفاد لزيادة الألم الناجم عنها"، مبيّناً أن الاحتلال كان يضغط عليه لانتزاع اعتراف غير حقيقي واختلاق قضية جديدة تبقيه معتقلاً.
وفي التاريخ المقرر للإفراج، قامت قوات الاحتلال بسحل الرجوب من زنزانته على قدميه ما تسبب في إسالة دمه، وألقت به على الحاجز.
وأوضح أنه كان شبه غائب عن الوعي ولا يتذكر سوى أنه كان مستعداً للارتقاء شهيداً في تلك اللحظة.
وأفاد أحمد الرجوب شقيق المحرر نبيل، بأنه فور وصوله الحاجز برفقة طفل شقيقه عبادة (8 أعوام) التقى به وهو في حالة حرجة جداً لم يكن يتوقعها أبداً.
وأضاف في حديثه لــ "صفا" أن محامي نبيل كان ممنوعاً من زيارته في أيام سجنه الأخيرة، ولم نكن نعلم عن ما يحصل معه داخل السجون".
وأشار إلى حالة الصدمة والذهول التي عاشها والطفل عبادة عندما رأى والده في تلك الحالة، مضيفاً: "كنت مصدوماً من الحالة التي آل إليها شقيقي، وطفله بدأ بالبكاء والصراخ على الجنود قائلاً: شو عملتوا بأبوي؟.. اعتقلتوا أبوي وما كان في إشي!".
وعن لحظة التقائها بنجلها، تقول والدة الرجوب إنها ظنته شهيداً، إذ كان جسده هامداً وغير قادر على فتح عينيه.
وأوضحت أنها ظلت تردد على مسمعه "أنا أمك يا نبيل" وتحاول فتح عينيه، دون أن يتمكن من التعرف عليها لثلاث أيام عقب الإفراج عنه.
وقالت لوكالة "صفا" إن نجلها أتم شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية منذ سنوات، وكان يستعد للتقديم للدكتوراه قبل اعتقاله.
وأضافت أن نبيل أب لأربعة اطفال، أكبرهم آلاء (11 عاماً)، والتي تعاني من الخوف والقلق الشديد بعد ما حصل مع والدها وتبقى في منزل جدتها".
ولفتت إلى "أن أطفال نجلها اعتادوا رؤية والدهم بصحية جيدة، وحتى اليوم لم يتمكنوا من تقبل أوضاعه الصحية عقب الإفراج عنه".
ووفق تشخيص الأطباء، فإن المحرر الرجوب يعاني من انهيار عصبي وصدمة نفسية حادة نتيجة التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له داخل سجون الاحتلال.