مقبرة “قريش” أناس يقتاتون من الموت
جو 24 : ـ تعد مقبرة “قريش” أو الجناح الأخضر (القيروان) شمال شرق أقدم المقابر الإسلامية في المغرب الكبير، وبعض المصادر تشير إلى إقامتها في عام 35 للهجرة.
والمقبرة التي سميت بـ”قريش” لأنها تضم رفات عدد كبير من الفاتحين من قبيلة قريش في مكة تشهد رواجا لعدد من المهن المرتبطة بالموتي من حفر للقبور والتكفين والغُسل.
محمد بن سعد القائم على مسجد التوفيق بالمنطقة والذي يشهد وباستمرار استقبال الجنائز للصلاة عليها قال لمراسل وكالة الأناضول للأنباء “كل يوم هناك جنائز وأحيانا يكون في الصباح وفي المساء وبين الظهر والعصر”.
وواصل حديثه قائلا “رأيت الكثير من الموتى وفي يوم واحد أحضرت 12 جنازة، كانت مشاهد تزهد في الدنيا، معظمها ضحايا حوادث المرور”.
أحد حفاري القبور ويدعى خليفة الدرعي (70 عاما) ذكر أنه يعمل في حفر القبور بمقبرة قريش منذ 40 عاما وأضاف قائلا “يأتي لنا أهالي المتوفين ويطلبون منا حفر قبور لمفقوديهم، وكل قبر له سعر”.
ويشرح ذلك قائلا” فتح قبر لإنزال ميت آخر فيه ب140 دينارا (الدولار يساوي 1.65 دينار)، أما حفر قبر جديد فهو يتراوح بين 250 و300 دينار” ويعلل الفارق في الأسعار باختلاف المواصفات المطلوبة.
لم نلحظ أي تأثر بالموت لدى من تحدثنا معهم، فقد أصبح كل شيء متعلق بمورد رزق، بدءا من الذي يغسل، إلى الذي يحفر القبر، وأسوأ من ذلك موظفوا البلدية. فعندما كنا نسأل عن مشاعر هؤلاء حيال الموت والموتى لم نلمس أي رهبة أو خشوع أمام هادم اللذات ومفرق الجماعات، وبدا الموت بالنسبة لهم مورد رزق وحسب.
وقال بعض حفاري القبور “إنه كان هناك يقول كل صباح يا فالق الإصباح إئت بهم على الألواح، لأنه لديه مصلحة شخصية في كثرة الأموات لأنه يقتات من الموت”.
ووصف الدرعي حفاري القبور بأنهم” ضعاف حال” مؤكدا على أنه لا يرغب في أن يعمل أبناؤه في مهنته قائلا “لدي 4 عاطلين ولكني لم أجلبهم إلى هذا العمل، أملي أن تتكرم علي الحكومة براتب تقاعد وأخلي المكان”.
أما مُغسل الأموات (الحانوتي) محمد بن شعبان فقال “أعمل في غسل الأموات منذ 50 عاما، أحيانا يكون هناك ميت وأحيانا لا يكون. اليوم لا يوجد شئ وبالأمس ما ثمة شيء، وأحيانا يكون هناك ثلاثة أموات” أما الأسعار ف” بين الغسل والكفن 50 دينارا، دون القبر”.
وأردف” الميت لا يكلف سوى 50 دينارا للكفن و20 دينارا للغسل، و30 دينارا للكفن”، مشيرا إلى أنه لا يستخدم القفازات “أستخدم يدي وقد غسلت المذبوح والمشنوق ومن كانت أمعاءه خارج بطنه لا أتقزز من شئ يصلني”.
ويؤكد أنه يفتخر بعمله قائلا “هذا عملي كالنجار والحداد والصحفي لا أغير ولا أبدل عملي”.
إلى جانب حفاري القبور ومُغسلي الموتى هناك من ينظف القبور ويبيضها بالجير، ومن بينهم محمد ( 55 عاما) وهو يعمل منذ 23 عاما، في تنظيف القبور وتبييضها، ولكنه غير راض على حركية نشاطه ويصف الأوضاع بأنها”ميتة” لأنه لا يعمل كما ينبغي “أحيانا أعمل، لدي عملية جراحية، عندما يطلب مني أقوم بعملي رغم الأجر الزهيد فالتنظيف ب 5 أو 10 دنانير والتبييض بدينار واحد لدي ابن وابنة وأحتاج إعانة اجتماعية شهرية لقد شكوت في السابق من ضيق الحال دون جدوى”.
المسؤول البلدي بمقبرة قريش، عبد الخالق بلخضر، ذكر أن الإدارة ” تسعى لحل الخصومات التي تنشب أحيانا بين بعض الناس حول قبر أو مساحة مخصصة لدفن أموات أسرٍ بعينها”.
وإلى جانب “إعطاء التراخيص بالدفن وجميع الخدمات الأخرى ” يتابع مضيفا”كل يوم هناك مشكلة جديدة، حول القبور والأراضي، فكل قطعة باسم آل فلان ينازعهم فيها آخرون، ونقوم نحن بحل المشكلة من خلال لجنة، مشيرا إلى أن المشاكل التي تعاني منها المقبرة فهي أن وقع اتخاذها أوكارا للفساد من قبل بعض المنحرفين.
