كيف كشفت غزة خيوط اغتيال العالم البطش؟
جو 24 :
سجلت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة إنجازًا جديدًا في صراع الأدمغة الممتد منذ سنوات مع أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، بعد تمكنها من إلقاء القبض على أحد المتورطين في اغتيال المهندس العالم فادي البطش في ماليزيا عام 2018.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها الأحد إنها قبضت على أحد الأشخاص اعترف بتكليفه من جهاز الموساد الإسرائيلي في حادثة اغتيال المهندس البطش، وأضافت أنها تستكمل التحقيقات في القضية.
ويرى مختصون بالشأن الأمني في أحاديث مع وكالة "ًصفا" أن ما أعلنته الداخلية بغزة يمثل إنجازًا غير مسبوق في حل القضايا الأمنية، باعتبار أن عملية الاغتيال هذه المرة جرت خارج جغرافية القطاع، وأشاروا إلى "عامل تقني" ساهم في هذا النجاح.
"الإنجاز ليس صدفة"
ويعتقد الباحث الأمني محمد أبو هربيد أن هذا الإنجاز لم يكن صدفة، مقدرًا أن الوصول إلى هذا المتورط تمّ لأن الأجهزة الأمنية تمتلك خارطة معلومات واسعة عن بيئة القطاع وتحفظ أراضيه "شبرًا شبرًا ورملة رملة"، وفق وصفه.
ويرى أبو هربيد أن العامل التقني التكنولوجي ليس هو الفارق الرئيسي في التوصل إلى هذا الإنجاز.
ويقول: "من المرجح أنه جرى إدخال الجانب التقني في آلية العمل الأمني، فلا يمكن أن يكون هناك عمل أمني بشري محض، بل جرى إدخال عناصر تكنولوجية، بمعنى أن الفجوة المعرفية بين أمن غزة والاحتلال أصبحت صغيرة وضيقة"، بحسب تقديره.
ويستدرك أبو هربيد بالقول "لكن الإمكانيات التي يملكها الاحتلال في هذا المجال لا تقارن بالإمكانات البسيطة لدى المقاومة وأجهزة الأمن في غزة".
ويلفت المختص الأمني إلى عنصر مهم يساعد المقاومة وهو "وجود حاضنة شعبية متعاونة ومجتمع مساند لهذه الأجهزة".
حصيلة خبرة متراكمة
وتضاف إلى تلك العوامل- بحسب أبو هربيد- الخبرة والتجربة وحصيلة المعلومات الهائلة والمتراكمة لدى المقاومة "ما يساعد على تقليص الفارق التكنولوجي الذي يقف في صالح الاحتلال".
ويشير أبو هربيد إلى أن الاحتكاك المباشر مع المخاطر والتهديدات في صراع أجهزة الأمن في قطاع غزة مع الاحتلال أدى إلى خبرة لديها في التعرف على أساليب جمع المعلومات وتجنيد العملاء وإدارتهم.
ويشكل هذا الإنجاز "ضربة" لجهاز الموساد الذي يعتبر نفسه من ضمن أفضل 10 أجهزة استخبارية في العالم، ورسالة لجميع الدول أن الانتصار عليه ليس صعبًا، وفق المختص.
ويتوقع أبو هربيد أن يترتب على هذا الإعلان من الداخلية، إقالة ضباط إسرائيليين مسؤولين عن عملية اغتيال العالم البطش.
تجاوز حدود الجغرافيا
المتابع للشأن الإسرائيلي المختص أيمن الرفاتي، يؤكد أن أجهزة الأمن في غزة وضعت يدها على "كنز أمني" يتعلق بكشف قضية لم تقع داخل القطاع، وهو ما يمثل تطورًا أمنيًا في العمل والقدرة على حل القضايا الأمنية المتعلقة بأبناء الشعب الفلسطيني.
ويعتبر في حديثه لـ"صفا" أن "هذا دليل على أن التطور آخذ في التنامي، والمقدرة على حل قضايا أمنية معقدة، ليس فقط في تلك التي تقع بغزة بل يتعدى ذلك قضايا أخرى تقع في دول خارجية".
ويقول الرفاتي: "أن تصل أجهزة أمن الداخلية والمقاومة إلى هذا القدر من التطور، يعني أنها باتت تمتلك الأدوات والقدرة التقنية والعلمية لتحليل المعلومات والوصول إلى الأشخاص الذين ارتبكوا جرائم بحق الفلسطينيين".
ويضيف أن "العقلية الأمنية لدى هذه الأجهزة باتت كبيرة ومتطورة وتحاكي أجهزة مخابرات دولية، خاصة أن الوصول لمثل هذه المعلومات يمثل ضربة للاحتلال، ويشير إلى نباهة كبيرة لضباط الأجهزة الأمنية وقدرتهم على استنباط العملاء والوصول إلى المعلومات الأمنية".
ويرى الرفاتي أن "ما حدث مثّل صدمة حقيقية لدى منظومة الأمن الإسرائيلية؛ إذ لم تكن تتوقع الوصول لمثل هؤلاء الأشخاص حتى وإن عادوا إلى قطاع غزة، ظناً منهم عدم وجود دلائل وقرائن تساعد على الوصول لمنفذي عملية الاغتيال".
