بطولة ريان.. درس يشعل مواقع التواصل الاجتماعي في تونس

ريان، طفل مغربي لم يتجاوز خمس سنوات أصبح حديث الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في تونس، بعد سقوطه في بئر عميقة.

وعلى الرغم من تواصل جهود إنقاذ الطفل ذي الخمس سنوات منذ أكثر من 50 ساعة، لازال ريان يقاوم بقوة وبعزيمة للنجاة بعد قضائه ليلتين داخل البئر على عمق 32 مترا.

وسقط الطفل ريان البالغ خمس سنوات بشكل عرضي ليل الثلاثاء في بئر جافة يبلغ عمقها 32 مترا لكنّ قطرها ضيق يصعب النزول إليه، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، وفق ما أوضحت وسائل إعلام محلية.

• يتعرض لإغماءات عرضية.. تفاصيل الوضع الصحي للطفل ريان

وتداول التونسيون مقاطع فيديو ترسم قوة هذا الطفل رغم صغر سنه ومقاومته للحياة رغم ما عاشه من خوف ورعب وعزلة في تلك البئر العميقة والطين الذي لوّث ملابسه والبرد الذي شعر به والدموع التي انهمرت من عينيه البريئتين.

درس في الحياة يكتبه هذا الطفل بأنامله التي تشبثت في الطين والتراب، فالتحف السماء وافترش الأرض طيلة ليلتين دون أكل أو شرب.

لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، التي تترقب بفارغ الصبر لحظة خروج الطفل من الظلمات التي سقط فيها وليتحرر من باطن الأرض ويلتف الأغطية ليدفأ بها جسده الصغير ويعانق والدته التي تجرعت مرارة وجع ابنها.

تعاطف كبير ارتسم على وجوه التونسيين الذين صدموا من مشهد سقوط ريان والذي يتنفس لمدة يومين دون حركة خاشين من حصول كسور في جسده النحيل.

واختفى الطفل فجأة عن الأنظار، وبعد بحث أفراد أسرته عنه وجدوا البئر من دون غطاء وآثار قدم صغيرة بجواره، فقاموا بإشعار السلطات المحلية وتأكدوا من سقوطه في البئر بعد إنزال كاميرا هاتف إلى داخله.

فرج قريب

وأعربت الشاعرة التونسية مريم الطرابلسي عن دعمها للطفل ريان، حيث كتبت في تدوينة: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن.. اللهم رد ريان لأمه".

وأضافت: "في ليلة الجمعة، نسأل الله الفرج للطفل ريان العالق في بئر بمنطقة شقشاون في المغرب، اللهم احفظه بحفظك وارعه بعينك التي لا تنام وأعده إلى والديه سالمًا غانمًا معافى".

وقالت الممثلة التونسية أميمة بن حفصية إن الجهود متواصلة لإنقاذ الطفل ريان المغربي من قاع البئر.

وتابعت في تدوينة لها على فيسبوك أن "الفرج قريب.. دعواتكم".

فيما عبرت الفنانة التونسية فايزة المحرصي عن مساندتها وتعاطفها مع الطفل ريان وكتبت على فيسبوك: "يا رب إن شاء الله ينجو ويعود لعائلته سالما".

وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الخميس: "نقترب من إنقاذه إن شاء الله"، مشيرا إلى أن "كل الإمكانيات الطبية جاهزة في عين المكان لمواكبته حتى ينقل إلى المستشفى".

وجهز الدرك الملكي طائرة مروحية طبية تستعد لنقل الطفل إلى مستشفى قريب حال إخراجه من الحفرة، وفق ما أفادت القناة العمومية الثانية.

ونقل موقع Le360 عن والد الطفل قوله: "في غفلة مني سقط الصغير في البئر التي كنت بصدد حفرها، لم أستطع النوم ليلتها".

وأثار الحادث اهتماما واسع النطاق في مواقع التواصل الاجتماعي وترقبا كبيرا لعمليات الإنقاذ، إذ تصدر وسم "أنقذوا ريان" قائمة المواضيع الأكثر تداولا في المغرب عبر تويتر، الخميس.

لكن فرق الإنقاذ لم تتمكن من النزول مباشرة إلى البئر التي سقط فيها الطفل "نظرا لضيق قطرها الذي لا يتجاوز 45 مترا"، وفق ما أوضح المسؤول عن العملية عبد الهادي تمراني للقناة التلفزيونية العامة الأولى.

وأوضح بايتاس الخميس أن عملية الإغاثة واجهتها صعوبات كثيرة بسبب طبيعة التربة وتجمع المواطنين حول موقع الحادث.

وتتواصل منذ صباح الأربعاء الجهود لانتشاله، "حيث تمت الاستعانة بخمس آليات تقوم بالحفر بالموازاة مع الثقب المائي"، وفق ما أوضح مصدر في السلطات المحلية لوكالة الأنباء المغربية.

وأضاف أن "أشغال الحفر وصلت إلى عمق يفوق 19 مترا من 32 مترا، حيث يتواجد الطفل بعد سقوطه".

وأشار المصدر إلى أن "السلطات عبّأت مختلف الوسائل الضرورية لهذه الغاية، حيث تم إيصال الماء والأكسجين عبر أنابيب إلى الطفل العالق"، مؤكدا أن "جهود الإنقاذ لم تتوقف (...) على أمل إنقاذ الطفل على قيد الحياة".

وأوضح بايتاس الخميس أن عملية الإغاثة واجهتها صعوبات كثيرة بسبب طبيعة التربة وتجمع المواطنين حول موقع الحادث، داعيا إياهم إلى تسهيل مأمورية المنقذين.