"عرقلة ترميم الأقصى".. لبسط سيادة الاحتلال وانتزاع صلاحية الأوقاف
جو 24 :
لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضع العراقيل أمام عمليات الترميم والصيانة داخل المسجد الأقصى المبارك وخارجه، وتتدخل في شؤون وصلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، في محاولة لبسط سيادتها الكاملة على المسجد.
وقبل أيام، عرقلت شرطة الاحتلال عملية ترميم الممر الواصل بين باب الغوانمة وحتى باب المغاربة، مما قد يؤدي إلى عرقلة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى وسقوطهم أثناء مرورهم في الطريق.
وخلال عملهم داخل الأقصى، يتعرض موظفو لجنة الإعمار في الأقصى إلى اعتداءات إسرائيلية مستمرة، عبر الملاحقة والاعتقال والاستدعاء للتحقيق، ناهيك عن الإبعاد عن الأقصى لفترات متفاوتة.
ويُعتبر المسجد الأقصى من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ونظرًا لأهميته ومكانته الدينية، فهو بحاجة دائمة ودورية لأعمال صيانة وترميم، كي يكون متاحًا لاستقبال آلاف المصلين على مدار الأسبوع.
ورغم إجراءات الاحتلال، إلا أن الأوقاف الإسلامية تُؤكد دومًا استمرارها بعملها في حفظ وحماية الأقصى، باعتباره مسجدًا إسلاميًا خالصًا لا يقبل القسمة ولا الشراكة.
فرض السيادة
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري يقول لوكالة "صفا" إن استمرار الاحتلال في عرقلة أعمال الترميم داخل المسجد وفي محيطه يعد شكل من أشكال فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد، وشل عمل لجنة الإعمار التابعة للوقف الإسلامي.
ويوضح أن هذا الإجراء يشكل تدخلًا في إدارة وشؤون الأقصى وسحب البساط من صلاحية الأوقاف، لافتًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها عرقلة عمليات الترميم، بل هم مستمرون في عدة إجراءات عدوانية بحق الأقصى من أجل فرض السيادة.
ويشير إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية بدأت منذ العام 2017، بعد أن فشلت سلطات الاحتلال في معركة "البوابات الإلكترونية"، لذلك أرادت أن تتدخل في موضوع السيادة من داخل الأقصى.
وحول خطورة التدخل في شؤون الأقصى، يبين الشيخ صبري أن الخطورة تُكمن بالسيطرة على المسجد المبارك وهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم، ضمن مراحل عدوانية وأمر مبرمج.
ويؤكد أنه لا يوجد أي رادع ولا ضغط من دول عربية ولا غيرها، لتراجع الاحتلال عن إجراءاته ضد الأقصى، ووقف تدخله في شؤونه، كما أنه لا يوجد أي قوة سياسية تُلزم "إسرائيل" بالتوقف عن ممارساتها العدوانية.
تدخل سافر
وتتعمد سلطات الاحتلال منع تنفيذ عشرات المشاريع الحيوية والمهمة داخل المسجد الأقصى، وتضع شروطًا تعجيزية أمام إدخال المواد الخاصة بتنفيذ أي مشروع. كما يقول مدير الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة "صفا"
ويضيف أن الاحتلال يتدخل في شؤون الأقصى بشكل سافر، رُغم أنه بحاجة ماسة إلى صيانة يومية، ناهيك عن المشاريع المعطلة منذ أكثر من عامين، لا تستطيع لجنة الإعمار تنفيذها، نظرًا لتدخل الاحتلال الدائم في شؤون المسجد والأوقاف.
ويتابع "نحن ننظر بعين الخطورة البالغة هذه الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى والأوقاف، ومن شأن هذا التدخل العدواني إعاقة أعمال الترميم داخل المسجد".
وبحسب الكسواني، فإن "سلطات الاحتلال تسعى من وراء تعطيل مشاريع الترميم والصيانة إلى السيطرة والهيمنة على الأقصى، حتى يُري المستوطنين المتطرفين أنهم من يقومون بتعطيل هذه الأعمال ومن يُسيطرون على المسجد".
ويؤكد رفض دائرة الأوقاف القاطع لتدخلات الاحتلال في شؤون الأقصى وصلاحياتها، وتعطيل كافة المشاريع سواء داخل مصلياته أو في ساحاته.
وهناك مشاريع عدة مُعطلة بسبب تدخل الاحتلال، مثل ترميم الساحات الخارجية، الإطفاء، شبكة المياه، تمديد الكهرباء وتجديدها، وتجديد شبكة السماعات، وأيضًا الصيانة اليومية، وغيرها من المشاريع التي تخدم الأقصى والمصلين.
ويشير الكسواني إلى أن الاحتلال يريد أن يعلم بكمية المواد اللازمة للإعمار، وسبب إدخالها، وهذا "تدخل سافر فهو يريد أن يُقوض ويُهيمن على الأوقاف في هذه الإجراءات".
وحول دور الأوقاف في وقف تدخلات الاحتلال، يقول مدير المسجد الأقصى: "نحن على تواصل مع وزارة الأوقاف الأردنية من أجل الحفاظ والقيام بدورها فيما يخص كافة شؤون الأقصى، سواء الإعمار أو غيرها، والتواصل مع وزارة خارجية الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات والتدخلات في شؤون المسجد".