شتاء مشتعل في كازاخستان.. ما قصة غضب "الغاز"؟
جو 24 :
رغم برودة الطقس، هذه الأيام، في كازاخستان إلا أنها مشتعلة باحتجاجات في طول والبلاد وعرضها، ولا يبدو أن قرارات الرئيس قاسم توكاييف هدأت الشارع الذي يصر على مواصلة رفع صوته في الدولة السوفيتية السابقة.
وبدأت القصة، السبت، الأول من يناير الجاري، عندما قررت حكومة عسكر مامين إلغاء الحد الأقصى من أسعار الغاز المسال.
وفي اليوم الثاني، تفجرت الاحتجاجات، إذ خرج الآلاف في شوارع مدينة جناوزين، مركز صناعة النفط في كازاخستان.
وطالب المحتجون بفخض أسعار غاز البترول المسال إلى النصف من 120 تينجي (0.27 دولار) للتر الواحدإلى نفس مستوى أسعار العام الماضي، وفق "رويترز".
الغاز المسال
وللغاز المسال أهمية كبيرة هنا، إذ إن كثيرا من السكان حوّلوا سياراتهم من البنزين إلى الغاز نظرا لرخص ثمنه.
ووافق تجار التجزئة على خفض السعر بمقدار الربع، لكن حكومة قالت إن إجراء مزيد من التخفيضات مستحيل بسبب تكاليف الإنتاج.
وسرعان ما امتدت الاحتجاجات في كازاخستان، حيث وصلت إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية، وشهدت أكتاو عاصمة إقليم مانجيستاو احتجاجات مماثلة.
غير مسبوقة
وتعتبر الاحتجاجات غير مسبوقة في البلاد، التي تحكم بقبضة حديدية، فبرلمانها يخلو من المعارضة، ويعتبر أي تحرك في الشارع غير قانوني، إلا إذا قدم منظموها إخطارا بها مقدما.
ومع اتسارع رقعة التظاهرات، اضطر الرئيس قاسم توكاييف إلى إقالة حكومة سكر مامين، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، كما أعلن أنه تولى رئاسة مجلس الأمن في البلاد، بعد عزل الزعيم السابق المخضرم نور سلطان نزارباييف من هذا المنصب، ووعد بالرد "بأقصى درجات الصرامة" على احتجاجات على ارتفاع الأسعار.
ووجه توكاييف حكومة تصريف الأعمال وحكام الولايات بضبط أسعار الوقود وتوسيع نطاق ذلك ليشمل بقية أنوع الوقود والسلع "المهمة اجتماعيا"، وغير من الإجراءات.
لكن لم تؤد هذه الإجراءات على ما يبدو إلى تهدئة الشارع.
اضطرابات
وذكرت وكالة "فرانس برس " أن متظاهرين اقتحموا مبنى الإدارة الرئيسي في ألماتي. وأطلقت الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ضد حشد من آلاف المتظاهرين لكنها لم تنجح في منعهم من دخول المبنى.
ومن جانبها، قالت وكالة "رويترز" إن آلاف المحتجين تدفقوا على المدينة، بعضهم كان على متن شاحنة كبيرة.
وتقول الشرطة إن 100 من عناصرها أصيبوا بالاحتجاجات، كما جرى توقيف أكثر من 200 شخص، بينما تحدثت مجموعة ضغط اقتصادية عن تعرض متاجر ومصارف ومطاعم لاعتداءات وتخريب، وفق شبكة "سي أن أن" الأميركية.
ورغم أن البلاد غنية بالنفط والغاز، إذ تحتل المرتبة الـ16 عالمية في تصدير النفط، إلا أن شعبها يكابد الفقر والديون المتراكمة، إذ يبلغ الحد الأدنى للأجور نحو 100 دولار شهريا.
ويبلغ عدد السكان كازاخستان. 19 مليون نسمة، ويعد النفط والغاز من أبرز صادرات البلاد التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتقع في آسيا الوسطى.