"العواجيز" يعتزلون في ملاعب الخليج!!
نجوم عالميون على حافة "النهاية" يستقلون الطائرات الخاصة ويوقعون عقوداً بأرقام خيالية لموسم أو موسمين.
يصبح اللاعب قريبا من الاعتزال، فيأتي لملاعبنا حيث السيارات الفارهة والاموال الطائلة التي لا تطالها "أعين الضرائب"،ثم يودع بحفاوة على الرغم من الفشل المعروف نتيجته مسبقا، وتهدر أموال وتحرم منها الاكاديميات والمدارس الكروية القادرة على إنجاب لاعبين يفيدون انديتهم باخلاص وتفان.
النتيجة الحتمية غالبا ما تكون معروفة..المشاركة في مباريات معدودة ودقائق قليلة تستحق دخول موسوعة غينيس كونها الاغلى في ملاعب كرة القدم.
كانت الاندية العربية بشكل عام والخليجية على نحو خاص تعتمد على السماسرة من أجل استقدام لاعبين اجانب قادرين على تحقيق الطموحات. لكن عددا كبيرا من هؤلاء لم يكن يلعب موسما كاملاً ويتم الاستغناء عنه في نصف الموسم وربما بعد اربع أو خمس مباريات نتيجة فشله أو ضعف مستواه.
لكن الامر اختلف منذ أواخر التسعينات..فلم يعد هناك سماسرة ولا من يحزنون،ولا مدربون يضعون تصوارتهم من أجل إستقدام اللاعب القادر على ملء الفراغ، وترك الامر لرجال أعمال يترأسون أندية ويبحثون عن الشهرة حتى لو كانت بإهدار ملايين الدولارات.
وباتت الملاعب محطة "مربحة" لأشهر لاعبي العالم ممن اصطلح على تسميتهم في دول الخليج بـ"العواجيز".
وإذا اردنا استثناء تجربة اللاعب البرازيلي ريفيلينو مع الهلال السعودي في أواخر الثمانينات ونجاحه في إحداث نقلة نوعية، فإن التجارب الاخرى لم تسهم في ارتقاء الاندية أو اللاعبين المحليين، ولم تحقق الغاية المنشودة باحراز القاب قارية بالدرجة الاولى ومحلية في بعض الاحيان.
ومع انضمام النجم الاسباني راوول غونزاليس لفريق السد القطري مقابل ستة ملايين يورو في العام،فإن نجم ريال مدريد وشالكه الألماني سيقص شريط القادمين الجدد وسط أنباء عن توافد آخرين مثل كلارنس سيدورف ودل بييرو وفيليبو اينزاغي وغيرهم ممن يعرف العرب سيرهم الذاتية دون الحاجة لتجربتهم.
اذا هل هي تجارب للشهرة أم للسمعة..وهل هي رغبة في تطوير مستوى اللاعب المحلي أم انها "موضة" لابد من التقليد والسير على دربها.
المؤشرات والتجارب السابقة لم تقدم الا نتيجة واحدة،ويكفي القول أن الاتحاد السعودي تعاقد مع الايطالي دونادوني في موسم 1999-2000 الذي لعب 15 مباراة "غير كاملة" ثم تعاقد مع البرازيلي بيبتو عام 2002 ولعب خمس مباريات فقط وسجل هدفا واحداً.
ولايمكن أن ينسى أحد ان السد القطري تعاقد مع البرازيلي روماريو في العام 2003 لمدة مئة يوم مقابل المليون ونصف المليون دولار لمساعدته في البطولة الآسيوية، فتبين لاحقا أن هناك خطأ في تسجيله،فلم يلعب سوى ثلاث مباريات محلية وغادر وعلى "كتفه" الملايين.
وعلى الرغم من تسجيله 25 هدفا للعربي القطري،فإن "باتي غول" أو غابرييل باتيستوتا كان يتدرب في الدوحة ثم ينام في دبي في عطلة نهاية الاسبوع.
ومن تجربة الالماني ستيفان ايفنبرغ مع العربي مرورا بالشهير بيب غوارديولا مع الاهلي والهولندي فرانك دي بوير مع الريان ثم الشمال الذي لم يلعب معه سوى مباراة واحدة،وصولا الى البلغاري ستويشكوف الذي اكتفى بمباراتين مع النصر السعودي،لم تختلف تجربة قائد منتخب ايطاليا وحامل كأس العالم 2006 فابيو كانافارو مع الاهلي الاماراتي فتحول من لاعب"ملهم" الى مستشار فني.
ملايين وملايين صرفت هنا وهناك قدّرتها إحصائية غير رسمية بنحو 250 مليون دولار من أجل استقدام لاعبين لم يجدوا عقودا في اوروبا فكانت الملاعب العربية ملاذاً آمنا ومربحاً لهم في ختام مشوار صفق له الجميع.
ويبقى القول ان هذه الظاهرة ستبقى مستمرة في السنوات القادمة طالما ان هناك ادارات تفكر للحظات آنية ودون خطط على المدى البعيد.
فمن يدري..لربما استقبلت ملاعبنا العربية بعد عشر أو خمسة عشر عاما، ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، زلاتان ابراهيموفيتش،واين روني وكارلوس تيفيز!!."النشرة"