قصة الطفل ريان.. آمال متوقدة لأيام تنتهي بفاجعة
–شغلت قصة الطفل المغربي ريان أذهان السكان حول العالم، بعد أن انتشرت تفاصيلها، وسط تضامن واسع وتعاطف كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت تطورات الأحداث في قصة المرحوم ريان اهتماما شديدا لدى مستخدمي "السوشال ميديا”، الذين كانوا يأملون أن يخرج "سالما معافى” من البئر الضيق الذي علق داخله لأكثر من 4 أيام.
ولعل أقسى ما أوجع قلوب المتابعين لقصة ريان، مكوثه وحيدا عند عمق 32 مترا تحت الأرض، في مكان موحش معتم، منخفض الأكسجين، وشديد البرودة، يصعب على أي إنسان تحمّله.
لكن القصة انتهت بخبر مأساوي، فطر قلوب الناس حول العالم، بعد إخراج ريان "متوفى”، بعد عدة أيام ومحاولات مستمرة ومعقدة لإنقاذه، جرت ضمن التسلسل التالي:
نداء استغاثة
أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملة إلكترونية بمثابة "نداء استغاثة”؛ للإسراع في إنقاذ الطفل ريان الذي سقط داخل بئر عميقة وضيقة- في غفلة من والديه- بإقليم شفشاون، ما دفع أهله لإبلاغ السلطات المعنية بالأمر، لتنطلق إثرها عمليات البحث عنه.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، سقط ريان البالغ من العمر 5 سنوات، يوم الثلاثاء المضي في البئر التي تقع بالقرب من منزل عائلته ويبلغ عمقها 60 مترا، إلا أنه علق عند عمق 32 مترا.
وناشدت والدته السلطات المغربية بسرعة إنقاذ فلذة كبدها البالغ 5 سنوات بعد أن سقط في بئر عميقة، قائلةً "أدعو الله أن يطلعوه حيا”.
وتعالت نداءات من قبل الفعاليات المحلية بضرورة العمل على توفير سيارة إسعاف مجهزة، وطاقم طبي وتمريضي متخصص في طب المستعجلات والكوارث، للتعاطي مع الحالة الصحية للطفل بعد إخراجه من البئر، عوض التنقل به بين مستشفيات الجهة، واصفة إقليم شفشاون الذي يقع شمال المغرب، بالـ”منكوب”.
مراقبة ريان
وأثارت محاولات انتشاله جدلا حول الإمكانيات المتاحة لرجال الوقاية المدنية لإنقاذ أرواح الناس.
بدورها، ربطت فرق الإنقاذ هاتفا مع حبل وأنزلته إلى قعر البئر، حيث أظهر الفيديو الملتقط أن الطفل بخير ويجلس بشكل سليم رغم ضيق الحفرة.
وقالت وسائل إعلام مغربية، إن الطفل ريان ما يزال على قيد الحياة، مشيرة إلى معاناته من إصابة وجروح طفيفة على مستوى الرأس.
ودشّن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان "أنقذوا ريان” و”الطفل ريان”، مشيرين إلى أن قوات الحماية المدنية زودت الطفل بالأكسجين والماء بعدما تأكدت من أنه على قيد الحياة، وهو موجود على عمق 32 مترا وليس 60 مترا.
وذكرت وسائل إعلام عربية، أن فرق الإنقاذ تمكّنت من إنزال الطعام والشراب وإيصال الأكسجين عبر أنابيب إلى الصغير الذي أصابه الإعياء.
محاولة إنقاذ تطوعية
تطوّع أحد شباب المنطقة بالنزول إلى البئر، لكنه وصل إلى مسافة 20 مترا فقط؛ بسبب ضيق المكان وصعوبة التنفس.
وأفادت مصادر محلية بأنه إلى حدود الساعة السادسة من مساء الأربعاء، لم يتبق للسلطات سوى حوالي 10 أمتار للوصول إلى الطفل الذي يتواجد على عمق 32 مترا في حفرة البئر.
عمليات حفر معقدة
وذكرت تقارير محلية أنه جرى حفر ممرات جانبية وعرضية للإسراع بإخراج الطفل ريان من البئر، مشيرة إلى أن ذلك قد يستغرق بضع ساعات.
وتظهر مقاطع الفيديو وجود عشرات العاملين في فرق الإنقاذ، عند البئر التي وقع فيها ريان.
واستعانت السلطات المغربية بأدوات متطورة للبحث عن الطفل؛ بما في ذلك كاميرا جرى إدخالها في البئر، وتظهر ما ترصده على شاشة قريبة في المكان.
وتكمن صعوبة عملية الإنقاذ في ضيق البئر، كما تظهر الفيديوهات، إذ بالكاد نزل فيه أحد عناصر الدفاع المدني، معتمدا على حبل مشدود ببكرة.
ولم تقتصر عمليات الإنقاذ على داخل البئر فحسب، بل جلبت السلطات جرافة كبيرة بدأت بالحفر في المحيط، بغية الوصول إلى الطفل وإنقاذه عن طريق البحث الأفقي لا العمودي.
وبحسب وسائل إعلام عربية، فإن عمليات الحفر لإنقاذ الطفل المغربي كانت اقتربت من مرحلة خطيرة، حيث يتخوف خبراء جيولوجيا، من حدوث انهيار جراء عمليات الحفر.
وعبّرت الحكومة المغربية عن قلقها من حدوث مأساة جراء إمكانية انهيار التربة، كما وصلت تعزيزات من الدرك الملكي المغربي إلى الموقع.
