jo24_banner
jo24_banner

ترجّل «أبو غنيمة».. فارس النقابات المهنية

ترجّل «أبو غنيمة».. فارس النقابات المهنية
جو 24 :
 

كان حضوره في مجمع النقابات المهنية استثنائيا، كما هو حال حضوره في أي مكان، صاحب ابتسامة مشرقة، وجرأة في قول الحق، جمع بين المتناقضات فهو صلب ولين، قوي ومحب، سهل في الحق وصعب في مواجهة الباطل.

ترجل بالأمس رئيس مجلس النقباء الأسبق نقيب المهندسين الزراعيين الأسبق المهندس محمود زياد أبو غنيمة، تاركا خلفه إرثا نقابيا و وطنياً امتد لقرابة 3 عقود في النقابات المهنية والعمل الوطني الذي بدأه في العام 1996 بعد انتخابه عضوا في مجلس نقابة المهندسين الزراعيين لأول مرة.

وتشرّب أبو غنيمه حب الوطن والعمل العام من نشأته، حيث ترعرع في منزل وطني قومي إسلامي، وهو ابن الراحل المفكر والقيادي الإسلامي وصاحب المواقف زياد ابو غنيمه رحمهما الله.

كان أبو غنيمه، الذي انتخب نقيبا للمهندسين الزراعيين في دورتين ٢٠١٢- ٢٠١٨، دائم التواجد في مجمع النقابات المهنية خلال سنوات خدمته لزملائه في نقابته التي رأى فيها شرفاً ما بعده شرف كما حدّث كاتب السطور يوما، وكان يتواجد مبكرا في أروقة المجمع وكأنه يتفقد الجميع، ويسابق نفسه نحو المجمع الذي أحب مع إشراقة كل صباح، فكان سماع ضحكة أبو غنيمه ورؤية نشاطه وهمته العالية وحماسه ليوم جديد في المجمع يعتبر مشهدا متكررا بشكل يومي ليمنح النقابيين جرعة من التفاؤل الممزوجة بالاصرار.

كرّس أبو غنيمه الذي رحل عن عمر 57 عاما، حياته المهنية في خدمة زملائه ومهنته ووطنه الأردن والقضايا العربية القومية وعلى رأسها فلسطين، وجاهد عمره كاملاً في سبيل مبادئه التي لم تفلح مغريات الحياة في تلويثها أو تطويعها.

كان النقابي الراحل أبو غنيمة، وهو متزوج وله 3 أبناء زياد وحمزة وضحى، أردنيا وطنيا لا يساوم على الأردن، فلسطيني الهوى، قومي الهوية، إسلامي الفكر، إنساني المبادئ، كريما في إسداء النصح ونصيرا للمظلومين بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية صاحب ابتسامة صادقة مميزة.

دافع أبو غنيمه، صديق الصحافة والصحفيين، عن مبادئه التي آمن بها، وكان من المشاركين في أسطول الحرية ( سفينة مرمرة ) عام 2010، فكان قائداً مقداماً مع إخوانه وزملائه، وناله ما نال إخوانه المشاركين من اعتقال وتنكيل.

يرحل عنا الطيبون الذين يختارهم الله إلى جواره، ويبقى إرثهم وعلمهم وتاريخهم حاضرا، فترجل الفارس أبو غنيمه ليلاقي ربه، وتبقى ضحكاته تصدح أصداؤها في مجمع النقابات المهنية، ويبقى إرثه الوطني والإنساني والمهني شاهداً على حضوره الطاغي رغم رحيله، وإنا لله وانأ إليه راجعون.
الراي - طارق الحميدي


 
تابعو الأردن 24 على google news