(القدس العربي)
والمقبرة التي سميت بـ”قريش” لأنها تضم رفات عدد كبير من الفاتحين من قبيلة قريش في مكة تشهد رواجا لعدد من المهن المرتبطة بالموتي من حفر للقبور والتكفين والغُسل.
محمد بن سعد القائم على مسجد التوفيق بالمنطقة والذي يشهد وباستمرار استقبال الجنائز للصلاة عليها قال لمراسل وكالة الأناضول للأنباء “كل يوم هناك جنائز وأحيانا يكون في الصباح وفي المساء وبين الظهر والعصر”.
وواصل حديثه قائلا “رأيت الكثير من الموتى وفي يوم واحد أحضرت 12 جنازة، كانت مشاهد تزهد في الدنيا، معظمها ضحايا حوادث المرور”.
أحد حفاري القبور ويدعى خليفة الدرعي (70 عاما) ذكر أنه يعمل في حفر القبور بمقبرة قريش منذ 40 عاما وأضاف قائلا “يأتي لنا أهالي المتوفين ويطلبون منا حفر قبور لمفقوديهم، وكل قبر له سعر”.
ويشرح ذلك قائلا” فتح قبر لإنزال ميت آخر فيه ب140 دينارا (الدولار يساوي 1.65 دينار)، أما حفر قبر جديد فهو يتراوح بين 250 و300 دينار” ويعلل الفارق في الأسعار باختلاف المواصفات المطلوبة.
لم نلحظ أي تأثر بالموت لدى من تحدثنا معهم، فقد أصبح كل شيء متعلق بمورد رزق، بدءا من الذي يغسل، إلى الذي يحفر القبر، وأسوأ من ذلك موظفوا البلدية. فعندما كنا نسأل عن مشاعر هؤلاء حيال الموت والموتى لم نلمس أي رهبة أو خشوع أمام هادم اللذات ومفرق الجماعات، وبدا الموت بالنسبة لهم مورد رزق وحسب.
وقال بعض حفاري القبور “إنه كان هناك يقول كل صباح يا فالق الإصباح إئت بهم على الألواح، لأنه لديه مصلحة شخصية في كثرة الأموات لأنه يقتات من الموت”.
ووصف الدرعي حفاري القبور بأنهم” ضعاف حال” مؤكدا على أنه لا يرغب في أن يعمل أبناؤه في مهنته قائلا “لدي 4 عاطلين ولكني لم أجلبهم إلى هذا العمل، أملي أن تتكرم علي الحكومة براتب تقاعد وأخلي المكان”.
أما مُغسل الأموات (الحانوتي) محمد بن شعبان فقال “أعمل في غسل الأموات منذ 50 عاما، أحيانا يكون هناك ميت وأحيانا لا يكون. اليوم لا يوجد شئ وبالأمس ما ثمة شيء، وأحيانا يكون هناك ثلاثة أموات” أما الأسعار ف” بين الغسل والكفن 50 دينارا، دون القبر”.
وأردف” الميت لا يكلف سوى 50 دينارا للكفن و20 دينارا للغسل، و30 دينارا للكفن”، مشيرا إلى أنه لا يستخدم القفازات “أستخدم يدي وقد غسلت المذبوح والمشنوق ومن كانت أمعاءه خارج بطنه لا أتقزز من شئ يصلني”.
ويؤكد أنه يفتخر بعمله قائلا “هذا عملي كالنجار والحداد والصحفي لا أغير ولا أبدل عملي”.
إلى جانب حفاري القبور ومُغسلي الموتى هناك من ينظف القبور ويبيضها بالجير، ومن بينهم محمد ( 55 عاما) وهو يعمل منذ 23 عاما، في تنظيف القبور وتبييضها، ولكنه غير راض على حركية نشاطه ويصف الأوضاع بأنها”ميتة” لأنه لا يعمل كما ينبغي “أحيانا أعمل، لدي عملية جراحية، عندما يطلب مني أقوم بعملي رغم الأجر الزهيد فالتنظيف ب 5 أو 10 دنانير والتبييض بدينار واحد لدي ابن وابنة وأحتاج إعانة اجتماعية شهرية لقد شكوت في السابق من ضيق الحال دون جدوى”.
المسؤول البلدي بمقبرة قريش، عبد الخالق بلخضر، ذكر أن الإدارة ” تسعى لحل الخصومات التي تنشب أحيانا بين بعض الناس حول قبر أو مساحة مخصصة لدفن أموات أسرٍ بعينها”.
وإلى جانب “إعطاء التراخيص بالدفن وجميع الخدمات الأخرى ” يتابع مضيفا”كل يوم هناك مشكلة جديدة، حول القبور والأراضي، فكل قطعة باسم آل فلان ينازعهم فيها آخرون، ونقوم نحن بحل المشكلة من خلال لجنة، مشيرا إلى أن المشاكل التي تعاني منها المقبرة فهي أن وقع اتخاذها أوكارا للفساد من قبل بعض المنحرفين.
(القدس العربي)