صفا
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها الأحد إنها قبضت على أحد الأشخاص اعترف بتكليفه من جهاز الموساد الإسرائيلي في حادثة اغتيال المهندس البطش، وأضافت أنها تستكمل التحقيقات في القضية.
ويرى مختصون بالشأن الأمني في أحاديث مع وكالة "ًصفا" أن ما أعلنته الداخلية بغزة يمثل إنجازًا غير مسبوق في حل القضايا الأمنية، باعتبار أن عملية الاغتيال هذه المرة جرت خارج جغرافية القطاع، وأشاروا إلى "عامل تقني" ساهم في هذا النجاح.
"الإنجاز ليس صدفة"
ويعتقد الباحث الأمني محمد أبو هربيد أن هذا الإنجاز لم يكن صدفة، مقدرًا أن الوصول إلى هذا المتورط تمّ لأن الأجهزة الأمنية تمتلك خارطة معلومات واسعة عن بيئة القطاع وتحفظ أراضيه "شبرًا شبرًا ورملة رملة"، وفق وصفه.
ويرى أبو هربيد أن العامل التقني التكنولوجي ليس هو الفارق الرئيسي في التوصل إلى هذا الإنجاز.
ويقول: "من المرجح أنه جرى إدخال الجانب التقني في آلية العمل الأمني، فلا يمكن أن يكون هناك عمل أمني بشري محض، بل جرى إدخال عناصر تكنولوجية، بمعنى أن الفجوة المعرفية بين أمن غزة والاحتلال أصبحت صغيرة وضيقة"، بحسب تقديره.
ويستدرك أبو هربيد بالقول "لكن الإمكانيات التي يملكها الاحتلال في هذا المجال لا تقارن بالإمكانات البسيطة لدى المقاومة وأجهزة الأمن في غزة".
ويلفت المختص الأمني إلى عنصر مهم يساعد المقاومة وهو "وجود حاضنة شعبية متعاونة ومجتمع مساند لهذه الأجهزة".
حصيلة خبرة متراكمة
وتضاف إلى تلك العوامل- بحسب أبو هربيد- الخبرة والتجربة وحصيلة المعلومات الهائلة والمتراكمة لدى المقاومة "ما يساعد على تقليص الفارق التكنولوجي الذي يقف في صالح الاحتلال".
ويشير أبو هربيد إلى أن الاحتكاك المباشر مع المخاطر والتهديدات في صراع أجهزة الأمن في قطاع غزة مع الاحتلال أدى إلى خبرة لديها في التعرف على أساليب جمع المعلومات وتجنيد العملاء وإدارتهم.
ويشكل هذا الإنجاز "ضربة" لجهاز الموساد الذي يعتبر نفسه من ضمن أفضل 10 أجهزة استخبارية في العالم، ورسالة لجميع الدول أن الانتصار عليه ليس صعبًا، وفق المختص.
ويتوقع أبو هربيد أن يترتب على هذا الإعلان من الداخلية، إقالة ضباط إسرائيليين مسؤولين عن عملية اغتيال العالم البطش.
تجاوز حدود الجغرافيا
المتابع للشأن الإسرائيلي المختص أيمن الرفاتي، يؤكد أن أجهزة الأمن في غزة وضعت يدها على "كنز أمني" يتعلق بكشف قضية لم تقع داخل القطاع، وهو ما يمثل تطورًا أمنيًا في العمل والقدرة على حل القضايا الأمنية المتعلقة بأبناء الشعب الفلسطيني.
ويعتبر في حديثه لـ"صفا" أن "هذا دليل على أن التطور آخذ في التنامي، والمقدرة على حل قضايا أمنية معقدة، ليس فقط في تلك التي تقع بغزة بل يتعدى ذلك قضايا أخرى تقع في دول خارجية".
ويقول الرفاتي: "أن تصل أجهزة أمن الداخلية والمقاومة إلى هذا القدر من التطور، يعني أنها باتت تمتلك الأدوات والقدرة التقنية والعلمية لتحليل المعلومات والوصول إلى الأشخاص الذين ارتبكوا جرائم بحق الفلسطينيين".
ويضيف أن "العقلية الأمنية لدى هذه الأجهزة باتت كبيرة ومتطورة وتحاكي أجهزة مخابرات دولية، خاصة أن الوصول لمثل هذه المعلومات يمثل ضربة للاحتلال، ويشير إلى نباهة كبيرة لضباط الأجهزة الأمنية وقدرتهم على استنباط العملاء والوصول إلى المعلومات الأمنية".
ويرى الرفاتي أن "ما حدث مثّل صدمة حقيقية لدى منظومة الأمن الإسرائيلية؛ إذ لم تكن تتوقع الوصول لمثل هؤلاء الأشخاص حتى وإن عادوا إلى قطاع غزة، ظناً منهم عدم وجود دلائل وقرائن تساعد على الوصول لمنفذي عملية الاغتيال".