ودعت المواطنين إلى عدم التجمع حول البئر لتسهيل إنقاذه، مشيرة إلى أن طبيعة التربة تعقد عملية الإنقاذ.
كما أن طائرة مروحية طبية كانت تتواجد في قرية "تَامُورْتْ”، شمال البلاد، من أجل نقل الصغير إلى المستشفى فور إنقاذه، ومعها سيارة إسعاف طبية مجهزة بجميع تجهيزات الإنعاش، وفريق صحي يضم طبيباً مختصاً للإنعاش والتخدير وممرضين.
وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الخميس: "نقترب من إنقاذه إن شاء الله”، مشيرا إلى أن "كل الإمكانيات الطبية جاهزة في عين المكان لمواكبته حتى ينقل إلى المستشفى”.
وأوضح بايتاس، أن عملية الإغاثة واجهتها صعوبات كثيرة بسبب طبيعة التربة وتجمع المواطنين حول موقع الحادث، داعيا إياهم إلى تسهيل مهمة المنقذين.
انهيار مفاجئ
أعلنت اللجنة المشرفة على جهود الإنقاذ، صباح الجمعة، أن ريان ما يزال على قيد الحياة.
استأنفت فرق الإنقاذ المغربية مساء الجمعة، الحفر الأفقي لإنقاذ الطفل ريان العالق داخل بئر منذ حوالي 4 أيام، بعد توقف مؤقت إثر انهيار مفاجئ في التربة.
ووصلت أنابيب إسمنتية للاستعانة بها في عملية إنقاذ الطفل ريان (5 سنوات) العالق داخل بئر جافة بعمق 32 مترا في القرية الزراعية "إغران” التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
كما وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية، لاستخدامها في إخراج الطفل ريان في حال الوصول إليه.
وقال مصدر من السلطات المحلية، إن فريقا ضم مهندسين طوبوغرافيين ومختصين من الوقاية المدنية أجروا دراسة تقنية ميدانية على مستوى الموقع الذي يحيط بالثقب المائي المعني ووضعية التربة، للتأكد من صلابتها حتى لا تعيق عملية الحفر الأفقي.
وبدأ عدد من الخبراء المغاربة مهمة الحفر الأفقي يدويا خشية أي انهيار مفاجئ نظرا لطبيعة التربة الهشة في المنطقة.
وزاد من صعوبة المهمة ضيق قطر البئر الذي لا يتعدى 45 سنتيمترا، وطبيعة الأرض الهشة للمنطقة، التي أجبرت الجرافات على التراجع أكثر من مرة تجنبا لأي انهيار.
وشرع فريق الإنقاذ في الحفر الأفقي مباشرة بعد بلوغ عمق 32 مترا، علما أن الحفر الأفقي شمل مسافة 8 أمتار للوصول إلى مكان وجود ريان.
وعمل فريق الإنقاذ على حفر منحدر بطول 150 مترا، وبعمق 32 مترا، بموازاة البئر التي علق داخلها ريان، من أجل الوصول إليه عبر المنفذ الأفقي.
فرق الإنقاذ تصل إلى ريان
تمكن رجال الإنقاذ المغربيون السبت من الوصول إلى مكان تموضع الطفل المغربي ريان في البئر العميقة التي سقط فيها الثلاثاء الماضي.
وكان عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون، عبد الهادي الثمراني، أفاد بأن عملية الحفر تتواصل بحضور مهندس وتقنيين طبوغرافيين حتى الوصول إلى الطفل ريان، مبرزا أن "العمال نجحوا في حفر فجوة أفقية بين الحفرة والبئر لانتشال الطفل ريان”.
وقال إن "هناك أملا في أن يخرج الطفل ريان على قيد الحياة”، مشددا على أن "تجهيز الفرق الطبية وسيارات إسعاف وطائرة هيليكوبتر كلها مؤشرات تدل على أن ريان ما زال على قيد الحياة، وأننا نسعى لإخراجه حيا”.
وأوضح أن تقديرات انتهاء الحفر اليدوي غير متوفرة في المرحلة الحالية بسبب صعوبة التضاريس وخطر انحراف التربة.
الملايين يترقبون
شهدت الواقعة تعاطفا كبيرا من جميع أنحاء العالم، حيث نشر مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، صور الطفل وأرفقوها بتدوينات ومنشورات بلغات مختلفة، ودشنوا العديد من الوسوم (الهاشتاغات).
وترقب الملايين في المغرب والعالم العربي نهاية سعيدة لمحنة الطفل الذي جلبت قصته تعاطفا دوليا واسعا.
نهاية مؤلمة
تمكنت فرق الإنقاذ مساء السبت، من إخراج الطفل ريان بعد حوالي 5 أيام من بقائه عالقاً على عمق 32 متراً داخل البئر.
وأعلن الديوان الملكي المغربي وفاة الطفل ريان، بعد سقوطه في بئر بالقرب من منزل عائلته في مدينة شفشاون شمالي المغرب.
وبحسب البيان الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أجرى الملك محمد السادس، اتصالاً هاتفياً مع والد الطفل خالد اورام، ووالدته وسيمة خرشيش، إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل.
وجاء في البيان، أن الملك محمد السادس، أعرب بهذه المناسبة المحزنة، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه.
وأثار نبأ وفاة ريان حزن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من العرب، الذين ظلوا على مدار أيام يتابعون عن كثب سير العملية آملين بنجاة ريان.
وتداولوا عبر "السوشال ميديا”، صور الطفل ريان ورسوم كاريكاتير تُعبر عن معاناته، معربين عن بالغ حزنهم لما حصل مع ريان. (وكالات)