إقرار خطة إسرائيلية لتهويد حائط البراق وتغيير قداسته الإسلامية
جو 24 :
وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة خمسية لتخصيص ميزانية جديدة بقيمة 110 ملايين شيكل، (35 مليون دولار)، لما أسمته "تطوير البنية التحتية" لحائط البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
وتهدف الخطة التي قدمها رئيس حكومة الاحتلال "نفتالي بينيت"، إلى "مواصلة زخم التنمية والعمل الجاري هناك، وتوفير الاستجابة المطلوبة لزيارات الطلاب والمهاجرين والجنود".
وتشمل أيضًا، "تطوير برامج تربوية جديدة (لتعزيز ربط علاقة اليهود مع المكان)، وتعزيز البنية التحتية وخدمات النقل والارتقاء بها ووضع وسائل جديدة لتسهيل الوصول إلى الحائط الغربي (حائط البراق) من خلال منصات تكنولوجية جديدة"، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
بدورها، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أنه سيتم تخصيص الأموال من قبل "مكتب إدارة المشاريع، وكذلك وزارات الجيش، المالية، التعليم، الداخلية، النقل، السياحة، الثقافة والرياضة، ووزارات التكنولوجيا، وجهاز الأمن العام الشاباك".
وأشارت إلى أن عدد "الزوار اليهود" لحائط البراق بين عامي 2015 و2020، ارتفع من 10 ملايين إلى 12 مليونًا.
وحائط البراق هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وتعتبر من أشهر معالم مدينة القدس المحتلة، سيطر عليها الاحتلال بعد احتلاله المدينة عام 1967.
تهويد المنطقة
ويقول نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات في حديث لوكالة "صفا"، إن حكومة الاحتلال ومنذ العام 1967، وهي تسعى إلى تهويد منطقة وساحة البراق، بمشاركة عدة مؤسسات احتلالية، منها "صندوق إرث حائط البراق"، ووزارة السياحة وبلدية الاحتلال، وغيرها.
ويوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تُخصص فيها حكومة الاحتلال ميزانية لأجل تهويد حائط البراق، بل رصدت منذ العام 1967، ميزانيات ضخمة جدًا، بلغت ما يزيد عن مليار دولار.
ومن خلال ذلك، يهدف الاحتلال إلى خلق رؤية بصرية يهودية تطغى على الهوية العربية الإسلامية في مدينة القدس، كونها ساحة مطلة على المسجد الأقصى. كما يؤكد بكيرات
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال أنشأت مباني ضخمة تحمل شعارات يهودية، وقلاع مرتفعة في المنطقة المستهدفة لخلق رؤية وعمران يهودي يُضاهي العمران الإسلامي الذي في المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وخلق مزاحمة في الرؤية البصرية.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل أقامت الكنس والمتاحف اليهودية والمدارس التلمودية والمرافق المتعددة في المنطقة، بهدف تزوير هويتها العربية الإسلامية.
ويضيف بكيرات أن ما يجري من رصد ميزانيات ليس هدفها فقط التهويد وخلق رؤية بصرية يهودية، وإنما خلق واقع قداسة وحركة إحلالية يهودية جديدة في تلك المنطقة، باعتبار أن حائط البراق من أكثر الأماكن قداسة عند المقدسيين والمسلمين.
ويلفت إلى أن الاحتلال حرم المقدسيين والمسلمين من الوصول إلى حائط وساحة البراق، رُغم أنها وقف إسلامي، وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، حيث جعله ممرًا آمنًا للمستوطنين المتطرفين الذين يقتحمون باحات المسجد من باب المغاربة.
خنق الأقصى
وتزداد المشاريع الاحتلالية التي تستهدف منطقة البراق يومًا بعد يوم، وتسعى حكومة الاحتلال إلى جلب أكبر عدد من المتطرفين إلى حائط البراق، وتغيير القداسة، وصولًا لخنق المسجد الأقصى.
ويؤكد بكيرات أن هذه المشاريع ستصل لمرحلة تُحاصر الأقصى وتخلق واقعًا جديدًا فيه، خاصة أن الاحتلال يعمل على توسعة المنطقة لكي تُصبح ساحة لـ"صلاة اليهود".
ولا يتوقف الاحتلال عن استهدافه الممنهج لحائط وساحة البراق، بل ما يزال يُواصل مخططاته لتهويده بالكامل، وطمس معالمه الإسلامية.
فخلال العام 2021، كشفت شركة "هندل" الهندسية، والتي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها، عن مخططات لتطوير الحائط الجنوبي الغربي للأقصى، بدعم من حاخامية ما يسمى "تراث المبكى"، ليتم تخصيصها لأداء صلاة "النساء اليهوديات المتدينات" أو ما يعرف بـ "التيار الإصلاحي غير المتدينين".
ووفق المخطط، يعتزم الاحتلال توسعة ساحة البراق، وتطوير الحائط الجنوبي الغربي للمسجد، بمساحة 900 متر مربع، بحيث يتضمن تبليط الساحة المستهدفة وبناء ثلاث طبقات، بتكلفة 13 مليون دولار، بهدف "إعطاء مجال للنساء اليهوديات لأداء طقوسهن وصلواتهن التلمودية فيها".
وفي العام 2018، صادقت بلدية الاحتلال في القدس بضغط من رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، على خطّة لتوسعة "الساحة المختلطة" في الجانب المحتلّ من حائط البراق، تشمل توسعة الطريق المؤدي إليها وتركيب لوازم عبور ذوي الاحتياجات الخاصّة.
وأقيمت "الساحة المختلطة" في حائط البراق عام 2016، في مسعى من حكومة الاحتلال إلى "الفصل بين المصلّين الأرثوذكسيين، الذين يحرمون اختلاط النساء بالرجال أثناء الصلاة، وبين المصلّين الإصلاحيين والمحافظين، الذين أُنشأت لهم الساحة، بالإضافة إلى إمكانية أن تصلي النساء فيها".