9 طرق للتحدث مع أطفالك حول الصحة العقلية
جو 24 :
تماما مثل الأمهات، يمكن للآباء أن يلعبوا دورا فعالا مع أطفالهم، عندما يهتمون بالحديث عن الصحة العقلية في وقت مبكر. فقد "أثبتت دراسات متعددة أن مشاركة الأب، تُعد عاملا وقائيا ضد أمراض الأطفال العقلية في المستقبل". كما يقول الدكتور كونمي سوبويل، لموقع "هيلث لاين" (Healthline).
فالتعرف على الصحة العقلية منذ الصغر أمر مهم للأطفال، تماما كتعرفهم على الصحة البدنية، حيث يساعدهم ذلك على فهم مشاعرهم، ويجعلهم أكثر مرونة.
لكن هناك من يجدون صعوبة في التحدث مع أطفالهم حول هذا الأمر، فوفقا لاستطلاع موّلته وزارة الصحة البريطانية في عام 2015، اتضح "أن 55% من الآباء، لم يتحدثوا أبدا مع أطفالهم عن الصحة العقلية". وقالت مديرة الاستطلاع، سو بيكر، لشبكة "بي بي سي" (bbc)، إن "الحديث عن الصحة العقلية ما يزال يُنظر إليه على أنه مُحرج للغاية، بالنسبة لعديد من الآباء".
لذلك ينصح الخبراء بجعل الصحة العقلية جزءا من المحادثة اليومية مع الطفل، "لأن هذا سوف يشجعه على البوح مستقبلا".
عسر الكتابة.. عندما تكون الخط السيئ لطفلك علامة على شيء أكثر خطورةالخبراء ينصحون بجعل الصحة العقلية جزءا من المحادثة اليومية مع الطفل لأنها تشجعه على البوح مستقبلا (شترستوك)
البديل لا يحتمل التردد
يوجد أكثر من 850 ألف طفل بريطاني (من 5 إلى 16 عاما)، مصابين بمرض عقلي بحسب "بي بي سي". وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، عن إصابة أكثر من 6 ملايين طفل أميركي، بالقلق والاكتئاب، فيما أكد التحالف الوطني للأمراض العقلية (nami) أن 1 من كل 5 مراهقين، سوف يعاني من "اضطراب عقلي حاد" خلال حياته.
وتقول الكاتبة الأميركية، نيكول سبيكتور "ما تزال الوصمة الملازمة للمرض العقلي سائدة في المجتمع، لدرجة تجعل كثيرا من الآباء يتجنبون الحديث حوله".
لكن هذا لا يعني أن تكون الصحة العقلية موضوعا محظورا، بل على العكس من ذلك، ترى هانا جين باركنسون، الكاتبة المتخصصة في الصحة العقلية، أن "من الأفضل إثارته قبل حدوث أزمة حقيقية تجعله أكثر صعوبة، عندما يقع الطفل في قبضة مرض يُشعره أنه بلا قيمة".
فأي شيء يمكنك القيام به لتثقيف الطفل حول المشكلات العقلية المحتملة، يعد أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يجعل باركنسون تناشد، قائلة "من فضلك تحدث مع أطفالك عن الصحة العقلية، قد يكون الحديث محرجا، ولكن البديل لا يحتمل التردد".
العلامات التحذيرية
تقول المستشارة المهنية المعتمدة، ميليسا كوخ، "أنت أفضل من يعرف طفلك، فإذا لاحظت سلوكيات غير معتادة، فيجب أن تهتمي".
وبحسب دكتور دونالد مردخاي، المتخصص في الصحة العقلية، فإن العلامات التحذيرية التي تدل على وجود مشكلة تتطلب مساعدة أطفالنا، تظهر في تغييرات سلوكية منها القلق والانفعال والتصرف باندفاع، وقلة الحماس أو الطاقة أو الحافز، والنسيان وقلة التركيز، والابتعاد عن الأصدقاء والأنشطة، وكذلك تدني الدرجات أو الغياب المتكرر عن المدرسة، واضطراب أنماط الأكل أو النوم، والصداع المتكرر وآلام الجسم، وصولا إلى تعاطي المخدرات، وإيذاء النفس.
