تقرير جديد: الكحول غير مفيد للقلب.. والخبراء "يستغربون"
جو 24 :
في خطوة جريئة، أصدر الإتحاد العالمي للقلب تقريرًا مقتضبًا الخميس، جاء فيه أنّ ما من كميّة كحول مفيدة للقلب.
وقالت رئيسة لجنة المناصرة التي أصدرت التقرير، بياتريس شامبانيْ: "في الإتحاد العالمي للقلب، قرّرنا أنه من الضروري التحدّث عن الكحول والأضرار الصحيّة التي يتسبّب بها، بالإضافة إلى الضرر الاجتماعي، والاقتصادي، لأن ثمة انطباعًا بين الناس عمومًا، حتّى بين اختصاصيّي الرعاية الصحية، أنّه مفيد للقلب".
وأضافت شامبانيْ، المديرة التنفيذيّة للتحالف من أجل صحة الأمريكيتين أيضًا، وهي منظمة مكرّسة لتحسين الصحة في الأمريكيتين: "الأمر ليس كذلك، إذ أظهرت الأدلّة المتزايدة انتفاء وجود مستوى آمن من استهلاك الكحول للصحة".
انتقادات سريعةوسارع النّقاد إلى رفض موقف الاتحاد، مشيرين إلى أنّه تجاهل الدراسات التي تُظهر فائدة الكحول البسيطة لبعض أمراض القلب، وذلك عند تناول كميّة معتدلة منه.
وقال المحاضر بكلية "وينتون" للفهم العام للمخاطر في جامعة كامبريدج، ديفيد سبيجلهولتر، إن إحدى هذه الدراسات حول مخاطر الكحول، المنشورة في مجلة "لانسيت" عام 2018، استُخدمت على نطاق واسع في موجز الإتحاد، "لكنّه حرّف نتائجها بشكل خطير، ونقلها على نحو انتقائي".
وقالت الأستاذة بمعهد القياسات الصحية والتقويم في جامعة واشنطن، إيمانويلا جاكيدو، التي تحلّل مخاطر الكحول بناءً على "دراسة عبء المرض العالمي"، التي استندت إلى بيانات عالمية عن الوفيّات المبكرة والعجز الناتج عن أكثر من 300 مرض: "طالما أنّ تقرير الاتحاد العالمي للقلب ذكر هذه الدراسة كمرجع، من المستغرب حقيقة أن يستنتجوا عدم وجود كمّية من الكحول مفيدة للقلب".
وردّاً على هذه الانتقادات، قالت شامبانيْ لـCNN:"فيما نتمسّك بتوصياتنا الرئيسة، من المفيد أن نلفت النظر إلى أن صياغة أجزاء من هذا التقرير قد تتسبّب بسوء فهم. ولمعالجة هذا الأمر، حدّثنا الوثيقة (لا سيّما الصفحة 8) بهدف توضيح استنتاجاتنا على نحو أوضح، والإشارة إلى الدراسات التي استندنا إليها للتوصل إلى هذه الاستنتاجات".
وأضافت شامبانيْ: "باختصار، موقفنا هو أن الدراسات التي بيّنت أنّ لاستهلاك الكحول أثر كبير في حماية القلب" استندت بشكل كبير على الملاحظة، غير متّسقة، ومموّلة من قبل صنّاع الكحول، و/ أو لم تخضع للتجربة العشوائية المنضبطة. إلى ذلك، تنفي المخاطر والأضرار الموثّقة جيدًا أي تأثير محتمل لحماية القلب، ما أدّى لحكمنا أنه لا يمكن اعتبار أي قدر من الاستهلاك مفيدًا لصحة القلب".
وتقول جمعية القلب الأمريكية، وهي عضو في الاتحاد، إن "الاعتدال هو المفتاح" عندما يتعلق الأمر بالكحول، وهو أمر يتم تعريفه على أنه ليس أكثر من كوب واحد في اليوم للنساء، واثنين للرجال.
وقالت كبيرة المسؤولين العلميّين والطّبيّين في جمعية القلب الأمريكية، الدكتورة مارييل جيسوب، لـCNN إن الجمعية "ستراجع بعناية" تقرير الاتحاد العالمي للقلب المقتضب.
وجهة نظر العالمويُعد اتحاد الصحة العالمي منظمة للتوعية عن الصحة مقرّها جنيف، ويُمثّل مئات جمعيات القلب في العالم.
وأصدر الاتحاد تقرير توصياته المقتضب الجديد تحت عنوان "تأثير استهلاك الكحول على صحة القلب والأوعية الدموية: الخرافات والتدابير"، للتصدّي للتقارير التي تفيد بأن بعض الكحول لا بأس بها، أو حتّى أنها مفيدة لصحة القلب.
ويزيد شرب الكحول من مخاطر الإصابة بالعديد من مشاكل القلب والأوعية الدموية، ضمنًا أمراض الشريان التاجي، وفشل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وتمدد الأوعية الدموية لشريان الأبهر، وفقًا للتقرير.
ويُشير التقرير إلى أن أي كمّية من الكحول، وليس فقط الإفراط في الشرب، يمكن أن يتسبّب بحياة غير صحية.
وتُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيس للوفاة في العالم، وهي تؤثّر بشكل غير متكافئ على الأشخاص من الطبقة الاجتماعية والاقتصادية الأدنى.
وجاء في التقرير أيضًا، أنه نحو 2.4 مليون حالة وفاة سجلت عام 2019، ارتبطت ليس فقط بأمراض القلب فقط، بل يمكن نسبها إلى الكحول.
كما يؤثر الكحول بشكل سلبي على الصحة العقلية أيضًا.