بين التصدير للاحتلال والصقيع والجشع.. اسعار الخضار تلتهب والزراعة خارج التغطية!
جو 24 :
مالك عبيدات - تواصلت شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار الخضار في محلات التجزئة ومحال الخضار وحتى البسطات بشكل مبالغ فيه، خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر كيلو الخيار والكوسا (1.25- 1.5) دينارا، وتجاوز سعر الباذنجان والزهرة دينارا.
وقال المواطنون لـ الاردن24 إن أسعار الخضار ارتفعت بشكل جنوني وأصبحت تشكل عبئا على الأسر الأردنية، ولم تعد بمتناول يد الموطن، متسائلين؛ كيف ستؤمّن الأسر الأردنية الطعام لأطفالها في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث أصبح أرباب الأسر فريسة لأسعار المحروقات للتدفئة والخضار التي تعتبر القوت الرئيس للعائلات.
وتساءل المواطنون عن أسباب الارتفاع المفاجئ للأسعار سيّما وأن الخضروات تنتج محليا، وأين الرقابة على الأسواق من قبل الجهات المختصة؟ ولماذا يُترك التجار للتحكّم بالمواطنين؟ ولماذا تسمح الحكومة بالتصدير للخارج وتترك الأسعار تلتهب في الداخل؟!
وطالبوا الحكومة بوقف التصدير ووضع سقوف سعرية في السوق المركزي، نظرا للارتفاع الكبير على أسعار الخضار التي تعتبر وجبات رئيسة لأسرهم، حيث أصبح أدنى سعر يمكن شراء خضار به هو (75) قرشا للبطاطا.
القطاونة: التصدير للاحتلال
ورأى النائب أحمد القطاونة أن التهاب الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه مرتبط بتوقيع وزير الزراعة، المهندس خالد الحنيفات، اتفاقية مع الكيان الصهيوني، تنصّ على تصدير كميات من المزروعات للمستوطنات الصهيوني، قائلا إن هناك آلاف الأطنان التي جرى تصديرها.
وقال القطاونة إن المستوطنين يمتنعون في هذه الفترة عن الزراعة بسبب عاداتهم ومعتقداتهم، ومن المؤسف أن يتمّ تعويضهم عن نقص المزروعات من الأردن، مشيرا إلى أن هذا الأمر تسبب برفع الأسعار على المستهلك الأردني، بالاضافة إلى كونه يشكّل دعما للاحتلال.
خدام: الصقيع
من جانبه، قال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان خدام، إن ارتفاع الأسعار مرتبط بعاملين؛ الأول موجة الصقيع التي أثرت على منتجات الخيار والكوسا، والثاني تراجع الرقعة الزراعية وعزوف المزارعين عن الزراعة بعد الخسائر التي تكبدوها خلال المواسم السابقة.
وأضاف خدام لـ الاردن24 إن الكميات التي يتم توريدها إلى السوق المركزي انخفضت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، نافيا أن يكون السبب في ارتفاع الأسعار هو التصدير للكيان الصهيوني، حيث أن التصدير متوقف منذ (10) أيام.
وبرر خدام بيع مزارعين منتجاتهم من أجل التصدير للكيان الصهيوني بالقول إنها تُباع لتجار من فلسطين، ولا نعلم إذا كانت تذهب للكيان أم لا..
العوران: جشع بعض التجار
ومن جانبه، أكد أمين عام اتحاد المزارعين، المهندس محمود العوران، أن ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضار في السوق المحلي غير مبرر، قائلا إنه يعود لتجار التجزئة، حيث أن تأثير الصقيع مرتبط ببعض الأصناف الحساسة مثل الخيار والكوسا والبطاطا فقط.
وقال العوران لـ الاردن24 إن الكميات التي ترد للأسواق المركزية من الأصناف الأخرى لم تتأثر، وأما رفع الأسعار فهي "لعبة تجار"، والمزارع لا يستفيد شيئا، مؤكدا أن أسعار البيع للمواطنين لا تعكس أسعار البيع بالسوق المركزي.
وبين العوران ان الزراعات المحمية لاتتاثر بالصقيع وتدني درجات الحرارة والخسائر بالعادة تكون للزراعات المكشوفة، ومعظم الخضار لا تتأثر بالصقيع باستثناء الكوسا والخيار والبطاطا، فيما طالب وزارة الزراعة بسرعة تعويض المزارعين المتضررين من الصقيع ليتمكنوا من العودة للزراعة وتعويض الخسائر التي تكبدوها.
الحنيفات لا يُجيب..
الاردن24 حاولت على مدار الأيام الماضية الاتصال بوزارة الزراعة ووزيرها الحنيفات للاستفسار عن أسباب ارتفاع أسعار الخضار بالأسواق، ودور الوزارة تجاه ذلك، إلا أن أحدا لم يُجب على جميع تلك المحاولات..