كيف تعدين طفلك لمواجهة العنصرية في دولة أجنبية؟شجعي طفلك على البوح بمشاعره، من خلال حديثكِ عن مشاعركِ (شترستوك)
دليلك للتحدث مع أطفالك حول الصحة العقلية
قَدّمي النموذج والقدوة، وشجعي طفلك على البوح بمشاعره، من خلال حديثك عن مشاعرك أنت، فوفقا لتوصية دكتور إيلي ليبويتز، أخصائي اضطرابات القلق في مركز دراسة الطفل بجامعة ييل، على موقع "إن بي سي نيوز" (nbcnews)، فإن "الأطفال يقلدون سلوكيات آبائهم، فيمكنك أن تكوني قدوة لهم، عبر المشاركة الإيجابية في المشاعر والتحديات، والانفتاح على الحديث حول الصحة العقلية".
كوني شفافة، إذا كانت لديك مشكلات نفسية، فلا مانع من الإفصاح عنها بشكل مناسب، بأن تكوني شفافة في الحديث عن مواظبتك على تناول دواء مضاد للاكتئاب كان موصوفا لك، على سبيل المثال. فهذا النوع من الحديث مع أطفالك، يُعد جزءا مهما للحفاظ على لياقتهم العقلية، وقد "يكسر جزءا من وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية"، كما تقول أخصائية علم النفس، دكتورة ألكسندرا هاملت.
اطرحي الأسئلة، إذا أظهر طفلك أيا من علامات التحذير المتعلقة بالصحة العقلية، فيجب أن تطرحي المزيد من الأسئلة والاستفسارات التفصيلية حول حياته كل يوم. والتي تقول ميليسا كوخ، إنها "تساعد على تجنب اكتفاء الطفل بقول: أنا بخير".
احرصي على تحييد نبرة صوتك، وحاولي استخدام لهجة توحي بأنه ليست لديك أية افتراضات مسبقة. تقول الأخصائية الاجتماعية، لين رينيه زكيري، على سبيل المثال "عندما تسأل طفلك عن: كيف كان الاختبار اليوم؟ يمكنك أن تفعل ذلك بـ10 طرق مختلفة تماما، حسب كيفية قولها".
عبارات يجب ألا تقولها لطفلك أبدًا من أجل احترامه لذاتهمن السهل أن نتجاهل الأطفال عندما يغضبون، لكن الأفضل أن نأخذ مشاكلهم الصغيرة على محمل الجد (غيتي)
تحدثي عن يومك أولا، تضيف زكيري، أن بدء الحديث بشيء مثير للاهتمام حول يوم ممتع مثلا، قد يجعل الأطفال يشعرون بالأمان أكثر، ويكونون صادقين بشأن يومهم، "ما دمنا نتبادل الحديث".
لا لمصادر الإلهاء، تشدد زكيري على التركيز الكامل أثناء الحديث، عبر "تجنب أي عوامل تشتت الانتباه، فتؤثر في المرة التالية على تذكر ما قيل"، فالأطفال يحبون سماع شيء مما قالوه سابقا.
قومي بتجنيد شخص آخر، ينصح ليبويتز "قبل طرح الكثير من الأسئلة، اسألي طفلك عما إذا كان يشعر بالراحة في التحدث إليك، أو يفضل التحدث مع شخص آخر".
لا تستهيني بمشاكله الصغيرة، فقد يبدو نزاع طفلك مع صديقه من الأشياء التي يمكن التعامل معها ببساطة، في الوقت الذي قد يشعر هو أنه من المستحيل التعامل معها. تقول دكتورة هاملت "من السهل أن نتجاهل الأطفال عندما يغضبون، لكن الأفضل أن نأخذ مشاكلهم الصغيرة على محمل الجد".
قاومي الرغبة في النصح، فالتسرع في حل المشكلات، يؤدي إلى تعقيدها. والأطفال يريدون أن يُسمع صوتهم بالكامل، وأن تؤخذ مواقفهم على محمل الجد، لذلك يحذر بوب كننغهام، المستشار في قضايا التعلم والانتباه، من القفز مباشرة إلى النصيحة، لأنك إن فعلت "فسوف تغلق المحادثة". والأفضل هو "إدراك الآباء لمشاكل أطفالهم وتشجيعهم على الانفتاح بشأن تحدياتهم".
المصدر : مواقع إلكترونية